سياسة

ماذا سيستفيد المغرب من تعزيز علاقات التعاون مع الجارة موريتانيا؟

التوقيع على 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم، كان حصيلة اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، المنعقدة، اليوم الجمعة بالرباط، بعد توقف لأشغال، لأزيد من 8 سنوات، وذلك بسبب فتور في العلاقات بين البلدين، خاصة إبان حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي تميزت سنوات حكمه بغياب التفاهم مع الرباط.

وقد شدد الجانبين المغربي والموريتاني، بحسب بلاغ لرئاسة الحكومة، على “أهمية تقوية العلاقات المغربية الموريتانية، التي أضحت ضرورة بالنظر للتحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، ولإبراز الدور المهم الذي يضطلع به البلدان في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين”.

لكن ماذا سيستفيد المغرب من تعزيز علاقات التعاون مع موريتانيا؟ حول هذا الموضوع، يرى مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الإستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، أن المغرب مرتبط استراتيجيا بموريتانيا للوصول إلى مجاله الحيوي الإفريقي، لذلك من المهم بالنسبة له تعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية مع نواكشوط لتيسير فعالية أكثر للمؤسسات الاقتصادية المغربية في الفضاء الإفريقي.

وأضاف الفاتحي ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن “المغرب وموريتانيا شريكان هامان في تنمية علاقات التعاون الاقتصادي بينهما، بالنظر إلى العلاقة الجدلية بين البلدين بحكم الواقع الجغرافي واشتراكهما في التحديات والرهانات”، مضيفا أنه “لكون موريتانيا تعد صلة وصل وذات أفضلية في الوصول إلى الأسواق الأوربية، فإن المغرب يراهن على هذه البوابة لمواصلة تنفيذ سياساتها في عمقه الجيوسياسي الإفريقي”.

ويرى مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن “موريتانيا تحذوها علاقات براغماتية بالأساس حيث ستستفيد من تعميق الشراكة مع المملكة المغربية، كما يستفيد المغرب من ذلك مادام منسجما مع إستراتيجية تعاون جنوب-جنوب”، مضيفا أنه “على هذا النحو فإنه يعول على هذا الاجتماع لخلق الفارق في السلوك الاقتصادي والسياسي الموريتاني قبل وبعد تفعيل التزامات وتعهدات أشغال الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية – الموريتانية”.

إقرأ أيضا: المغرب وموريتانيا يوقعان 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم .. هذه تفاصيلها 

وبحسب الفاتحي، فإن موريتانيا تحاول الاستفادة من التوتر الجزائري المغربي في المجال الاقتصادي حيث سارعت الجزائر إلى إقامة طرق برية مع موريتانيا وخدود بحرية لتعزيز العلاقات التجارية إلا أن المغرب، يضيف المتحدث، يبقى الوجهة مفضلة للموريتانيين بالنظر إلى القدرة التنافسية الهائلة للمغرب بالنظر إلى قرب موريتانيا الجغرافي مع المغرب.

في سياق متصل، سجلت الاجتماعات بين الجانبين المغربي والموريتاني، على مستوى التشاور السياسي، “توافق الجانبين بشأن مجموعة من القضايا الجهوية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويتعلق الأمر بالأساس بالفضاء المغاربي والعمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية، ونزاعات ليبيا واليمن وسورية، إلى جانب منطقة الساحل والصحراء، والتنمية في القارة الأفريقية”.

ومن جهة أخرى، سجل الجانبان، ارتياحهما لما شهدته العلاقات القائمة بين البلدين من تطور ملموس وزخم كبير في السنوات الأخيرة، بفضل الرعاية الكريمة لقائدي البلدين الملك محمد السادس، وأخيه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وتوجيهاتهما السديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *