مجتمع

كيف استقبلت النقابات التعليمية بالمغرب اليوم العالمي للتعليم؟

يحتفي العالم، اليوم الاثنين، باليوم العالمي للتعليم الذي يصادف الـ24 من يناير من كل سنة في سياق مرتبط بجائحة كورونا التي حرمت أكثر من 635 مليون طالب وطالبة من الدراسة بسبب الإغلاق الكامل أو الجزئي للمدارس، مما يتسبب بفقدان المهارات الأساسية لتعلّم الحساب والقراءة والكتابة للكثير منهم، وفق بيانات اليونسيف.

وفي المغرب تأتي هذه المناسبة في وقت أعلنت فيه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن إحصاء 5802 إصابة بكورونا في صفوف التلاميذ، في الفترة ما بين 17 إلى 22 يناير الجاري، معلنة إغلاق 196 مؤسة تعليمية.

كما تأتي هذه المناسبة بعد أيام قليلة من محضر الاتفاق المرحلي الذي وقعته وزارة التربية الوطنية مع النقابات التعليمية الاكثر تمثيلية والذي ينص على مراجعة النظام الأساسي الحالي لموظفي وزارة التربية الوطنية، وإحداث نظام أساسي محفز وموحد يشمل جميع فئات المنظومة التربوية، وتسوية مجموعة من الملفات المطلبية ذات الأولوية، فكيف استقبلت النقابات التعليمية بالمغرب هذا اليوم؟.

فرصة للمطالبة بتعليم عمومي مجاني

عبدالرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE قال في تصريح لجريدة العمق إن اليوم العالمي للتعليم هو يوم للاحتفاء بالتعليم وبدوره في إرساء السلم وفي تنمية المجتمعات .

وقال الإدريسي إن التعليم حق من حقوق الانسان، لذلك فإن الجامعة ظلت تناضل من أجل تعليم عمومي موحد ومجاني من الأولي إلى العالي لصالح أبناء الشعب مدى الحياة.

وأضاف “مع الاسف هذا غير متوفر في بلدنا المغرب، لدرجة أن دستور 2011 الذي جاء في سياق احتجاجات حركة 20 فبراير وفي سياق الخطاب الملكي في 9 مارس لم يضمن هذا الحق وحقوق اخرى كالصحة والسكن والشغل، إذ اكتفى بالاشارة إلى تيسير الولوج لهذه الخدمات فقط”.

وقال “إننا متخوفون أن نصل إلى نهاية الرؤية الاستراتيجية سنة 2030 أو حتى نهاية النموذج التنموي سنة 2035 دون تحقيق ما نصبو إليه في مجال التعليم وتبقى جميع الإشكالات دون حلول نهائية”.

وقال النقابي ذاته إنه بالرغم من شعارات الأولوية للتعليم الذي يرفعه كل المسؤولون، “إلا أننا لا نلمس ذلك على أرض الواقع ولا نرى تأثير هذا الشعار على ملفات رجال ونساء التعليم بسبب “السياسات المتبعة في المغرب”.

وفي سياق متصل، قال الإدريسي إن اليوم العالمي للتعليم جاء بعد الاتفاق الذي وقعته النقابات التعليمية مع وزير التربية الوطنية غيرة على بلدنا المغرب وعلى قطاع التعليم وللدفاع على ملفات رجال ونساء التعليم.

وختم تصريحه بتأكيده على أن نقابته مستمرة في الدفاع عن القطاع وعن التعليم العمومي ضد تسليعه وضد خوصصته ليكون اليوم العالمي للتعليم بالمغرب يوما للاحتفاء بالتعليم العمومي المجاني العمومي لأبناء الشعب المغربي.

آن الأوان لتفعيل شعار الأولوية للتعليم

أما الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديموقراطية للشغل، الصادق الرغيوي، فقد صرح لجريدة “العمق” بأن قضية التعليم “أكبر من أن تختزل في يوم واحد في السنة، لأنه البوابة نحو التقدم والديمقراطية والمدخل الحقيقي لأي تنمية في العالم ويهم كل الأسر في المغرب وفي كل دول العالم”، وفق تعبيره.

وقال الرغيوي إن الحكومات المتعاقبة لطالما رفعت شعار أولوية التعليم بعد قضية الوحدة الترابية، “إلا أن هناك إجماع وطني على أن التعليم في المغرب يعيش أوضاعا متأزمة على كافة المستويات”.

واعتبر المتحدث أنه آن الآوان لتفعيل هذا الشعار لتدارك الزمن الضائع الذي تسببت فيه الحكومات المتعاقبة حتى يحقق المغرب التقدم المطلوب يحظى التعليم فيه بترتيب دولي محترم.

وختم الفاعل النقابي ذاته تصريحه بالقول: “إن النقطة الأساسية التي يجب إثارتها في هذا اليوم هي ضرورة إصلاح المشاكل العالقة منذ سنوات والتي ينبغي حلها باعتبارها المدخل الأساسي لأي إصلاح لقطاع التعليم في المغرب”.

تفاؤل ودعوة للانخراط الجماعي

بدوره، قال نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي للشغل ،محمد خفيفي، إن نقابته تستقبل اليوم العالمي للتعليم في سياق جديد يتميز باستئناف حوار قطاعي مع وزارة التربية الوطنية الذي توج باتفاق مرحلي “تمت فيه تصفية ملفات عمرت طويلا على أمل استئنافه في القريب العاجل لتسوية باقي الملفات”.

وقال إن الهم الأساسي للنقابة هو أن تكون سنة 2022 سنة نظام أساسي محفز وموحد يشمل جميع الفئات التعليمية المتضررة، حتى تتفرغ لمجابهة المشاكل الجوهرية التي يعرفها القطاع من قبيل المناهج البرامج والتكوين المستمر وهيئة المراقبة والكتاب المدرسي، على حد تصريحه لجريدة “العمق”.

وأضاف أن الجامعة الوطنية للتعليم ظلت منذ سنوات تطالب بإدراج هذه المشاكل ضمن الملفات التي تطالب النقابات بفتح أوراش حولها لرد الاعتبار لقطاع التعليم والعاملين به.

وختم خفيفي تصريحه بالقول إن الجامعة الوطنية للتعليم تستقبل هذا اليوم بتفاؤل كبير على اعتبار ان الوزارة الوصية اعطت ضمانات وإشارات إيجابية، مؤكدا على ان الرهان اليوم هو الانحراط الجماعي لكافة المعنيين بقطاع التعليم لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *