خارج الحدود

دولة الحروب.. روسيا خاضت 30 عاما من الحروب مند سقوط الاتحاد السوفياتي 

بعد أشهر من التوتر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، عن عملية عسكرية في أوكرانيا للدفاع عن الجمهوريات الانفصالية شرقي البلاد، والتي اعترف باستقلالها، الإثنين الماضي، ” قناة الجزيرة مباشر”.

وكان الرئيس الروسي قد حشد عشرات الآلاف من الجنود على الحدود الأوكرانية.

حربان دمويتان في الشيشان

نهاية 1994، بعد غض الطرف على استقلال الشيشان بحكم الأمر الواقع مدة ثلاث سنوات، أدخلت موسكو جيشها لتطويع هذه الجمهورية الواقعة في القوقاز الروسي، وانسحبت القوات الفيدرالية في 1996 بعدما واجهت مقاومة شرسة.

لكن في أكتوبر/تشرين الأول 1999، وبدفع من رئيس الوزراء حينها فلاديمير بوتين الذي انتخب بعد ذلك رئيسا، دخلت القوات الروسية الشيشان مرة أخرى للقيام بـ عملية مكافحة الإرهاب ، بعد هجوم شنّه انفصاليو الشيشان على جمهورية داغستان في منطقة القوقاز الروسية وعدة اعتداءات دامية في روسيا، نسبتها موسكو إلى الشيشانيين.

في فبراير/شباط 2000، سيطرت روسيا على العاصمة غروزني التي دمرتها المدفعية وسلاح الجو الروسي.

لكن حرب العصابات تواصلت في 2009، وأعلن الكرملين إنهاء عمليته، بعدما أدى النزاعان إلى مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.

حرب خاطفة روسية جورجية

صيف 2008، شنت جورجيا عملية عسكرية دامية ضد منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا التي خرجت من سيطرة تبليسي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وحرب في مطلع التسعينيات.

وردت روسيا بإرسال قواتها إلى الأراضي الجورجية وألحقت، خلال 5 أيام، هزيمة ساحقة بالجمهورية السوفياتية السابقة وأدت المعارك إلى مقتل المئات.

اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهي مقاطعة انفصالية أخرى، ويبقي منذ ذلك على وجود عسكري كبير فيها، ويندد الغربيون بهذا الاحتلال القائم بحكم الأمر الواقع

النزاع في أوكرانيا

في 2014، بعد الثورة الأوكرانية المؤيدة للاتحاد الأوربي وفرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهو إجراء لم يحظ باعتراف المجتمع الدولي.

عقب هذه العملية، ظهرت حركات انفصالية موالية لروسيا شرقي أوكرانيا، في دونيتسك ولوغانسك، بمنطقة دونباس المتاخمة لروسيا، وأعلنت الجمهوريتان استقلالهما ما أدى إلى نشوب نزاع مسلح حاد.

تتهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين من خلال إرسال جنود ومعدات، وتنفي موسكو الأمر على الدوام ولا تقر سوى بوجود متطوعين روس في أوكرانيا.

خفّت حدة النزاع منذ 2015 وتوقيع اتفاق مينسك للسلام.

لكن منذ نهاية 2021، تجري موسكو مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية واسعة النطاق حول الأراضي الأوكرانية، ونشرت أكثر من 150 ألف جندي عند حدود هذا البلد.

بعد أشهر عدة من التوتر، اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال المنطقتيْن الانفصاليتيْن، مساء الإثنين الماضي، وأمر قواته بالانتشار فيهما قبل أن يُطلق، الخميس، العملية العسكرية، بينما تحدثت كييف عن غزو شامل.

أدت الاشتباكات في أوكرانيا إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ 2014.

التدخل في سوريا

منذ 2015، تنشر روسيا قوات عسكرية في سوريا دعمًا لقوات النظام بقيادة بشار الأسد.

أدى التدخل -الذي ترافق مع عمليات قصف دامية ودمار هائل- إلى تغيير مسار الحرب ما سمح للنظام السوري بتحقيق انتصارات حاسمة واستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المقاتلة المعارضة.

وتمتلك موسكو قاعدتيْن عسكريتيْن في سوريا: بمطار حميميم (شمال غرب البلاد) وبميناء طرطوس (على البحر المتوسط)، وشارك في الحملة أكثر من 63 ألف جندي روسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *