منوعات

هل تعاني من ضعف التركيز خلال الصيام؟  إليك ما سيساعدك على تجاوز المشكل

تراكمت في الوعي الجمعي للناس صور نمطية خاطئة عن الصيام، وخاصة خلال شهر رمضان. ولا تقف أضرار هذه الصور النمطية عند الأضرار المعنوية التي تلحقها بالشهر الفضيل، بل تتجاوزها إلى ترتيب أضرار بالنفس والمجتمع.

ويتم الإضرار المعنوي بالشهر الفضيل حين نربطه بعدة ممارسات سلبية ونجعله هو المسؤول عنها، مثل كثرة الغضب والانفعال والعنف …، كما يتم الإضرار بالنفس والمجتمع بجعل رمضان يبرر العديد من السلوكيات الضارة بالنفس والمجتمع، مثل عادات النوم نهار رمضان، والتراخي في العمل، وعادات استهلاكية تنهك الأسر وتربك تموين الأسواق، …

وتكمن خطورة تلك الصور النمطية في تعزيزها من خلال توارثها عبر الأجيال من خلال مسارات التنشئة الاجتماعية المختلفة، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن الأخطاء الشائعة بيننا، أن التركيز والوظائف الذهنية تقل أثناء الصيام في رمضان، فنجد الموظفين والطلاب يتغيبون عن مدارسهم وأعمالهم في شهر رمضان، أو نجد إنتاجيتهم تقل بشكل ملحوظ بسبب قلة التركيز في رمضان. وفي هذا المقال سنعالج كيف تحافظ على تركيزك في نهار رمضان، باعتماد عدة مصادر في الموضوع.

الصوم يزيد التركيز لا العكس

عرف الباحثون منذ زمن طويل أن الحرمان من الطعام يزيد اليقظة عند مختلف الكائنات الحية، حسب “موسوعة النوم في الصحة والمرض”. كما اظهرت الأبحاث، حسب نفس المصدر، أن الصوم يزيد التركيز واليقظة. وهذا ينطبق على الصوم التجريبي الذي يقوم به الباحثون وكذلك على صوم رمضان.

وحسب نفس المصدر، هناك نظريات عدة لزيادة التركيز خلال الصوم. حيث يعتقد أن أحد أسباب زيادة اليقظة والتركيز هو زيادة إفراز مادة الأوريكسين.

وتعتبر مادة الأوريكسين، حسب الموسوعة، إحدى النواقل العصبية المهمة التي تفرز من مركز في المخ يعرف “بالمركز التحت المهادي”. وهي مادة مهمة لتوازن النوم واليقظة. كما أنها تزيد إفراز الكثير من النواقل العصبية التي تزيد اليقظة في المخ. وقد أظهرت الأبحاث أن الصوم يزيد من إفراز مادة الأوريكسين في المخ.

قلة النوم لا الصيام

وحسب ، موسوعة النوم في الصحة والمرض، أظهرت أبحاث كثيرة أنه عند الحصول على نوم كاف بالليل وطعام متوازن، فإن الصوم لا يؤثر على اليقظة أو التركيز. وهذا يناقض ما يعتقده كثير من أن الصوم يسبب النعاس.

ويعاني العديد من التلاميذ من تدنى قدرتهم على التركيز والاستيعاب خلال شهر رمضان وهو ما يؤثر بشكل مباشر على علاماتهم، حسب موقع القناة الثانية (دوزيم).

وقالت الإخصائية النفسية، غيثة العلمي، حسب نفس المصدر، إنه يلاحظ خلال شهر رمضان تراجع الأداء الدراسي للعديد من التلاميذ والذين غالبا ما يصلون إلى المدرسة بوجوه متعبة وعيون متهيجة وأعصاب متوترة، ويتثاءبون طوال فترة الحصص الدراسية.

وحسب نفس المصدر، أرجعت الإخصائية هذا الأمر إلى قلة النوم حيث يميل التلاميذ إلى النوم عدد ساعات أقل وذلك بسبب طبيعة الشهر الفضيل حيث يطرأ تغييرعلى أوقات الوجبات الغذائية بالإضافة إلى التغييرات الأخرى المتعلقة بشهر الصيام،

وأشارت المتخصصة ، حسب المصدر ذاته، إلى أن النوم أقل من سبع ساعات يساهم في ضعف أداء ثلاثة مناطق بالدماغ مسؤولة عن المشاركة في الانتباه والتركيز والقدرة على أداء المهام في وقت واحد.

وأضافت ذات المتحدثة أنه تمت ملاحظة علاقة مباشرة بين قلة المادة الرمادية في المناطق الأمامية للدماغ والحصول على نقاط متدنية، مؤكدة أن هذا الأمر مرده النوم في وقت متأخر.

وتابعت الإخصائية النفسية أن قلة النوم تمنع الدماغ من الاحتفاظ بذكريات ومعلومات جديدة، كما تؤدي لعدم أداء عملية الاستيعاب بشكل جيد أو متدن جدا.

الأسباب البيولوجية والنفسية لعدم التركيز

يرجع نقص التركيز في رمضان والذي يصاحبه أحياناً الشعور بـ الصداع، حسب “كل يوم معلومة صحية”، إلى الانخفاض المفاجئ لمستوى السكر في الدم و الذي يكون في الساعات الأولى فقط، ولكن سرعان ما تتأقلم الوصلات العصبية على هذا المستوى مما يشعر الجسم بالراحة بقية اليوم.

وحسب تصريح د.أشرف الصالحي، اختصاصي الطب النفسي، لموقع “موضوع.كوم” توجد مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية التي تسبب عدم التركيز، منها: نقص بعض المعادن مثل: نقص فيتامين ب12، وفيتامين د، وأحياناً الزنك، والحديد. التغذية غير السليمة والمُعتمدة على الأكلات السريعة (fast food)، وعدم تناول الخضروات والفواكه. نقص المياه. القلق النفسي أو الاكتئاب أو الحزن غير المُبرّر. عدم وجود الثقة بالنفس. عدم توزيع الوقت بشكلٍ كافٍ ومُنتظم.

دور العوامل الثقافية

ما أثبتته الدراسات الحديثة، حسب موقع “كل يوم معلومة صحية”، يؤكد أن ما يحدث هو عامل نفسي نتيجة الربط بين الصيام وعدم التركيز. وحسب نفس المصدر، يجب أن نتخلص مبدئياً من هذا الاعتقاد لأنه لا أساس له من الصحة، وأن نتبع بعض النصائح التي تساعدنا عموماً على التركيز بشكل أفضل في رمضان، لأن التركيز كغيره من الوظائف الحيوية التي تتأثر بشكل كبير بنظامنا الغذائي في رمضان، لذلك إذا قمنا بتصحيح عاداتنا الغذائية في رمضان فيمكن أن نتغلب على هذه الظاهرة.

كيف تحافظ على تركيزك في نهار رمضان؟

  • الحفاظ على عادات نوم جيدة

حسب القناة الثانية، دوزيم، تنصح الإخصائية النفسية، غيثة العلمي، التلاميذ والطلبة خلال الشهر الفضيل بالحفاظ على عادات نوم جيدة خلال هذه الفترة كما هو الحال في بقية شهور السنة، مشيرة إلى أنه بالنسبة للتلاميذ فإن الحصول على عدد ساعات نوم كافية مهم في هذا سن مبكرة بالنسبة لنضوج الدماغ.

ويضيف موقع “كل يوم معلومة صحية” الخطوات التالية:

  • وجبة السحور

ينصح بتناول سبع تمرات في وجبة السحور لاحتواء التمر على نسب عالية من الحديد و السكريات التي تساعد على التركيز أثناء النهار، كما تساعد في الحفاظ على هدوء الأعصاب، وإن كنت من متبعي أحد أنظمة الحميات الغذائية في رمضان فيمكنك أن تقتصر على تلك التمرات فقط في وجبة السحور.

  • التغلب على الجوع

قد يكون الشعور بعدم التركيز بسبب الشعور بالجوع أثناء الصيام، لذلك يفضل أن تتناول الكثير من الألياف في وجبة السحور كي تساعدك على الشعور بالشبع أثناء الصيام مثل الفول وزيت الزيتون والليمون والزبادي والخيار.

  • وجبة الإفطار

يفضل أن نبدأ الإفطار بمشروب يحتوي على نسبة عالية من السكريات لمعادلة هذا المستوى المنخفض من السكر كمشروب الحليب بالتمر المحلى بالعسل، أو مشروب قمر الدين الذي يحتوي على نسبة عالية من السكريات .

الإكثار من الخضروات و الفاكهة و الإقلال من الدهون و الوجبات الدسمة التي تسبب الخمول و الكسل.

عدم تناول وجبة الإفطار على دفعة واحدة، و لكن يفضل البدأ بالأطباق الخفيفة حتى لا تسبب عسر الهضم في المعدة ، و لا تسبب بالتالي الشعور بالكسل .

  • أرح عقلك

إذا وجدت أحيانًا أنك قد فقدت تركيزك أثناء الصيام، فليس بالضرورة أن يرتبط ذلك بعدم تناولك للطعام، و لكن ربما استمر عقلك بالتركيز لفترة طويلة و يحتاج إلى قسط من الراحة، فيمكنك حينها التوقف قليلاً لقراءة القرآن أو كتاب لتتمكن من استعادة تركيزك من جديد.

تغلب على مشكلة عدم التركيز في رمضان والتي تمنعك من آداء الكثير من المهم لتتعرف على أكثر على طرق رائعة من خلال الخطوات السابقة لمواجهة قلة التركيز.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *