خارج الحدود، سياسة

استقبال أردوغان للرئيس الإسرائيلي.. احتجاجات بتركيا وهيئات مغربية: طعنة للفلسطينيين

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بالعاصمة التركية أنقرة، وذلك في زيارة رسمية تستغرق يومين، فيما خرجت مظاهرات بعدة مدن تندد بالزيارة.

وبعد مباحثات بينهما وعقد ندوة صحفية مشتركة، أقام أردوغان مأدبة عشاء على شرف نظيره الإسرائيلي في المجمع الرئاسي بأنقرة، وهي أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ 15 عاما.

وعرفت عدد من المحافظات التركية، على رأسها اسطنبول وأنقرة، مظاهرات رافضة لزيارة الرئيس الإسرائيلي واستقباله من طرف أردوغان، حيث قام محتجون بترديد هتافات غاضبة وإحراق الأعلام الإسرائيلية مع رفع أعلام فلسطين.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه العلاقات التركية الإسرائيلية تقاربا ملحوظا بعد سنوات طويلة من التصدع، حيث تدهورت العلاقات بين الطرفين منذ الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية “مرمرة” التي كانت متجهة إلى غزة عام 2010، ما أدى إلى مقتل 10 نشطاء أتراك.

وبالرغم من التوتر في العلاقات بينهما، إلا أن أنقرة وتل أبيب حافظتا على الروابط التجارية والسياحية بينهما، قبل أن تأتي زيارة الرئيس الإسرائيلي اليوم إلى تركيا، لتؤكد اتجاه البلدين نحو تحسين العلاقات وتجاوز الخلافات بينهما.

وفي هذا الصدد، أدانت عدد من الهيئات المغربية الداعمة للقضية الفلسطينية، استقبال الرئيس التركي لنظيره الإسرائيلي، معتبرة إياها “خطوة غادرة وتنكرا لدماء آلاف الأطفال الأبرياء في غزة والقدس وكل تراب فلسطين”، وفق تعبيرها.

هيئات مغربية رافضة

واعتبرت “المبادرة المغربية للدعم والنصرة” أن “استقبال مجرم الحرب رئيس الكيان الصهيوني من طرف الرئيس التركي، خطوة تطبيعية جديدة تشكل نكوصا وتراجعا عن موقف الدعم والمساندة الواجب للقضية الفلسطينية”، وفق تعبيرها.

وقالت الهيئة المغربية المساندة للقضية الفلسطينية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن هذه الزيارة تأتي في وقت “يمعن فيه الصهاينة في سياسة التطهير العرقي في حق أهالي الشيخ جراح”.

كما تأتي الزيارة، بحسب البلاغ، “مع تصاعد عمليات اقتحام المسجد الأقصى المبارك من طرف المستوطنين المجرمين الذين يدنسون مقدساتنا في القدس، ويعملون على تسريع وتيرة تهويد القدس، وفي ظل استمرار التنكيل بالشعب الفلسطيني”.

وعبرت المبادرة عن رفضها واستنكارها للزيارة “لما تشكله من تغطية على جرائم العدو الصهيوني”، داعية الشعب التركي “الذي يحتضن القضية الفلسطينية وكل القوى الحية المناهضة للتطبيع، للتعبير عن رفض استقبال مجرمي الحرب واستنكار هذه الخطوة التطبيعية”.

من جانبها، عبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عن استنكارها لهذه “الخطوة التطبيعية بأشد عبارات الاستنكار”، معتبرة إياها “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وإهانة لأرواح الشهداء وتضحيات المجاهدين وخذلان للمرابطات والمرابطين بالمسجد الأقصى”.

وأشارت إلى أن استقبال أردوغان لنظيره الإسرائيلي عبارة عن “تزكية للمجازر والجرائم الصهيونية في حق أصحاب الأرض الشرعيين بفلسطين المحتلة، وإهانة المقدسات الدينية، وفي مقدمتها مسرى رسول حوالي مليارين من المسلمين”.

وأشادت المجموعة بـ”معارضة الشعب التركي للزيارة”، داعية إياها إلى “مزيد من التعبئة لإفشال كل المخططات التطبيعية في تركيا والتي لا تقيم وزنا لأرواح الشهداء الأتراك وتضحيات ودماء المجاهدين من أحرار الأمة وأحرار العالم في باخرة مرمرة”، وفق بلاغها الذي توصلت به جريدة “العمق”.

بدوره، قال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إنه “يدين بكل شدة الخطوة التطبيعية التركية لاستقبال رئيس الكيان الصهيوني الإرهابي من قبل الرئيس أردوغان، ويعتبرها جريمة كاملة بحق فلسطين والشعب الفلسطيني والقدس والأمة”.

الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عبرت أيضا عن رفضها للزيارة الرسمية التي يقوم بها إسحاق هرتسوغ رفقة بعض الشخصيات لتركيا، “في وقت يتنامى فيه مسلسل التطبيع الرسمي ومعه يزداد الرفض الشعبي لتطبيع مع كيان غاصب ملطخ بدماء الشهداء”.

وأضافت أن “ما تعرفه القضية الفلسطينية من أحداث وتطورات، وآخرها الإجرام الذي يرتكبه الكيان المحتل في حق سكان حي الشيخ جراح والحصار والعدوان الظالم على قطاع غزة، يقتضي من الدول العربية والاسلامية أن تقطع كل علاقاتها مع هذا الكيان المجرم، وأن تجدد دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني المناضل”.

وبحسب بلاغها الذي توصلت به “العمق”، فإن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تعلن “رفضها القاطع والمبدئي لكل أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني الغاصب وكل رموزه وقادته وفي مختلف المجالات، كما تؤكد أن أي تواصل معه هو خيانة للقضية ولدماء الشهداء وطعن في ظهر الفلسطينيين”.

مباحثات أرودغات وهرتسوغ

وخلال ندوة صحفية مشتركة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه أكد لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ على أهمية حل الدولتين، مشيرا إلى الأهمية التي توليها أنقرة لخفض التوتر في المنطقة.

وأضاف أردوغان بالقول: “واثق أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين بلدينا”، مشددا على أن “الهدف المشترك لتركيا وإسرائيل هو إعادة إحياء الحوار السياسي بين البلدين على أساس المصالح المشتركة ومراعاة الحساسيات المتبادلة”.

وأوضح أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع بـ%36 العام الماضي رغم جائحة كورونا، ليبلغ 8.5 مليار دولار، معربا عن ثقته في زيادة هذا الرقم إلى 10 مليارات مستقبلا، معربا عن استعداد تركيا للتعاون مع إسرائيل في مجال مشاريع الطاقة وأمنها، إضافة للسياحة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والصحة والصناعات الدفاعية.

من جانبه، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، عن امتنانه لنظيره التركي على حفاوة الاستقبال التي حظي بها في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قائلا: “أنا ممتن للرئيس رجب طيب أردوغان على حفاوة الاستقبال هذه التي حظيت بها في المجمع الرئاسي”.

وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: “أنا من أشد المؤمنين بأن جميع الشعوب والمعتقدات والدول في منطقتنا يمكنها وينبغي عليها أن تعيش في سلام، وأن الشراكات ستجلب البركة والرفاه لنا جميعا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *