منتدى العمق

هل لأحد أن يضفي شرعية دينية على قتل سفير

هل السفير الروسي حامل للسلاح ؟ و هل هو من يقتل أم أن دولته هي القاتلة؟ و في أي تراب كان ؟ أو ليس الأجدر بالدولة طرده هذا إن نقض هو نفسه العهد؟ أم أن تطبيق الجزاء يقوم به الواحد من الرعية؟ … ثم الآية تقول “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” و هذا اعتداء سافر ما دام الشخص أعزلا و مستأمنا بل و مدعوا للبلاد … فهو اعتداء لا مبرر له أبدا و يضيف الله تعالى في آية أخرى :”و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة و اعلموا أن الله مع المتقين” …

فأين الكافة و هذه الحالة أو ليس الأجدر أن تتحرك الجيوش مقاتلة الجيش الذي يقتل بعينه ؟ … و يقول النبي :(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) أخرجه البخاري . ليأتي الشيخ القرضاوي معرفا عقد الذمي “أنه هو عقد مؤبد يكتسب بموجبه غير المسلم حقَّ الإقامة الدائمة في بلاد الإسلام، والدخول في حمايتها، وذلك بمقابل دفع مبلغ مالي للقادر عليه، مع قبول أحكام الإسلام في المعاملات…” فالمعاملات في العالم اليوم تخضع لنظام واحد يا من هم متحدثين عن الإسلام … فإذا لم نكن راغبين بذميته فطرده خير … و يصبح الذّمّيّ والمعاهد والمستأمن في حكم الحربيّ باللّحاق باختياره بدار الحرب مقيماً فيها، أو إذا نقض عهد ذمّته فيحلّ دمه وماله، ويحاربه الإمام بعد بلوغه مأمنه وجوباً عند الجمهور، وجوازاً عند الشّافعيّة‏ …

فهل التحق الشخص بدار الحرب؟ و هل الإمام من قتله ؟ و هل نحن عندنا إمام عادل اليوم؟ ولا خلاف في محاربته إذا حارب المسلمين أو أعان أهل الحرب، وللإمام أن يبدئه بالحرب، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وإن نَكَثُوا أيمانَهم من بعد عهدهم ، وطَعَنُوا في دينكم فقاتلوا أَئِمَّةَ الكفرِ إِنّهم لا أَيْمَانَ لهم لعلّهم ينتهون‏}‏ … و يقول تعالى {‏إلاّ الّذين عاهدتم من المشركين، ثمّ لم يَنْقُصُوكم شيئاً، ولم يُظَاهِروا عليكم أحداً، فأَتِمُّوا إليهم عَهْدَهم إلى مُدَّتِهم‏}‏ … فسيرى العالم إذن و نرى أهي حقيقة أن يقدم شاب من مواليد 1994 على قتل سفير غدرا لأجل حلب أم أن القضية استخباراتية تتشابك فيها أيدي الداخل و الخارج من أجل الصراعات الطاقية