مجتمع

الغبار الأسود بالقنيطرة.. هيئة تراسل المسؤولين للتدخل من أجل وقف خطر “القاتل الصامت”

جددت ساكنة مدينة القنيطرة، وهيئات ناشطة في مجال حماية البيئة والمناخ، مناشدتها للمسؤولين من أجل التدخل للحد من تلوث الهواء الناتج عن الغبار الأسود الذي تعرفه المدينة في الفترة الأخيرة واصفين إياه بـ”القاتل الصامت”.

وقال أيوب كرير رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، إن الغبار الأسود الناجم عن مخلفات الوحدات الصناعية “ينخر أجساد ساكنة المدينة مخلفا آثارا وخيمة على البيئة وصحة المواطنين وجميع الكائنات الحية الأخرى” حسب تعبيره في تقرير لجريدة “العمق”.

وراسلت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة شهر دجنبر المنصرم، كل من عمالة إقليم القنيطرة، الجماعة الترابية القنيطرة ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عبر مراسلات رسمية تطالب من خلالها بفتح تحقيق عاجل والحصول على المعلومات حول مصدر الغبار الأسود الذي أصبح يستشري في عدد من مناطق مدينة القنيطرة.

وحسب أيوب كرير، “تأتي مراسلات الجمعية بناءا على الفصول 31 – 35 – 71 و 136 من الدستور التي نصت على الحق في البيئة وفي التنمية المستدامة، والقانون الإطار رقم 99.12 الذي يعتبر بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، والقانون رقم 13.03 المتعلق بمكافحة تلوث الهواء، والقانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، وعملا بالتزامات المغرب الدولية تجاه البيئة والتنمية المستدامة المعبر عنها في إتفاقية باريس حول التغيرات المناخية”.

وعبرت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة “عن قلقها الكبير من الانتشار الواسع للغبار الأسود في مختلف المناطق بالقنيطرة وما يحدثه من أضرار بيئية متعددة تؤثر سلبا على بيئة وصحة المواطنين”، موجهة نداءها إلى “مدبري الشأن القنيطري بالتدخل العاجل من أجل الكشف عن النتائج الدقيقة التي ترصدها محطات القياس والكشف عن مصدر ثلوث الهواء وأسبابه، والإجراءات التي اتخذت قصد إيقاف هذه الظاهرة، وتطبيق كل وسائل المراقبة والحماية بصفة منتظمة واتخاذ كافة الإجراءات لحماية هواء المدينة من كل المخاطر المحدقة به”.

وأكد أيوب كرير رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة والباحث في إعداد المجال والتنمية الترابية المستدامة، “على أن جودة الهواء بالقنيطرة تتعرض لمختلف مصادر التلوث التي تحدث تأثيرات خطيرة، وتعد معظم الأنشطة الصناعية المتمركز حول المدينة مصدرا لتلوث الهواء. إضافة للمصادر المتحركة التي يمثلها قطاع النقل، والنفايات، والتي تزيد من حدة التلوث، ويزداد الوضع تأزما مع اجتثاث وقطع العديد من المساحات الشاسعة من الغابات والمساحات الخضراء، الشيء الذي يجعل من مدينة القنيطرة في ظل هذا الوضع المأساوي إحدى أكثر المدن خطورة على صحة الإنسان وبيئته”.

وقال كرير في تصريح لـ”العمق”، “إن دراسات وبائية، تم إجراؤها في جهات أخرى مدى أثر تلوث الهواء على الصحة، وخصوصا صحة الأطفال، كما مكنت من إقامة الدليل على العلاقات الواضحة إحصائيا ما بين مستوى التلوث الجوي الذي يجري قياسه خصوصا عبر قياس تركيز الجزيئات الدقيقة من نوع «الدخان الأسود» من جهة، وبين نسب الوفيات ونسب الاستشارات الطبية بسبب أمراض الربو وتعفنات المسالك التنفسية وداء الرمد من جهة أخرى”.

وحسب المتحدث ذاته، “يعتبر تلوث الهواء أحد أكبر المخاطر البيئية التي تهدد صحة الإنسان، إلى جانب تغير المناخ. وتفيد بعض التقديرات حسب منظمة الصحة العالمية على أن التعرض لتلوث الهواء يتسبب كل عام في حدوث 7 ملايين وفاة مبكرة ويؤدي إلى فقدان ملايين إضافية من سنوات العمر الصحية. ويمكن أن يسبب عند الأطفال قصور في نمو الرئتين ووظيفتهما، والتهابات الجهاز التنفسي، وتفاقم الربو”. أما عند البالغين، يقول كرير “فإن أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية التي تعد من الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة المبكرة ترتبط بتلوث الهواء خارج المباني، وقد بدأت تظهر أيضا أدلة على تأثيرات أخرى مثل داء السكري والأمراض العصبية. وهذا ما يجعل عبء المرض الذي يعزى إلى تلوث الهواء مماثلا للمخاطر الصحية العالمية الرئيسية الأخرى مثل اتباع نظام غذائي غير صحي وتعاطي التبغ”.

وذكر رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، أن هذه الأخيرة، “أطلقت حملة ترافعية حول مشكل الغبار الأسود توازيها حملة تفاعلية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنبيه مدبري الشأن العام إلى خطورة تلوث الهواء الناجم عن أنشطة المصانع والمعامل بمدينة القنيطرة، حيث جعلت من وسم “القنيطرة تختنق”، تعبيرا عن خطورة الوضع بالمدينة، ودعت الجميع إلى المشاركة المكثفة في هذه الحملة حتى تتخذ السلطات والجهات المختصة وأصحاب القرار، إجراءات فورية ومستدامة لحماية بيئة وصحة المواطن القنيطري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *