مجتمع

وفاة طفل غرقا داخل حفرة غير مسيجة بإقليم تطوان تعيد قصة “ريان” للواجهة

شهد إقليم تطوان، بحر الأسبوع الجاري، حادثة وفاة طفل غرقا داخل حفرة كبيرة بدوار “فران علي” بجماعة بني سعيد قرب مدينة وادلاو، في واقعة أعادت قصة الطفل ريان أوران إلى الواجهة مجددا، فيما حمَّلت أسرة الطفل الغريق المسؤولية لمقاولة تعمل على إصلاح مسلك طرقي بالمنطقة.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى أول أمس الخميس، حين اختفى طفل لا يتجاوز عمره 9 سنوات، عن الأنظار، أثناء توجهه رفقة شقيقته إلى بيت خالتهما، قبل أن تكتشف أخته سقوطه في حفرة كبيرة تحولت إلى بركة مائية عقب التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة.

وبحسب ما كشفه أفراد أسرة الطفل الراحل، فإن بعض سكان القرية تمكنوا من انتشال جثة الطفل بعد زهاء نصف ساعة من غرقه، مشيرين إلى أن حذاءه الذي طفى على سطح البركة المائية هو الذي كشف سقوطه في تلك الحفرة.

وأوضحت عائلة الطفل، وفق مصادر متطابقة، أن الحفرة المذكورة قامت بحفرها، قبل أيام، مقاولة من أجل استخراج التربة واستغلالها في مشروع إصلاح مسلك طرقي تُشرف عليه المقاولة المعنية بعين المكان.

وحملت الأسرة المسؤولية للمقاولة بسبب عدم طمر الحفرة أو تسييجها أو وضع علامات تنبه إلى وجود خطر السقوط، مطالبة السلطات بفتح تحقيق مع أصحاب المقاولة وإنصاف الطفل الراحل.

وقال سكان محليون إن الحفرة المذكورة تتواجد في منطقة مجاورة للمنازل، وتقع في الممر المؤدي إلى السوق الأسبوعي، مشيرين إلى أنهم نبهوا السلطة المحلية إلى خطورة هذه الحفرة على حياة أبنائهم، دون أي تجاوب، وفق تعبيرهم.

وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن فاجعة الطفل ريان بإقليم شفشاون تتكرر بصيغة أخرى في إقليم تطوان، مشيرين إلى أن ما قامت به المقاولة المكلفة بإصلاح المسلك الطرقي، وصمت السلطات، يُعد استهتارا وتهديدا لأرواح المواطنين.

وفي هذا الصدد، قال الناشط الجمعوي عبد المجيد احراز، إن “اللامبالاة والعشوائية والمافيوزية والسيبة والتسيب في الأشغال، تسببت في وفاة طفل بريء غرقا وسط بِركة مائية بدوار فران علي جماعة بني سعيد بإقليم تطوان”، حسب قوله.

وأضاف الناشط الجمعوي أن “المقاول المشرف على إصلاح الطريق يقوم بالحفر العشوائي وسط مجمع سكني قروي لاستخراج التربة واستغلالها في الأشغال، مهددا بذلك حياة السكان دون مراعاة أو احترام، وفي ظل غياب الرقابة من طرف السلطات”.

واستغرب سماح السلطات للمقاولين بـ”بالحفر العشوائي”، متسائلا: “بعد هذا الحادث المؤلم، هل ستفرض السلطات القانون على المقاولين والشركات كما فرضته على المواطنين البسطاء بضرورة ردم الآبار بعد حادث الطفل ريان، أم أن القانون يُطبق فقط على الدراوش ويستثني المقاولات والشركات واخا يقتلوا عباد الله؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *