منوعات

الأمم المتحدة: امرأة واحدة فقط من بين كل ثلاثة باحثين في ميداني العلوم والهندسة عبر العالم  

كشفت الأمم المتحدة عن معطيات مقلقة عن ضعف ولوج النساء في العالم مجالات علمية مختلفة. وبمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، الجميع إلى تهيئة بيئة تستطيع فيها المرأة تحقيق إمكاناتها الحقيقية وتستطيع الفتاة أن تصبح رائدة العلوم والابتكارات في المستقبل، وهو ما سيشكّل مستقبلا عادلا ومستداما للجميع.
وحسب موقع الأمم المتحدة، أكد المسؤول الأممي الأرفع، أن هناك اليوم امرأةٌ واحدةٌ فقط من بين كل ثلاثة باحثين في ميداني العلوم والهندسة في العالم، “فثمة حواجز هيكلية ومجتمعية تمنع المرأة والفتاة من دخول ميدان العلوم والتقدّم فيه”.

وحسب الموقع الرسمي للمنظمة الدولية، قال الأمين العام إن جائحة كــوفيد-19 ولّدت مزيدا من أوجه عدم المساواة بين الجنسين، من إغلاق المدارس إلى ازدياد العنف وتحمّل قسط أكبر من أعباء الرعاية في المنزل.

وحذر من أن هذا التفاوت يحرم عالمنا من مواهب وابتكارات هائلة غير مستغلة. فنحن بحاجة إلى منظورات المرأة إذا ما أردنا للعلم والتكنولوجيا أن يكونا في خدمة الجميع. “ويمكننا – بل ويجب علينا – أن نتحرّك لتغيير هذا الوضع”.

وشدد السيد غوتيريش على ضرورة أن نضع السياسات الكفيلة بملء الفصول الدراسية بفتيات يدرسن التكنولوجيا، والفيزياء، والهندسة، والرياضيات. ومضى قائلا:

“علينا أن نتخذ تدابير محددة الهدف لإتاحة الفرصة للمرأة لكي تزدهر وتتولّى القيادة في المختبرات ومؤسسات البحوث والجامعات. وعلينا أن نعقد العزم على إنهاء ما تعانيه المرأة في مجال العلوم من تمييز وقولبة نمطية. وعلينا تكثيف الجهود لزيادة الفرص المتاحة للنساء من مجتمعات الأقليات”.

وكل هذا يتسم بأهمية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي ذي الدور المحوري، وفقا للأمين العام الذي أكد أن هناك ارتباطا مباشرا بين المستويات المتدنية لعمل المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي وبين هيمنة خوارزميات غير منطقية في تحيّزها الجنساني تفترض أن الرجل هو الأساس والمرأة هي الاستثناء.

وقال إننا بحاجة إلى نساء بأعداد أكبر يشاركن في تطوير ذكاء اصطناعي يكون في خدمة الجميع ويصبّ في اتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين. “وإننا بحاجة أيضا إلى عَكْس الاتجاهات التي تمنع الشابات من خوض مجالات مهنية تساعدنا على معالجة الأزمات المناخية والبيئية”.

اليونسكو وهيئة المرأة في الطليعة

على صعيد ذي صلة ، حسب موقع الأمم المتحدة، قالت مسؤولتان أمميتان رفيعتان إن تمثيل المرأة لا يزال دون المستوى المطلوب في صفوف كبار العلماء في الأوساط الأكاديمية، ودعتا إلى إيجاد وسائل مجدية لزيادة تمثيل المرأة، والالتزام ﺑﺎليقظة المستمرة من أجل اجتثاث مظاهر التمييز وأوجه التحيز اللاشعوري القائمة منذ أمد طويل.

جاء ذلك في رسالة مشتركة صادرة عن المديرة العامة لليونسكو، السيدة أودري أزولاي، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة السيدة سيما بحوث، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم.

وقالت المسؤولتان إن التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم، ومنها التحديات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 وتغير المناخ، تتطلب ألمع العقول العلمية البشرية لحلها.

عزوف المرأة عن الالتحاق ﺑﺎلمهن البحثية

وفقا لتقرير اليونسكو للعلوم لعام 2021، يظل ما تحصل عليه النساء من مخصصات البحوث أقل مما يحصل عليه الرجال، وتظل فرص الترقية المتاحة للنساء أقل من الفرص المتاحة للرجال، وفي القطاع الخاص أيضا، يقل حضور المرأة في المناصب الإدارية والوظائف التقنية في قطاع الصناعة التكنولوجية. ويؤدي عدم تكافؤ الفرص في مجال العمل إلى عزوف المرأة عن الالتحاق ﺑﺎلمهن البحثية.

تشير الدراسات إلى أن النساء لا يمثلن سوى نسبة 22 في المائة من المهنيين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي و28 في المائة من مجموع خريجي كليات الهندسة.

وعندما تؤسس النساء شركات ناشئة خاصة ﺑﻬن، فإنهن يحصلن على أقل من 3 في المائة من إجمالي رأس المال الاستثماري مقارنة بالرجال.

تشجيع على الالتحاق بالتخصصات العلمية

ومع ذلك، تقول المسؤولتان الأمميتان، حسب نفس المصدر، إننا نحتاج عموما إلى توفير المزيد من الفرص للمرأة في ميدان العلوم والابتكارات. “ولهذا السبب، تسعى اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى تشجيع الفتيات على الالتحاق ﺑﺎلتخصصات العلمية في دراستهن، وضمان أن يتبوأن المكانة التي تليق ﺑﻬن في هذه المهن والقطاعات”.

وأنشأ منتدى جيل المساواة في العام الماضي “تحالف العمل المعني ﺑﺎلتكنولوجيا والابتكار في سبيل تحقيق المساواة بين الجنسين”، من أجل زيادة نسبة النساء العاملات في مجال التكنولوجيا والابتكار بحيث تصل بحلول عام 2026 إلى ضعفي ما هي عليه الآن، وضمان مشاركة النساء والفتيات مشاركة كاملة في إيجاد حلول للمشكلات الكبيرة والمعقدة والجامعة للتخصصات التي نواجهها.

دعوة إلى تغيير المسار

برغم المساهمات الكبيرة التي تقدمها النساء والفتيات في مجال العلوم، إلا أنهن ما زلن أقلية متميزة في هذه المجالات، وفقا لرئيس الجمعية العام السيد عبد الله شاهد في رسالته بالمناسبة، حسب موقع الأمم المتحدة.

وقال إن القوالب النمطية والتحيزات تكمن في صميم التحديات التي تواجه النساء والفتيات في مجال العلوم، مشددا على ضرورة “تغيير هذا المسار”.

وأكد أن التعليم هو المفتاح لهذا. “بالنسبة لفتاة صغيرة تطمح إلى الذهاب إلى الفضاء الخارجي أو إلى أعماق المحيط، يمكن للتعليم أن يأخذ أحلامها ويحولها إلى طموح”.

مستقبل أكثر اخضرارا وأكثر زرقة

وقال إن التعليم يتيح للشابات والفتيات فرصة المساعدة في تشكيل أهدافنا المشتركة في تشكيل مستقبل أكثر اخضرارا وأكثر زرقة، بما في ذلك الهدف 6 من أهـداف التنمية المستدامة المعني بالمياه النظيفة والصرف الصحي.

نظرا لأن 2.2 مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، فإن إشراك المزيد من النساء والفتيات في العلوم يمكن أن يساعد في مضاعفة الاكتشافات وتخفيف ندرة المياه.

وأكد السيد شاهد التزامه بدعم النساء والفتيات بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك تسخير السبل للنساء والفتيات اللواتي يطمحن في مجالات العلوم. واختتم رسالته بالقول:

“دعونا نضمن منح المزيد من النساء والفتيات الفرصة للابتكار والاختراع والإلهام في مجالات العلوم”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *