منتدى العمق

“قمر فاس” في حضرة عيد الكتاب بتطوان

* بقلم: محمد نور بلحساين

قمر فاس.. سرد أنوثي يغامر في تاريخ المغرب وتجربة روائية كسرت نمط الإبداع النسائي

في لقاء نقدي ضمن فعاليات عيد الكتاب بتطوان في دورته 22، وتحت شعار “مستقبل القراءة ما بعد كرونا، قدمت رابطة كاتبات المغرب فرع تطوان، رواية “قمر فاس” للروائية فضيلة الوزاني التهامي، قدم الدكتور عبد المجيب رحمون ورقة نقدية فاحصة للرواية، وأهم ما ورد على لسان الأستاذ رحمون أن الحكاية السردية تسافر بالقارئ إلى العصر الحديث من تاريخ المغرب، انطلقت من الجنوب الشرقي للمملكة بإحدى قصور درعة لتصل إلى فاس عاصمة المغرب، حكاية الطفلة اليهودية راحيل التي تدور حولها الأحداث في نوع من التبئير الذي اختزل بناءات متعددة الأنساق والمرجعيات والتقنيات الفنية السردية، فحضرت الأسطورة والسياسة والدين والعادات، ووظف التناص والتكثيف والتخييل والتصوير…

هذا العرض النقدي تخللته مجموعة من الأسئلة طرحها الأستاذ الناقد على الرواية، كسرت سير استرسال العرض وخلقت جوا من التفاعل مع الرواية والروائية، كان أهمها:

ـ ما هي الأسباب التي حسمت في اختيارها لأواخر القرن التاسع عشر إلى دخول الاستعمار الأوروبي للمغرب، زمنا روائيا مع ما لهذه المرحلة المفصلية من تاريخ المغرب من اشكالات كثيرة وتعقيدات على مستوى السياسة والمجتمع والعادات ؟

ـ لماذا توجهت الروائية فضيلة الوزاني نحو خط سردي يختلف عن نمطية الإبداع النسائي عامة، والذي يكرس ثيمات متكررة مثل سلطة الرجل، ضعف الأنثى، وثنائيات أصبحت من أساسيات البناء السردي كالوفاء والغدر، الحب والكراهية، العطاء والحرمان؟

ـ إذا كانت رواية قمر فاس تتكون في الواقع من محكي إطار محدد يتمحور حول الهوية اليهودية لراحيل وتصده هذه الهوية بما آلت إليه حياة هذه الطفلة بفاس، فإن فضاء هذا المحكي تخللته محكيات نصية كثيرة تعترض السير الأفقي للمحكي، وتوقف مجراه الدلالي، بانتقال الفضاء الروائي إلى مدينة سلطانية مخزنية يتقاطع فيها السياسي بالاقتصادي، فكيف استطاعت الكاتبة أن تمسك بزمام هذا المحكي دون أن تخضع لتأثير أو تضليل باقي المحكيات الأخرى؟

ـ هل يمكن اعتبار ( قمر فاس) لبنة أولى في مشروع روائي للكاتبة اختارته بعناية؟ وكيف ترى الكاتبة فضيلة الوزاني واقع الإبداع النسائي العربي في جنس الرواية خاصة؟

كما شكل النقاش حول أهمية التاريخ والتوثيق في بناء عالم سردي روائي وتجلياته، المحور الثاني للقاء، وضحت فيه الكاتبة بعض محفزات التي دفعت بها إلى المغامرة في الكتابة التاريخية، ونبش بعض قضايا القضايا الموازية للتاريخ الرسمي، مثل التعايش بين المغاربة مسلمين ويهودا، ومواطن الائتلاف والاختلاف التي كانت تتأثر بمتغيرات السياسية لأواخر القرن التاسع عشر.

وقد كان اللقاء احتفاليا مستعيرا عنصر الاحتفالية في المسرح، حيث تفاعل الحضور مع العرض النقدي للأستاذ عبد المجيب رحمون ومداخلة الروائية فضيلة الوزاني حول روايتها ” قمر فاس”.

وقد أدار النقاش عن رابطة كاتبات المغرب بتطون، رئيستها الأستاذة الزهرة حمودان.

وتعد رواية ” قمر فاس” للروائية فضيلة الوزاني التهامي، والصادرة عن المركز الثقافي العربي، بيروت 2020، العمل الروائي الأول للكاتبة بعد مجموعتين قصصيتين، والتي توجت بجائزة شبكة القراءة موسم 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *