اقتصاد

هل يتحول المغرب إلى محطة جذب لشركات صناعة السيارات العاملة بأوكرانيا؟

نجوى رضواني – صحافية متدربة

دفعت الحرب الروسية الأوكرانية، العديد من شركات صناعة السيارات إلى إيقاف انتاجها لبضعة أيام حتى تتمكن العثور على إمدادات أخرى لمواصلة تجميع سياراتها، من قبيل “فولكس فاغن” و”بورش”.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فإنه مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يظهر المغرب كمرشح ليحل محل أوكرانيا في صناعة “كابلات” السيارات الكهربائية.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الصناعة رياض مزور، الخميس الماضي، عن استثمار بقيمة 180 مليون دولار من خلال خمس اتفاقيات مع شركات رائدة في جميع أنحاء العالم من أجل القيام بتصنيع الأسلاك وأجزاء السيارات الكهربائية.

وأفاد وزير التجارة والصناعة، أن المغرب يعتزم زيادة طاقته الإنتاجية من السيارات إلى مليون سيارة سنويا عوض 700 ألف حاليا، منها 40 ألف سيارة كهربائية، كما أشار إلى أن الأجزاء المصنعة محليا تمثل الآن 63% من السيارات المصدرة من المغرب.

من جانب آخر، قال ممثل شركة يازاكي اليابانية خلال مراسم التوقيع، إنه بموجب الاتفاقات، ستقيم الشركة مصنعا جديدا للأسلاك الكهربائية بقيمة 38 مليون دولار في طنجة، وستوسع مصانعها القائمة في القنيطرة وطنجة مقابل 40 مليون دولار.

في الوقت نفسه، أعلنت شركة “سوميتومو” اليابانية أيضًا عن استثمارات بقيمة 15 مليون دولار لتوسعة مصنعها بالدار البيضاء الذي يقوم حاليا بتصنيع مجموعات من الكابلات الكهربائية لمختلف المركبات في السوق.

وخلال الحدث نفسه، قالت شركة تصنيع قطع غيار السيارات الأمريكية “لر” إنها ستنشئ مصنعًا للكابلات الكهربائية في مكناس بإجمالي 20.6 مليون دولار ومصنع محطات وموصلات جديدة في طنجة مقابل 28 مليون دولار.

من جهتها قالت شركة Stahl Schmidt الألمانية إنها ستطلق مصنعا لتصنيع الكابلات وأنظمة القفل في طنجة مقابل 11 مليون دولار، فيما ذكرت شركة TE connectivity إنها ستقيم مصنعا لقولبة وتجميع الموصلات بقيمة 20.8 مليون دولار في طنجة.

وفي هذا السياق، قال المحلل الاقتصادي، إدريس الفينة في حديث مع جريدة “العمق”، إن المغرب يتوفر على قاعدة صناعية مهمة للسيارات تطورت بالسنوات الأخيرة تصل إلى إنتاج أكثر من 350 ألف سيارة بالسنة، مما يجذب استثمارات مهمة لموردي صناعة السيارات من خارج وداخل المغرب، وذلك بعدة مناطق مختلفة داخل التراب الوطني.

ويتوقع الفينة أن ترتفع نسبة تطور القطاع في السنوات المقبلة، خصوصا مع نزوح عدة موردين من شرق آسيا وغيرها وعدد من الاستثمارات لتستقر بـ “مناطق الإنتاج الكبير” في المغرب، مثل شركة “داسيا” التي يرجح أن تبدأ في صناعة محركاتها وتصديرها من المغرب كمنظومة متكاملة، بعد أن كانت تقوم بذلك في أوكرانيا وبعد دول شرق أوروبا التي تعرف اضطرابا بسبب الحرب، مما سيخلق قيمة مضافة للمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *