أخبار الساعة

مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط يحتفي باللغة العربية

نظمت شعبة اللغة العربية بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط ندوة علمية الخميس 15 دجنبر 2016 وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تحت عنوان ” اللغة العربية وتحديات الثورة الرقمية “.

في الجلسة الافتتاحية قدم مدير المركز محمد أمطاط ورقة بين فيها مكانة وأهمية اللغة العربية بين باقي اللغات، مبرزا التحديات التي تواجهها ( ارتفاع منسوب اللحن وانتشار اللهجات ..) ودور الشبكة العنكبوتية في تفاقم أزمتها ( سهولة النشر ، غياب الرقابة ، تصحيح محركات البحث للأخطاء ، ضعف الذاكرة ، انتقال اللهجات إلى الاستعمال الكتابي، ظهور لغة جديدة 🙁 العرنسية …).

ومن أبرز التحديات أيضا، انقسام المهتمين إلى اتجاهين : الأول ينحي باللائمة على ارتهان اللغة العربية بالقواعد ومتون القدماء حتى صار تذوق النصوص القديمة يحتاج إلى ترجمة ، والثاني متشبث باللغة التقليدية ويدعو إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في نشرها و الحفاظ عليها . أمام هذا الوضع ظهرت أصوات تدعو للتدريس بالعامية ، ورغم معارضتها لجت في موقفها وأصدرت معجما بالعامية .وفي ختام كلمته تساءل عن سبل الخروج من هذه الوضعية : هل بتطوير النحو أم بردم الهوة بين الفصحى والعامية أم بترقية اللهجات ؟

من جهته تحدث الدكتور أبو يوسف دقة نيابة عن المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة عن الأدوار التي تقوم بها المنظمة في الاحتفاء باللغة العربية ، والتعريف بها في مجموعة من بقاع العالم ( ماليزيا / تشاد /النرويج / كوستاريكا …) وأشار إلى كون وثائق المنظمة و أدبياتها تدعو المسؤولين إلى بذل كل المجهودات الممكنة للرقي باللغة العربية ، كما جندت مواردها البشرية لتعليم هذه اللغة لغير الناطقين بها ، وتقديم آخر المستجدات التربوية والتكنولوجيا إلى عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية والتربوية في الدول الأعضاء لتحقيق هذه الأهداف .

وبالمقابل، أكد عبد الفتاح الحجمري مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط ، أن موضوع الندوة يتعلق بتتبع حركة اللغة العربية ومعالجتها آليا وتقنيا، مشددا على أن العربية توجد اليوم في صلب أسئلتنا الحضارية، لأنها من مقومات وجودنا وركيزة انتسابنا للعصر الحديث . و الاهتمام باللغة سمة من سمات التقدم ومدخل للتنمية الشاملة . ومن مقتضيات الاهتمام بهذه اللغة ، تحديثها وذلك بجعلها معاصرة وفصيحة في المعاملات والتواصل لمواجهة اللهجات الممزوجة باللغات الأجنبية . وفي الأخير أشار الباحث إلى كون البحث في مصطلحات العربية مازال متخلفا آليا رغم الجهود المبذولة في هذا الصدد مشيرا إلى دور مكتب تنسيق التعريب في انتاج مجموعة من المعاجم بلغات متعددة .

وتحدث فؤاد شفيق مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية عما تقوم به الوزارة للنهوض باللغة العربية ،واستدماج المستجد الرقمي في تدريسها ، مشيرا إلى أن مستوى تدريس العربية إلى حدود السنة النهائية في الإعدادي لا يبشر بخير ذلك أن التقييمات الدولية والوطنية تبين انه مستوى يتساكن مع مستوى محاربة الأمية في بدايتها ، مما يكشف كون الخطورة التي تتهدد اللغة العربية تتهددها في المراحل الأولى من التدريس . لهذا بدأت الوزارة توجه عملها نحو أربعة محاور كبرى :

ـ الاشتغال على برنامج المنهاج المنفتح للتعليم الابتدائي .
ـ تطوير مهارات القارئ في الإعدادي .
ـ تدريس العربية والثقافة المغربية لأبناء المغاربة في المهجر اعتمادا على الإطار المرجعي الأوربي للغات .
ـ الانخراط في تحدي القراءة العربي .
وأكد المسؤول الوزاري على أهمية التكوين في استدماج تكنولوجيا التواصل ، وأهمية التجهيز، وضرورة تطوير الاستعمالات حيث لا يكفي التكوين والتجهيز وحدهما ، إذ لابد أن تحصل القناعة بأن الطريقة الجديدة ستفضي إلى نتائج جيدة.

ونيابة عن رئيس ” الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ” تحدث الدكتور محمد بنلحسن عن كون الاحتفاء مناسبة لمساءلة الواقع عن التحديات التي تعيق تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة وطنية ودستورية . كما قال إن التدريس بلغة ما يعد شرطا لرفع نسبة المتكلمين بها . و ذكر بدور الائتلاف في النهوض بهذه اللغة التي لا يريد لها بعضهم أن تكون لغة علم وتدريس .

أما رئيس ” الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ” ( موسى الشامي) فتحدث بكثير من التفاؤل عن واقع اللغة العربية مؤكدا على أنها بألف خير، مستدلا ببعض الأحداث التاريخية التي كانت توهم بأن هذه اللغة مهددة ( طرد المسلمين من الأندلس …) . كما بين أن ما يقع اليوم من أحداث في الشرق العربي هو ضرب للغة العربية ، وأن تطوير هذه الأخيرة يحتاج إلى قرار سياسي ..
تفاعلا مع هذه العروض أشار المتدخلون من متتبعي الندوة إلى عدة قضايا وأفكار مثل : ـ ضرورة استحضار البعد السياسي في تناول موضوع اللغة ـ غياب الإرادة السياسية في هذه القضية ـ تطويع اللغة العربية ليس بالضرورة أن يكون من فضاء الرقمنة وحاملها الجديد ـ كون العروض غلب عليها طابع الحماسة للرقمية والدعاية لها ـ اللغة العربية لها تاريخها المكتوب والثورة الرقمية تقتضي قراءة هذه الذاكرة ـ احتضان المركز لهذه الندوة يعد انتقالا من مجال البحث الفردي إلى مجال المأسسة .