أخبار الساعة، مجتمع

صور صادمة.. انتشار الدماء والأوساخ والفئران بمشفى دمنات والأطر العاملة تشكو غياب شروط العمل

عادت الأطر العاملة بالمركز الصحي “إسران” بدمنات للاحتجاج على الوضع “المزري عبر شكاية موجهة للمدير الجهوي للصحة ببني ملال  أشارت فيها إلى غياب أبسط شروط العمل.

وسجلت الأطر العاملة بالمركز عدة خروقات ذكرت منها التسيير “العشوائي” للإدارة، وغياب المعدات الضرورية للعمل والنقص الحاد في الأدوية، فضلا عن تستر الإدارة عن الموظفين الأشباح.

وذكرت الوثيقة الغياب المتكرر للوجبات الغذائية للأطر الصحية والنساء الحوامل، وغياب الأغطية للنساء الحوامل والمرضى، مشيرة إلى غياب ممرض التخذير والإنعاش أثناء المداومة، والإعتداءات المتكررة على الاطر الصحية من بعض المرتفقين.

ليست المرة الأولى

وليبست هذه هي المرة الأولى التي ينبه فيها العاملون إلى خطورة الوضع في دمنات، فقد سبق للجامعة الوطنية للصحة بدمنات، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أن كشفت عن الوضع الصحي بالمدينة، مسجلة العديد من الهفوات “التي تتحمل فيها إدارة مستشفى القرب بدمنات كامل المسؤولية من قبيل إهمال مصلحة المستعجلات والولادة بإسران وعدم تزوديهما المنتظم بكل ما يلزمهما من معدات، أدوية وتغدية خاصة بالنساء الحوامل والأطر الصحية المداومة لأزيد من خمسة أشهر رغم التنبيهات المتكررة لكافة المسؤولين”.

وقالت النقابة في بيان سابق إنه “لا نية للمسؤولين عن القطاع الصحي بالجهة في إصلاح حقيقي وجذري، بدءاً بالمدير الجهوي للصحة الذي راسلناه في السادس من شتنبر 2021 دون أن يكلف نفسه عناء الإجابة عن المراسلة ولا حتى القيام بزيارة ميدانية لتفقد الأوضاع عن كتب، مرورا بالمندوب الإقليمي الذي تملص من مخرجات محضر الاتفاق الموقع بتاريخ 16 أبريل 2021 ليبقى حبرا على ورق”، وفق تعبير المصدر.

وتساءل البيان عن حقيقة رغبة المسؤولين في إصلاح العديد من الاختلالات والتجاوزات التي أشارت إليها في بيانات عديدة. كما شكك في “التواطؤ الثلاثي بين المديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية للصحة وإدارة مستشفى القرب بدمنات ومشاركتهم في الفساد الإداري الذي ينخر القطاع برمته في هذه المنطقة المنكوبة على المستوى الصحي”.

وحمّل المكتب النقابي إدارة مستشفى القرب بدمنات مسؤولية “التستر على الغياب غير القانوني لبعض الأطباء المتخصصين، إذ يكتفي هؤلاء بيوم عمل واحد فقط في الأسبوع بمباركة من هذه الإدارة، ليواجه المرضى مصيرهم في باقي الأيام ويتحملون كذلك عناء التنقل صوب مدن أخرى بحثا عن العلاج. فضلا عن الغياب المستمر لبعض الأطر لقرابة سنة ونصف، لتبقى أطروحة الأجر مقابل العمل مجرد شعار فقط”.

وأشار البيان إلى عدم هيكلة النقل الصحي بالمستشفى والذي فتح المجال أمام البعض للسمسرة للمتاجرة في مآسي المرضى ودويهم، وغياب عناصر الأمن الخاص، وهو ما يهدد سلامة الأطر الصحية، والمرضى والمرتفقين.

وفي بيان آخر، أخلت النقابة ذاتها مسؤولية العاملين بمصلحتي المستعجلات والولادة بمركز إسران من تدهور صحة أي مواطن يقصد هاتين المصلحتين بسبب غياب طبيب مداوم في بعض الأحيان.

وقالت الجامعة في بيانها ” نبرئ ذمتنا ونعلن للمسؤولين وعموم المواطنين أن مصلحة المستعجلات والولادة في بعض الأحيان بدون طبيب مداوم، كون الإدارة عاجزة عن توفيره، وأنها تتحمل كامل المسؤولية في حالة تدهور حالة أي مريض أو وفاته لا قدر الله”.

وأشارت إلى انها حاولت حل المشكل بطريقة حبية عن طريق اتصالات هاتفية، إلا أن هواتف بعض المسؤولين لا ترد، متجاهلين ما تنص عليه القوانين ويكتفون فقط باجتهادات شخصية فارغة، وفق تعبير البيان.

برلماني يسائل

وفي السياق ذاته، دعا النائب البرلماني رشيد المنصوري وزير الصحة للتدخل من أجل تصحيح الوضعية التي وصفها بالمزرية التي يعرفها قطاع الصحة بإقليم أزيلال.

وقال النائب التجمعي في ملتمس وجهه لخالد ايت الطالب إن ساكنة الإقليم بمدنها وقراها تعيش معاناة كبيرة، مسجلا صعوبة في الولوج إلى الخدمات الصحية سواء بالمراكز الصحية أو مستشفى القرب بدمنات أو المستشفى الإقليمي بأزيلال أو الجهوي ببني ملال.

وسجل المنصوري غياب الأطباء في عدد من المراكز الصحية، والنقص المهول في الأطر الطبية والتمريضية، والغياب الكلي للأطباء المتخصصين الذين غادروا مستشفى القرب بدمنات، إذ أصبح جسدا بدون روح.

وقال في ملتمسه إن المواطنين يقطعون عشرات الكيلومترات من دواويرهم إلى مستشفى القرب أو إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال أو الجهوي ببني ملال، ليفاجؤوا بكون جهازي الراديو أو السكانير معطل.

وفي هذا الصدد، أشار المتحدث إلى جهاز الراديو بدمنات الذي لم تعد الساكنة تستفيد من خدماته منذ أزيد من 6 أشهر، وجهاز السكانير بأزيلال المعطل منذ أزيد من سنة، وغياب الطبيبة المكلفة بالسكانير ببني ملال.

وشدد المتحدث ضمن الوثيقة التي توصلت جريدة العمق بنسخة منها على ضرورة الإسراع بإصلاح الأجهزة المعطلة، وتزويد الإقليم بالأطر الطبية والتمريضية المختصة، وتعويض المنتقلين والمتقاعدين والمتوفين رحمة بساكنة هذا الإقليم، وفق تعبير المصدر.

غياب الأطباء

وأمس الثلاثاء، سجل مواطنون غياب الأطباء بالمركز سالف الذكر، معبرين عن استيائهم للخدمات الرديئة التي اصبحت في المركز بعد إغلاق مستشفى القرب الذي خصص لمرضى كورونا منذ الإعلان عن أول إصابة بإقليم أزيلال.

وقال مواطنون إن الواقع الذي تعيشه ساكنة دمنات وضواحيها يكذب كل التصريحات الرسمية التي ترسم صورة وردية عن الوضع الصحي بالمدينة.

وكان المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين بأزيلال عن قلقة إزاء الوضع الصحي المتدهور بالإقليم عامة، وظروف العمل الكارثية التي تشتغل بها الأطر الصحية بمستعجلات دمنات بشكل خاص.

أوساخ وفئران ودماء

وفي وقت سابق، تداول نشطاء بتطبيق التراسل الفوري “واتساب” صورا ومقاطع فيديو تكشف الحالة “المزرية” التي بات يعيشها المركز الصحي “إسران” بدمنات.

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو مرافق متسخة وعدد من الفئران بداخل المركز الصحي الذي يستقبل عشرات المواطنين القادمين من أحياء بدمنات والجماعات المجاورة بعد أن تم تخصيص مستشفى القرب لمرضى كوفيد.

واستنكرت أصواتٌ الوضع الذي يعيشه هذا المركز الصحي، متسائلة عن جودة الخدمات الصحية التي تقدم في مثل هذا المستوصف المليء بـ”الأوساخ”.

وتظهر صور جديدة حصلت عليها جريدة “العمق” بشكل حصري الأوضاع التي تشتغل فيها الأطر الصحية، حيث تنتشر دماء النساء اللواتي وضعن مواليدهن بالمركز.

مصادر جريدة “العمق” قالت إن هذا الوضع دام لأزيد من 10 أيام مما أدى إلى انتشار روائح كريهة داخل وحدة الولادة، مؤكدين على أن المركز لم يعد يصلح لأي شيء.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *