وجهة نظر

بعد حادثة ريان.. “العشوائية” متى تنتهي؟

رئيس لجنة التعمير وإعداد التراب والمحافظة على البيئة بجماعة طنجة

السكن العشوائي، الأسواق العشوائية، المصانع العشوائية، الآبار العشوائية… اللائحة قد تكون طويلة، وقد تكون مفتوحة، أي أنه يمكن أن تظهر العشوائية كل فترة في مجال.

العشوائية قد تكون صفة لكل ما هو غير قانوني ترسم بقوة الأمر الواقع؛

العشوائية قد تكون استسلاما للاقانون؛

العشوائية قد تكون تطبيعا مع المخالفات القانونية؛

العشوائية قد تكون تعبيرا عن أزمات؛ أو حلولا لأزمات؛

العشوائية قد تكون ثقافة مجتمع أو جزء منه؛ ثقافة أصيلة أم دخيلة؛ ثقافة قديمة أم حديثة؛
العشوائية قد تكون.. وقد تكون.. وقد تكون..

لا أريد أن أفرض تعريفا ما أو توصيفا ما، لأن ذلك قد يكون انطباعيا وبعيدا عن الموضوعية. كما أنه، لم يعد أحد يجهل أو يتجاهل العشوائيات، بمن فيهم من يجب عليهم محاربتها والقضاء عليها.

العشوائيات، نعيش فيها، ونتعايش معها، ونتعيش منها. ولا يطفو الحديث عنها إلا بعد وقوع الكوارث فيها أو بسببها. وبعد وقوع الكارثة يهب الجميع لإيجاد الحلول على شكل إجراءات أو مشاريع، لكن خلال الإنجاز قد يقع المحظور من باك صاحبي والزبونية والمحسوبية، فنعود إلى الصفر وينتشر العشوائي من جديد ممن حرموا من حقهم في هذه المشاريع وممن باعوا حقهم فيها، فتحدث الكارثة ونولول وننتفض ونعاود الكرة: مشاريع جديدة، سوء التنفيذ، عشوائيات جديدة….

عشنا مؤخرا فاجعة ريان، وفي تفس التوقيت في السنة الماضية كانت فاجعة مصنع طنجة العشوائي الذي ذهب ضحيته 28 شخصا، وكل سنة نسمع ونعاين حوادث انهيار بنايات عشوائية… فهل نتعظ ونجعل حدا لهذه الحوادث والكوارث والفواجع؟ ومن المسؤول عن وقوعها؟ المسؤول السياسي أم المسؤول المعين، أم الموظف تحت إمرتهما، أم الوسيط، أم المواطن/الضحية؟.

هل العشوائيات قدر لا بد منه، أم مقدور عليها إذا توفرت الإرادة؟ إرادة الصرامة في المراقبة، والصرامة في زجر المخالفات، والصرامة في مراقبة المراقبين ومسؤولي المراقبين، والإرادة والإخلاص والإتقان في إيجاد البدائل والحلول، و..و..و..

هل العشوائيات تعبير عن الفقر، عن الجهل، عن التخلف، عن الظلم، أم كل ذلك أم ماذا؟

خلاصة القول، كفانا ازدواجية في واقعنا، الواقع المهيكل والآخر العشوائي. ويمكننا أن نتخلص من هذه الازدواجية، لأن هناك أمل، أمل في الله أولا، وأمل في النيات الخالصة لغالبيتنا، مسؤولين ورعايا، ثانيا، وثالثا وليس أخيرا أمل في قدراتنا وإمكانياتنا التي كثيرا ما نستخف بها، والمثل المغربي يقول: “اللي احقر رأسماله أكله”.

وملحمة تفاعلنا ومعالجتنا لحادثة ريان خير شاهد على أننا نستطيع، وشهد لنا العالم بذلك.

* أحمد الطلحي خبير في البيئة والتنمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *