خارج الحدود

هاشتاغ “حلب تباد” يتصدر “تويتر” عالميا

تصدر هاشتاغ “#حلب_تباد” موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عالميًا، تضامنا مع مدينة حلب السورية وما تشهده من مجازر من قبل النظام السوري وحلفائه، وكذا ردا على القصف المستمر من قبل الطيران الروسي وتقدم قوات النظام وميليشياته في ظل سكوت النظام الدولي.

ودعا المغردون إلى وقف القصف بشكل فوري على الأحياء المحاصرة الشرقية في حلب، ورفع الحصار وإغاثة المدنيين وضمان خروجهم بشكل آمن.

ويوشك الجيش السوري، حسب وكالة فرانس بريس، على السيطرة على كامل مدينة حلب، في وقت عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تقارير عن “فظائع” محتملة ارتكبت في حق مدنيين فروا إلى مناطق النظام السوري، وبينهم نساء وأطفال.

واعتبرت دمشق أن المعركة وصلت إلى “خواتيمها” بعد السيطرة على أكثر من تسعين في المئة من الأحياء الشرقية. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى ليل الإثنين لوكالة فرانس برس “لحظات تفصلنا عن الانتصار”.

وتجمع سكان في القسم الغربي في المدينة في الشوارع ليلا رغم المطر، مرددين هتافات داعمة للرئيس السوري بشار الأسد والجيش. كما سمعت أصوات عيارات نارية تطلق في الهواء ابتهاجا.

لكن التقدم السريع والمتواصل لقوات النظام يثير مخاوف الأمم المتحدة وناشطين، لا سيما بالنسبة إلى مصير المدنيين المكدسين في ما تبقى من شرق حلب تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “يود أن يعرب للفرقاء المعنيين عن قلقه العميق” ازاء تقارير “لا تقدر الامم المتحدة على التحقق منها بصورة مستقلة” تتحدث عن فظائع ارتكبت في الساعات الأخيرة في حلب بحق “عدد كبير” من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال.

وأضاف “الامم المتحدة تشدد على أن كل الأطراف الموجودة على الأرض من واجبها حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”، معتبرا أن “هذا خصوصا مسؤولية الحكومة السورية وحلفائها”.

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان اليوم الثلاثاء من أن “ارواح آلاف المدنيين في خطر مع انحسار الجبهة إلى رقعة ضيقة في شرق حلب”.

وقال البيان “مع بلوغ المعركة تصعيدا غير مسبوق وغرق المنطقة في الفوضى، فإن الآلاف غير المشاركين في العنف لا يملكون مكانا آمنا يتوجهون إليه”، مضيفة “قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لانقاذ الأرواح”.

وقال شهود الاثنين في حي المشهد، احد الحيين الذين لا يزالان مع الفصائل المعارضة، لوكالة فرانس برس إن الحي يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون ان يتمكنوا من احضار اي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون الى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وقد افترش بعضهم الأرض فيما ينام آخرون على الحقائبأاو يدخلون الى المحال التجارية للاحتماء.

وبث التلفزيون السوري مشاهد الثلاثاء تظهر مئات من المدنيين معظمهم من النساء يحملون أطفالهم وحقائبهم وهم يسيرون تحت المطر في طريق تحيط به أبنية مدمرة باشراف الجيش.

وتناقل ناشطون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للدفاع المدني الذي يضم مجموعة من المتطوعين في شرق حلب جاء فيها “كل الشوراع والابنية المهدمة مليئة بالجثث. إنه الجحيم”.

وعملت قوات النظام السوري والمقاتلون الموالون لها صباح الثلاثاء، وفق ما أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، على “تثبيت مواقعها وتمشيط الاحياء التي تمكنت من السيطرة عليها في الساعات الاخيرة وتحديدا الكلاسة والفردوس وبستان القصر”.

وقالت مراسلة لفرانس برس في غرب حلب ان دوي القصف بقي مسموعا خلال ساعات الليل قبل ان تخف وتيرته صباحا، مع تكون الضباب وتساقط كثيف للمطر.

وبالاضافة إلى المشهد، لا يزال مقاتلو المعارضة يواجهون في اجزاء من حي السكري، بالاضافة الى بضعة أحياء يتقاسمون السيطرة فيها مع قوات النظام.

وتسبب هجوم قوات النظام على الاحياء الشرقية اذلي بدأ في منتصف نونبر بمقتل 463 مدنيا على الاقل بينهم 62 طفلا، بحسب المرصد، فيما قتل 130 اخرين بينهم 40 طفلا في الاحياء الغربية جراء قذائف الفصائل.

ويتزامن تقدم قوات النظام في حلب مع تراجعها في وسط البلاد حيث تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي.

وبحسب المرصد، تدور اشتباكات الثلاثاء غرب مدينة تدمر تزامنا مع غارات روسية كثيفة.