خارج الحدود

من أطلق “الحرب الصليبية الجديدة” من الدانمارك والسويد؟

يتزعم حزبا سياسيا، ويضع خطة لإحراق المصحف في جميع الأحياء التي يسكنها المسلمون في الدانمارك لاستفزازهم، وانتقل لاستكمال تنفيذه في السويد بعد حصوله على جنسيتها، يتمتع بحماية الشرطة خلال أعمال تدنيس المصحف على اعتبار أنه يعبر عن آرائه، تسبب في اندلاع أعمال عنف في عدة مناطق من البلد خلفت 40 مصابا بينهم 26 من الشرطة، أنشأ قناة خاصة بمهاجمة الإسلام، له تأثيرات قوية خارج السويد تشعل فتن الإسلاموفوبيا، وأصبح رمزا لمحيي الحروب الصليبية في الغرب، وينذر بإشعال نارها من جديد.

فمن هو هذا المتطرف؟

قائد حملة “الصليبية” ضد المسلمين والمهاجرين

الدانماركي راسموس بالودان، خصصت له صحيفة لوبوان Le Point الفرنسية، حسب الجزيرة نت، تقريرا قالت في بدايته إنه محام دانماركي يبلغ من العمر 40 عاما عرف بكراهيته الشديدة للإسلام، وهو مؤسس حزب الخط المتشدد Stram Kurs اليميني المتطرف في الدانمارك عام 2017.

وقالت الصحيفة، حسب نفس المصدر، إن بالودان يتصدر المعارضين للإسلام والمسلمين في الدانمارك منذ 5 سنوات، وقد نظم مع مناصريه جولات من حرق المصحف أدت إلى مظاهرات عنيفة وأعمال شغب، كما حدث في أحياء يسكنها عدد كبير من المهاجرين بالعاصمة كوبنهاغن عام 2019.

وقد جاب بالودان عشرات المدن ضمن حملته “الصليبية” ضد المسلمين والمهاجرين، وظل دائمًا تحت حماية مشددة من الشرطة.

يقول عن نفسه إنه “الرجل الأكثر تهديداً في الدانمارك” وقد تعرض لعدة هجمات، وهو يرتدي جل وقته سترة واقية من الرصاص لحماية نفسه من الذين لا يقبلون إهانته للقرآن الكريم.

ويدافع بالودان عن أفعاله، متهما القرآن بأنه “ينشر مبادئ تتعارض مع القيم الدانماركية” مجيزا لنفسه تدنيس القرآن الكريم أو حرقه أو رميه أو لفه في قطعة من لحم الخنزير.

وتقول لوبوان إن هذا الشخص يدافع عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نُشرت في سبتمبر/أيلول 2005 في صحيفة يولاندس بوستن Jyllands Posten اليومية الدانماركية، مما أغرق البلاد في أخطر أزمة في تاريخها المعاصر، حسب الصحيفة.

لكني لا أعتقد -يقول بالودان- أن الأشخاص العنيفين “يجب أن يقرروا حدود حريتنا في التعبير، أولئك الذين يرفضون مُثلنا عليهم فقط المغادرة”.

يشعل نار الإسلاموفوبيا في عدة دول

وتصف الصحيفة الفرنسية بالودان بأنه “استفزازي لا يتردد في نفخ رياح الإسلاموفوبيا في بلدان أخرى” كما فعل في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما تم القبض عليه في باريس أثناء التخطيط لحرق مصحف تحت قوس النصر. اليوم التالي، أعلنت بلجيكا أن بالودان غير مرغوب فيه، لأنه كان يعد لحرق الكتاب المقدس لدى المسلمين في مدينة مولينبيك

ويرى مؤيدو بالودان بأنه “جندي الحرية وحامي الضعيف” أو “أمل الشمال” بالنسبة لهم، لكنه بالنسبة للكثيرين “داعية كراهية ومهرج وعنصري”

وما هو مؤكد، حسب لوبوان، أن بالودان لم يعد بالإمكان تجاهله، خاصة بعد أن أنشأ قناته الخاصة على موقع يوتيوب “صوت الحرية” التي تحصد مقاطع الفيديو فيها أكثر من 25 مليون مشاهدة.

وتضيف الصحيفة أن بالودان وبتبنيه خطاب اليمين المتطرف تمكن من جمع 20 ألف توقيع المطلوبة للمشاركة مع حزبه بالانتخابات التشريعية بالدانمارك في يونيو/حزيران 2019، وفاز بنسبة 1.8% من الأصوات في الوقت الذي يحتاج فيه من يريد دخول البرلمان الحصول على 2%.

وتصف لوبوان هذا الشخص بأنه عنيد، مشيرة إلى أنه حصل على جنسية السويد المجاورة عام 2020 لقيادة معركته ضد الإسلام، بعد أن أثارت فضوله سياسة الهجرة المتراخية بهذا البلد، حسب قوله، والتي يرى أنها تشكل “تهديدًا للدانمارك”.

حرية الدين والضمير بأعلى صوت !

وقعت صدامات في مدينة سويدية، الجمعة، بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا للاحتجاج على خطة إحراق نسخة من القرآن بعد أن أقدم بالودان الخميس على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة.

وحسب وكالة الأناضول، جاء بالودان رفقة عناصر الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة، وأشعل النار بالقرآن دون أن يعير اهتماما بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدر عدده بـ 200 فردا.

وفي تصريح، قال رئيس “حزب الألوان المختلفة” السويدي، ميكائيل يوكسال، إن بالودان العنصري المعادي للمسلمين يواصل استفزازاته بحرق القرآن بمدن سويدية مختلفة تحت حراسة شرطية مشددة. وأشار إلى أن بالودان يختار على وجه الخصوص المناطق المكتظة بالمسلمين لتنفيذ استفزازاته، وأن الشرطة تسمح له بذلك.

وأضاف يوكسال: “يُحرق القرآن بمناطق إقامة المسلمين تحت حماية الشرطة في السويد التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الدين والضمير بأعلى صوت”.

وأعرب عن استغرابه من دعوة الشرطة المسلمين إلى مشاهدة بحس سليم حرق كتابهم المقدس أمام أعينهم، قائلا: “أي نوع من خسوف العقل هذا؟”

وتعتبر الشرطة أن إحراق المصحف يدخل ضمن حرية التعبير، وقال قائد الشرطة الوطنية، أندرس ثورنبرغ، الجمعة، في رد فعله على أحداث الخميس “نعيش في مجتمع ديمقراطي وتتمثل إحدى أبرز مهام الشرطة في ضمان أن يكون بإمكان الناس استخدام حقوقهم التي يكفلها الدستور بالظاهر والتعبير عن آرائهم”

وأضاف في بيان “لا يحق للشرطة اختيار من يحظى بهذا الحق، لكن عليها دائما التدخل في حال وقوع انتهاك”.
وأعلن بالودان إلغاء مظاهرة كان من المقرر أن تقام الإثنين، بسبب عدم قدرة الشرطة على حماية نفسها وحمايته، حسب سي ان ان.

وقال عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: ” قررت إلغاء مظاهرات اليوم في لينكوبينغ ونوركووبينغ. أظهرت قسم شرطة المنطقة الشرقية مثل قسم شرطة المنطقة الجنوبية أنهم عاجزون تماما عن حماية أنفسهم وحمايتي”، حسب قوله.

وكان قد دعا في منشور بتاريخ 16 إبريل/نيسان إلى حرق “مزيد” من نسخ المصحف وسكب دم الخنزير عليه.

يذكر أن تصرف المتطرف الدنماركي كان قد تسبب باستدعاء القائم بأعمال سفار بلاده في العراق من قبل وزارة الخارجية العراقية، ولقي إدانة من بعض الدول العربية والإسلامية على رأسها السعودية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *