مجتمع

سكان مدن الشمال يشتكون “هجوم الناموس” والسلطات تستنفر مصالحها لمحاربته

عادت ظاهرة انتشار البعوض المعروف محليا باسم “الناموس”، لتؤرق سكان مدن الشمال من جديد، خاصة تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق، وذلك بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة، وأدت إلى ظهور مستنقعات وبرك مائية في محيط المدن.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، فإن انتشار البعوض بتلك المدن جاء بشكل مفاجئ عقب درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما أوضح عدد من السكان أن لسعات البعوض تفاقم من معانات الأسر داخل المنازل في ظل ارتفاع درجة الحرارة، خاصة لدى الأطفال والرضع.

واعتاد سكان تلك المدن على ظهور “الناموس” تزامنا مع ارتفاع درجة الحرار قبل دخول فصل الصيف كل عام، وهو ما يسبب لهم معاناة داخل بيوتهم، خاصة في الليل، وسط مطالب بتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل لانتشار البعوض.

تحركات بالمضيق-الفنيدق

وفي تفاعلها مع الموضوع، شهد مقر عمالة المضيق الفنيدق، بحر الأسبوع الجاري، اجتماع اللجنة الإقليمية لمحاربة النواقل، وذلك لبحث ظاهرة انتشار البعوض على مستوى العمالة، والتدابير والإجراءات اللوجستيكية والبشرية الضرورية لوضع برنامج عمل لمحاربة الظاهرة.

واعتبرت اللجنة الإقليمية لمحاربة النواقل أن ظاهرة انتشار البعوض بالمدن والتجمعات السكانية بعمالة المضيق الفنيدق يعود إلى عامل الارتفاع المفاجئ والمفرط لدرجة الحرارة، والتي جاءت مباشرة بعد الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة.

وأوضح المتدخلون في الاجتماع أن الأمطار الغزيرة ساهمت في ظهور مستنقعات وبرك مائية في محيط المدن، خاصة مدينة مرتيل التي تعرف وجود عدة مناطق رطبة وتشكل أرضية ملائمة لتكاثر البعوض.

وفي هذا السياق، نفت اللجنة الإقليمية لمحاربة النواقل ما يتم تداوله من وجود أنواع جديدة من البعوض أكثر خطورة في نقل الأمراض، بالمدن المعنية، فيما اتفق المتدخلون على خطوات تنسيقية لمحاربة انتشار البعوض ووضع برنامج عمل يشمل كافة تراب العمالة.

وتقوم لجنة اليقظة التابعة للمندوبية الإقليمية للصحة، بزيارات ميدانية منتظمة لدارسة ورصد وجود نواقل الأمراض من الحشرات، والحرص على مكافحتها بتعاون ما باقي المتدخلين.

تطوان تستنفر مصالحها

وفي تطوان، أشرف رئيس المجلس الجماعي للمدينة، الأسبوع الجاري، على إطلاق عملية واسعة لمحاربة البعوض “الناموس”، بحضور أطر وموظفي قسم حفظ الصحة وصحة الوسط بجماعة تطوان، ونائب الرئيس المكلف بالمستودع البلدي.

ودعا رئيس جماعة تطوان، مصطفى البكوري، إلى ضرورة مواصلة الجهود وتكثيف حملات محاربة الناموس، خاصة في هذه الفترة من السنة، وذلك قصد محاصرته ومحاربته عندما يكون يرقة في المستنقعات وأماكن تجمع المياه.

وشدد المسؤول الجماعي على ضرورة تسطير برنامج علمي ومحكم لأجل القضاء على هذه الحشرة المزعجة، والتي اشتكت منها ساكنة الجماعة في الفترة الأخيرة، داعيا إلى وضع موقع الجماعة أمام ساكنة الجماعة لتلقي شكاياتهم واستفساراتكم حول الموضوع، ومعالجة الأماكن التي تعرف انتشار البعوض.

واعتبر المتحدث أنه بات ضروريا توحيد جهود جميع الجماعات الترابية بعمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، والتنسيق بين جميع المتدخلين للقيام بحملات مشتركة ومدروسة لتأمين نجاح الموسم الصيفي، محذرا من تأثير سلبي على السياحة وموسم الاصطياف في حالة لم تتم محاربة هذه الحشرات.

نصائح للساكنة

من جهتها، قالت رئيسة قسم حفظ الصحة وصحة الوسط بجماعة تطوان، نادية أمجوط، إن هذه المصلحة تقوم بهذه العملية على مدار السنة، غير أنها تقوم بمضاعفة وتكثيفها في هذه الفترة عبر برنامج علمي وتقني لأجل محاصرته والقضاء عليه استعدادا لفصل الصيف.

وأشارت رئيسة القسم إلى أن خلية محاربة الناموس قامت خلال الفترة الأخيرة، بمعالجة العديد من الأماكن التي تعرف تكاثرا وانتشارا للبعوض، بحيث تمت محاربة اليرقات بكل بالاماكن التي تعرف تجمع المياه، وكذا مجاري الوديان وبعض التجمعات السكنية.

ودعت المسؤولة ذاتها، ساكنة المدينة إلى ضرورة إفراغ الأواني المملوءة بالمياه أو القيام بتنظيفها، وتغطية الآبار، مع التخلص من المياه الراكدة سواء بسطح أو في فناء المنازل، ومن المياه الراكدة بالمسابح، بالإضافة إلى التخلص من المياه الراكدة بالمزهريات.

ومع اقتراب فصل الصيف، تقوم عادة سلطات عمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، باستخدام الطائرات وآليات التدخل الميداني من أجل مواجهة انتشار البعوض، من خلال رش المبيدات بالبؤر السوداء لتكاثر “الناموس”، بجانب عمليات استطلاعية لطائرات مروحية لرصد أماكن تكاثر وتوالد اليرقات.

يُشار إلى أن مدن تطوان والمضيق ومرتيل والفنيدق، تعرف توافدا كبيرا من طرف الزوار المغاربة والأجانب خلال فصل الصيف، نظرا لما تتوفر عليه المنطقة من شواطئ متوسطية وأماكن طبيعية ومرافق سياحية وترفيهية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *