منتدى العمق

“نكسة” وتقهقر حزب العدالة والتنمية يترجم إلى انتقادات رئيس الحكومة عزيز أخنوش

لم يُشكِّل تراجع حزب العدالة والتنمية صاحب الخلفية الإسلامية مفاجأة لمراقبي الشأن السياسي الداخلي في المملكة المغربية، فقد استهلك الحكم لعقد كامل إخوان سعد الدين العثماني وعبد الإلاه بنكيران وأكل رصيدهم، بيد أن أحدا لم يتوقَّع أن يكون السقوط مدويا بهذا الشكل.

فما تعنيه هزيمة العدالة والتنمية بالنسبة إلى الكثيرين، هذا ما جعل من الحزب المتأسلم أن يجعل من كيانه طفلا صغيرا يتطاول على من صار رغبة للمواطنين والدليل على ذلك الانتخابات التشريعية المنصرمة التي أسفرت على حكومة متوازنة مشكلة من طرف ثلاثة أحزاب بقيادة السيد عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فالكل يعرف عزيز أخنوش بالشخصية الاقتصادية النموذجية التي يمكنها أن تخرج بلد المغرب من هذه الصدمات المتتالية، الاولى كانت تخص التدبير الحكومي بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي كان يفتقد الحنكة في التدبير للشأن العام وهذا أمر طبيعي، كونه لم ينجح في تدبيره للمرحلة في الولايتين السابقتين.

والثانية كانت جراء الجائحة التي خلفت العديد من الخسائر الإقتصادية والإجتماعية …

ولأن المغرب في هذه الفترة يتطلب قيادة رصينة ومحكمة تمتلك لجل الوسائل التدبيرية كانت ذلك إختيار الشعب لحزب عزيز أخنوش الذي نجح في تدبير قطاع وزارة الفلاحة لمدة 13 سنة وكان مشرفا على برنامج المخطط الأخضر الذي ساهم في إنعاش العديد من القطاعات.

واليوم بعد انتخاب عزيز أخنوش رئيسا للحكومة المغربية في مدة لم تتعدى 100 يوم الأولى، استطاع رفقة تحالفه الحكومي الذي يضم حزبي الأصالة و الاستقلال، صياغة قانون المالية في وقت زمني ضيق بالرغم من الظروف الصحية التي يعيشها العالم بأسره بسبب تفشي فيروس كوفيد 19.

كما أن حزب الأحرار نلمس هيمنته من حيث تفعيل مجموعة من البرامج التي كان يخاطب بها المواطنين أثناء الحملة الانتخابية بجانب البرامج الانتخابية التي تتبناها حزبي الأصالة و الاستقلال لصياغة برنامج حكومي سيمكن البلاد من انتقاله من دولة ديمقراطية إلى دولة اجتماعية تضع المواطن في صلب اهتمامها و ذلك من خلال الاستثمار في العنصر البشري .

و منذ أن تم انتخاب عزيز اخنوش رئيسا للحزب في مؤتمر الجديدة سنة 2016، قطع وعدا مع مناضلي الحزب على أن يجعل من حزب الأحرار حزبا سياسيا نشيطا سيكون له دور القيادة، و اليوم لا شك أننا نرى حزب الاحرار مرآة حقيقية للمجتمع يجمع بين جميع الفئات المجتمعية الشباب، المرأة، الطلبة، المحامين، المهندسين … إلخ .
الثورة التواصلية السياسية التي قادها عزيز اخنوش لإخراج وثيقة سياسية تعتبر التزاما سياسيا “مسار الثقة”، الأخير لم يكن حبرا على ورق وإنما تمت برمجة العديد من النقط الأساسية ضمن برنامج عمل الحكومة خصوصا في إطار إصلاح المنظومة التعليمية وكذا قطاع الصحة.

أما فيما يخص قطاع التشغيل، القطاع الحيوي الذي عرف ركودا خطيرا في الولايتين السابقتين، اليوم نجد أن هناك رغبة حقيقة و خير ذلك، إلتزام الحكومة الحالية التي تعمل على خلق مناصب شغل من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة و التعاونيات، و ذلك من خلال إطلاق برنامج “فرصة” و برنامج “أوراش” الذي التزمت فيه الحكومة الحالية بتوفير عدد مهم من مناصب الشغل، هذا ما سيساهم في تقليص فارق البطالة بالبلاد.

خلاصة القول، تزعزع الجبل فأنجب فأرًا، هكذا أصبحنا نرى شطحات بعض قيادات حزب العدالة يخرجون بمقالات لا تسمن و لا تغني من جوع، يقصفون يمينا و يسارا في حق عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية و زعيم حزب الأحرار، بل و أصبح الموقع الرسمي للحزب المعلوم مهوسا بشخصية عزيز أخنوش.

انتقادات لا معنى لها بل و في بعض الأحيان منهم من لم يتعود بعد على مهنته الأصلية كمدرس في المدرسة، لأن شوق البرلمان و التعويضات السمينة و الحصانة الديبلوماسية، تركت فيهم انطباعا سيئا في نفوسهم “صدقًا لم يتعودوا على ممارسة السلطة بمنطقها الصحيح” .

عصام لميني رئيس الفيدرالية الوطنية للطلبة التجمعيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Adil
    منذ سنتين

    كلام صحيح 100٪ و لو لم يتم قوله و الإفصاح عنه فهذا واضح وضوح الشمس نهارا . بالنسبة لي وبناءً على شوارع مدينتي، ما قدمه الأحرار فقط في هذه الشهور الأولى لم تقدمه العدالة في ولايتين خلاصة القول الناس تاع الأحرار جايين يخدمو