العمق الرياضي، مجتمع

تذاكر مباراة المغرب .. هكذا تفسد السوق السوداء الشغف الرياضي لعشاق أسود الأطلس

شهدت عملية اقتناء تذاكر مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية المقررة يوم 29 مارس بالدار البيضاء إقبالا كبيرا نظرا لأهمية المباراة المؤهلة لكأس العالم قطر 2022.

وامام رغبة الجماهير في حضور المباراة ودعم أسود الأطلس في الوصول إلى المونديال من بوابة مباراتي الدور الفاصل، عادت السوق السوداء لتشتعل من جديد.

جريدة “العمق” سبرت أغوار السوق السوداء وحاولت رصد بعضا من مظاهر الاحتكار والهيمنة عند البعض وكيف حولوا شغف كرة القدم إلى تجارة تقسم ظهر عشاق الكرة وتثقل كاهلهم.

ارتفاع صاروخي وتطبيع

واكبت جريدة “العمق” عملية بيع التذاكر منذ إطلاقتها والتي صنفتها الجامعة الملكية المغربية على ثلاثة أصناف تختلف أتمنتها حسب كل صنف.

حددت الجامعة الملكية المغربية أثمنة الدرجة الأولى في 30 دهم والدرجة الثانية في 50 درهم والدرجة الثالثة في 100 درهم، قبل أن ترتفع في السوق السوداء إلى 700 درهم وأكثر حسب مصادر الجريدة.

يقول المشجع المغربي “م.ي” في تصريح لجريدة “العمق”، “أنا شغوف بكرة القدم وهدفي تحقيق التأهل والحضور في مونديال قطر لا يهمني ثمن التذكرة، المهم أن أدعم المنتخب الوطني من داخل الملعب”.

صعوبة الضبط

الإعلامي الرياضي، جلول التويجر، أكد في تصريح لجريدة “العمق” أن الأمر معقد وشائك لصعوبة ضبط الأشخاص الذين ينشطون في هذا المجال، مؤكدا أنه في أحيان كثيرة لا علاقة لهم بكرة القدم.

وأضاف التويجر، أن جامعة الكرة لا تتحمل مسؤولية السوق السوداء، وأن الأمر مرتبط بعقلية دأبت على استغلال المباريات الكبيرة عن طريق استغلال وتسخير أفراد آخرين من أجل الاقتناء والترويج.

وأوضح الإعلامي الرياضي في حديثه لجريدة “العمق”: “واحد مابغيش يدخل للمعلب لكن يقتني تذكرتين”، الأكيد أن همه التجارة واستغلال شغف الناس بكرة القدم مما يجعل الأمور تخرج عن السيطرة.

ثقافة “التسمسير”

أمام الإرتفاع الصاروخي لموجة الأسعار وإمكانية استغلال بعض من الناس لأهمية المباراة في إعادة السوق السوداء للواجهة، نقلت جريدة “العمق” سؤال الأسباب الحقيقية لهذه العملية لأستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، رشيد الجرموني.

وقال الجرموني، إن الأمر متعلق بثقافة مغربية متعلقة بإصطياد الفرص أو “الهمزة والهموز” كلما تعلق الأمر بمباراة حاسمة، مؤكدا أنه أمام غياب الضوابط تنشط عملية السمرة وهي ممارسات موجودة في عدد من القطاعات.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع، مع هذه الممارسات لم نعد أمام فرجة رياضية بقدر ما نحن أمام بيع وشراء، مشيرا إلى أنه يتم التستر على هؤلاء السماسرة وهي مسؤوليات مشتركة بين كل المتدخلين.

وعن التفسيرات الممكنة لهذا الإرتفاع الصاروخي لأثمنة التذاكر قال الجرموني، بعد فتح الملاعب عقب جائحة كورونا وتعطش الجماهير، فمن الطبيعي أن يكون هناك طلب، خصوصا في مباراة حاسمة وفاصلة، لكن من المستبعد ربطها بغلاء الأسعار أو الأزمة الاقتصادية، مؤكدا على ضرورة حماية صورة المغرب خصوصا في مثل هذه المحافل الدولية الكبرى عبر سن أليات زجرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *