منوعات

لماذا يحب الأطفال تقليد الحيوانات؟

من الشائع أن يتقمص الأطفال خلال اللعب دور الأب والأم أو الطبيب أو أحد الأبطال الخارقين، ولكن ماذا عن تقليد الحيوانات؟
تقول مجلة “إيتر بارون” الفرنسية في تقرير إن اختيار الأطفال للشخصيات التي يلعبون أدوارها يرتبط أساسا بأذواقهم واهتماماتهم وكيفية فهمهم للعالم من حولهم، ومدى إعجابهم بتلك الشخصيات التي يرونها في الواقع أو شاشات التلفزيون.

علاقة الأطفال بالشخصيات

تعتبر رغبة الطفل في أن يكون شخصًا آخر جزءًا من حب المعرفة بناء على التجربة والتعاطف، ويستطيع الآباء اكتشاف السمات الأساسية لشخصية الطفل من خلال الحيوان أو الشخصية التي يحب تقليدها باستمرار.

ولا تعد ألعاب التقليد حكرًا على الأطفال، إذ توجد مجموعة متنوعة من ألعاب البالغين التي يقوم خلالها المتسابقون بتصوير شخصيات محددة دون كلام ويقوم الآخرون بتخمينها.

وعند التعمق في علم النفس، يمكن أن نلاحظ الكثير من السلوكيات التي يكشفها تقليد الشخصيات المختلفة، ومنها بعض السلوكيات الخاطئة.

لماذا يلعبون أدوار الحيوانات؟

من الطبيعي أن يقلد الأطفال بعض الشخصيات أو الكائنات الحقيقية أو الخيالية، لكن قد يكون من الغريب أن يقلد الطفل الحيوانات دون غيرها من الشخصيات.

من حيث المبدأ، يرى الأطفال الكثير من الحيوانات منذ سن مبكرة من خلال القصص والصور والشاشات.

وقد يتعلم الصغير بداية النطق -إلى جانب كلمات مثل “بابا” أو “ماما”- تقليد أصوات الحيوانات، مثل مواء القطة أو نباح الكلب، لأنهما من الأصوات سهلة النطق.

كما أن العديد من البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الأطفال تتضمن شخصيات حيوانات تتكلم وتأكل وتدرس، وتلعب مثل البشر.

بسبب هذه العوامل المحفزة، تصبح الحيوانات بالنسبة للطفل شخصيات مثالية يتعامل معها مثلما يتعامل الأطفال الآخرون مع الأبطال الخارقين، ويحاول إعادة تجسيد مغامراتها خلال اللعب.

فوائد

تضيف المجلة أن من بين الأسباب الأخرى، التي تفسر تقليد الطفل للحيوانات، الرغبة في الاستفادة من مساحة الحرية التي يوفرها سلوك الحيوان.

فحين يتعلم الطفل ضوابط السلوك وآداب التصرف مع الآخرين، يدرك أن التصرفات غير المقيّدة ترتبط عادة بالحيوانات، لذلك يمنحه تقليد الحيوان حرية التصرف ويُعفيه من اتباع قواعد مثل الجلوس بشكل جيّد وعدم الصراخ.

على سبيل المثال، يقوم الطفل عند تقليد الكلب أو القطة أو الدب بالقفز والركض والتمرّغ على الأرض.

وبالإضافة إلى متعة اللعب، يوفر تقليد الحيوانات فوائد أخرى منها تطوير لغة الجسد ومهارات التواصل غير اللفظي.

وتختم “إيتر بارون” بأن تقليد الحيوانات مفيد للطفل، لكن إذا تجاوز اللعب حدود المعقول وأصبح الطفل عاجزا عن التمييز بين الواقع والخيال يجب مباشرة استشارة متخصص في علم النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *