هل يصعد المغرب ضد إسبانيا ويرحب بنقل سفارة حكومة كتالونيا من تونس للرباط؟

تنتظر الحكومة الانفصالية في إقليم “كتالونيا”، موقفا رسميا من المغرب بشأن قرارها نقل تمثيليتها بشمال إفريقيا من تونس إلى الرباط، في ظل “البرود الحاد” الذي يسم العلاقات بين المغرب وإسبانيا، منذ استقبال هذه الأخيرة لزعيم البوليساريو بهوية مزورية، أبريل من السنة الماضية.
وأعلنت وزيرة العمل الخارجي والحكومة المنفتحة في “كتالونيا”، “فيكتوريا ألسينا”، أمس الاثنين، عن افتتاح مندوبيات حكومية جديدة في أوروبا وإفريقيا وأمريكا وآسيا خلال 2022، من ضمنها تمثيليتها بالرباط، مستغلة استمرار الأزمة بين المغرب وإسبانيا، للحصول على موافقة من المملكة.
عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، يرى أن المملكة لن تتجاوب بشكل إيجابي مع مثيل هذه التطورات، لكون عقيدة السياسة الخارجية للمملكة المغربية تتوسل بالمبادئ الأصيلة والأحكام المرعية في علاقاتها بالدول، ولاسيما حيال جيرانها، وتطالب دوما باعتماد هذه المبادئ في سلوكيات جيرانها بالقدر الذي يعزز الأمن والاستقرار للجميع.
وأوضح الفاتحي، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن المملكة ووفقا لنهجها البراغماتي ووفاء لالتزاماتها الدولية تترفع عن انتهاج المزايدة والابتزاز السياسي في علاقاتها مع جيرانها سيما أنها تروم تأسيس علاقات مستدامة ومستقرة فيما بين الدول الصديقة، مبرزا أن المملكة كانت أصيلة في عقيدتها التي تدعو إلى احترام تام للوحدة الوطنية والسيادة الترابية للدول.
على الرغم من أن اسبانيا، يضيف الخبير المغربي، تنهج ابتزازا سياسيا وتبقي على ازدواجية مواقفها لدعمها لأجندة الانفصال في نزاع الصحراء، ومنها استقبالها غير القانوني لزعيم الجبهة على التراب الإسباني وعقد لقاء استثنائي لرئيس وزرائها مع زعيم التنظيم الانفصالي المدعو إبراهيم غالي على هامش القمة الأوربية الإفريقية ببروكسيل مؤخرا، إلا أن المغرب لا يكيل بمكيالين ويعاملها بالمثل في قضية “كتالونيا” وإقليم “الباسك”، لكون المملكة شريك دولي موثوق في استدامة شراكته والالتزام بتعهداته الدولية.
وأبرز مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن المغرب نبه اسبانيا بأن المملكة طالما وضعت الالتزام بمبادئ حسن الجوار أساسا في علاقاتها مع الجار الجنوبي ولم تستقبل انفصاليين كتالانيين على ترابه.
وشهر فبراير الماضي، أقدم رئيس الحكومة الإسبانية، “بيدرو سانشيز”، على خطوة، خلال القمة الأوروبية الأفريقية الأخيرة في بروكسيل، مناقضة لمساعي المغرب وإسبانيا إستعادة علاقتهما بعد الأزمة الأخيرة. وذكرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، كان الزعيم الأوروبي الوحيد الذي التقى بزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على هامش أشغال القمة.
في سياق متصل، أكدت الوزيرة السابقة لخارجية إسبانيا، أرانشا غونزاليس لايا، نهاية الشهر الماضي، على أن دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، كان قرارا “سياسيا”، مشيرة إلى أن إسبانيا لديها “تقليد إنساني” لا يمكنها التخلي عنه، مضيفة أن باب الحوار لم يغلق أبدا مع المغرب خلال فترة وجودها في الوزارة، وأن “قنوات الاتصال بين البلدين ظلت مفتوحة”. قائلة إن دخول غالي، سياسي وليس إداريا ويجب أن يفهم هكذا، وفق ما ذكرته وكالة اوروبا بريس.
اترك تعليقاً