مجتمع، منوعات

حماية النشء (ح12): تدبير التوتر بتقنية التحليل الوظيفي لتحقيق الوعي بالوضعيات المسببة له (فيديو)

تناول الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في الحلقة الثانية عشر من برنامج “حماية النشء”، الذي تبثه قناة جريدة “العمق المغربي” على “اليوتيوب”، تقنية التحليل الوظيفي لتدبير التوتر عند الأفراد.

وأشار الكرعاني في ذات الحلقة، ضمن البرنامج المذكور، الذي يتناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية، إلى أن التحليل الوظيفي لتدبير التوتر؛ بمثابة تمرين في ثلاثة جوانب، هي؛ المشاعر، والأفكار، والسلوكات. 

وأوضح الكرعاني، أن مرحلة التحليل الوظيفي للتوتر؛ هي تشخيص للفرد حتى يتسنى له الوعي بنوع توتر، والعوامل التي تسببه له، وكيفية التعامل مع هذه الوضعيات، من خلال الأفكار والمشاعر والسلوكات.

وزاد الطبيب ذاته، أن التحليل الوظيفي “يتيح للفرد أن تحقيق حالة وعي بتوتره، وآثاره عليه، فيبدأ بفهمه للوضعية  أو الوضعيات التي تسبب له التوتر، سواء مع تربية الأبناء أو العمل المهني، وغيرها من الوضعيات الموجودة في الحياة اليومية”.

وفي ما يتعلق بعنصر المشاعر، أوضح الكرعاني أن المشاعر المرافقة للتوتر، عادة ما تكون “الغضب والخوف؛ هذه المشاعر لها أثر سلبي على الصحة النفسية والعضوية للانسان إذا أصبحت مزمنة ويومية ومتواصلة”.

وإلى جانب هذه المشاعر السلبية، أضاف الطبيب النفساني المذكور، عنصر الأفكار التلقائية؛ والتي سميت بهذا الاسم، وفق تعبيره، “لأن الفرد لا يبذل مجهودا في صياغتها، بل تحصل لديه من تلقاء نفسها، بحكم أسلوب التربية التي تلقاه، وتجارب العيش التي مر منها، وغالبا ما تكون هذه الأفكار مضرة وتفاقم من حالة التوتر”.

أما الجانب الثالث، والذي يتعلق بالسلوكات التي تصدر عن الفرد تجاه وضعية مؤثرة قد تسبب لديه التوتر، الأمر الذي يقتضي وفق كلام الدكتور الكرعاني، اتخاذ تدابير عملية في علاقتهم بأنفسهم وبالآخرين.

ولتوضيح ذلك، قدم الطبيب ذاته، مثالا بوضعية العمل، حينما يطلب زميل زميلا له في العمل بالقيام بعمل بدلا عنه، ويكرر هذا الطلب في كل يوم وكل أسبوع، وتكون الموافقة على جميع طلباته.

هنا نبه الكرعاني، إلى أن قبول طلباته يكون سلوكا طبعا، وتكون طلباته سلوكا متكررا، ينتج عنها سلوك سلبي وخضوع دائم، الأمر الذي سيسبب مشاكل في علاقة الفرد بنفسه وسيزيد الشعور بالتوتر.

وأشار الكرعاني إلى أنه في الجهة المقابلة، يمكن أم نجد سلوكا آخرا غير مقبول أيضا؛ وهو السلوك العدواني، وذلك برفض طلباته بطريقة عدوانية لا تحترم جودة العلاقة مع زميل العمل.

وقال الطبيب ذاته، إنه “سواء السلوك السلبي أو السلوك العدواني، بالمفيدين في مثل هذه الوضعيات، لأن كلاهما يفاقمان حالة التوتر لدى الفرد، الأمر الذي يستدعي تعلم سلوك جديد يسمى السلوك التوكيدي، والذي يعفيك من العدوانية ويجنبك حالة السلبية التي تزيد حالة التوتر لدى الأفراد”.

وسيتم التطرق بالتفصيل لمفهوم السلوك التوكيدي، في الحلقة القادمة من برنامج “حماية النشء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *