سياسة

هل للإدارة الأمريكية دور في دعم إسبانيا للحكم الذاتي بالصحراء المغربية؟

فسرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية التحول الذي عرفته السياسة الخارجية الإسبانية في ملف الصحراء بعد أن تخلت حكومة سانشيز عن الحياد بشأن هذه القضية وتبني الموقف المغربي، بعوامل تتعلق بالإدارة الامريكية التي حاول سانشيز منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة تعزيز العلاقات معها.

وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس الثلاثاء، إلى أن مسألة الغاز كان لها دور كبير في هذا التحول، إذ أن أمريكا أصبحت المزود الرئيسي بالغاز لإسبانيا بدل الجزائر.

وكشفت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة زادت مبيعاتها الغازية بنسبة 467٪ في الشهرين الماضيين، بينما تقلصت صادرات الغاز الجزائري لإسبانيا بنسبة 30٪.

المصادر ذاتها قالت إن إسبانيا تلقت ما بين يناير ومارس 20251 كيلواط/ ساعة من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مقارنة بـ 19748 كيلواط/ ساعة من الجزائر.

وفي سياق العوامل المؤثرة على قرار إسبانيا، تضيف لاراثون أن وزيرة الدولة الإسبانية للشؤون الخارجية أنجيليس مورينو باو، حافظت على اتصالات من المستوى الرفيع مع قادة الولايات المتحدة منذ بداية هذا العام.

وقالت إنه ليس من المستغرب أن يكون توطيد وتعزيز العلاقة مع واشنطن قد وجه السياسة الخارجية الإسبانية في الأشهر الأخيرة. والدليل على ذلك هو التعاون الذي حافظ عليه البلدان خلال أزمة اللاجئين في أفغانستان حيث سهلت إسبانيا وصول الناس من كابول إلى القواعد الأمريكية على الأراضي الإسبانية. وعجلت هذه القضية بإجراء أول مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والإسباني.

وقالت إن هذا التغيير في موقف إسبانيا من قضية الصحراء يمكن أن يدشن عهدا جديدا في العلاقات الثنائية بين إسبانيا والولايات المتحدة خصوصا ان إسبانيا مقبلة على حدثين هامين.

ويتعلق الأول باستضافة مدريد لقمة “الناتو” المقبلة في مدريد يومي 29 و30 يونيو 2022 الذي ستضن العلاقات الجيدة مع واشنطن نجاحه، خاصة أنه يأتي وسط توترات مع روسيا ووعد الرئيس الإسباني بزيادة الاستثمار في الدفاع تدريجيا ليقترب من نسبة ال 2٪ التي يطالب بها الحلف.

أما الحدث الثاني فمرتبط برئاسة الاتحاد الأوروبي الذي ستشغله إسبانيا بعد عام من الآن، وهو منصب دوري سيمنح إسبانيا أهمية ووضوحا أكبر، وفق تعبير صحيفة لاراثون الإسبانية.

وقالت الصحيفة ذاتها إن الموقف الإسباني الجديد من الصحراء المتمثل في دعم الحكم الذاتي الذي تدعمه فرنسا أيضا باعتبارها الشريك الرئيسي الأوربي للرباط والذي أكدت الإدارة الامريكية دعمه أيضا، سيوفق بين مدريد وباريس وواشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *