مجتمع

حماية النشء (19): أهمية المهارات النفسية الاجتماعية في الأسرة من خلال النموذج السلوكي للآباء (فيديو)

نبه الدكتور والطبيب النفساني محمد السعيد الكرعاني، في الحلقة التاسعة عشر، من برنامج حماية النشء، الذي تبثه جريدة “العمق” على قناتها  في “اليوتيوب”، إلى قيمة المهارات النفسية والاجتماعية، في حياة الأسرة.

وقال الكرعاني إن الأسرة في الحاجة إلى المهارات النفسية والاجتماعية، وتلعب دورا كبيرا وأساسيا في بناء هذه المهارات عند الطفل.

وأشار المتحدث إلى أن الأسرة منظومة تواصلية ونظام حي من العلاقات، بحيث يحدث في العلاقة الزوجية بين الأزواج، وعلاقة أبوة وبنوة، وعلاقة أخوة كذلك. مشيرا إلى أنه بالقدر الذي يكون انسجام في هذا النظام، على قدر ما يكون مردوده مفيد للأفراد والأسرة.

وأضاف الكرعاني أن المهارات النفسية والاجتماعية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، من الأدوات الفعالة التي تتيح جودة العلاقات الأسرية.

ووقف الدكتور هنا على النموذج السلوكي للوالدين، وقدم مثالا في حالة تدبير التوتر، كمهارة من هذه المهارات، وكيف يتعلم الطفل هذه المهارة داخل الأسرة من خلال النموذج السلوكي للأب والأم.

وتابع الكرعاني قائلا: عندما يعود أب من العمل في المساء منهكا وشديد التعب، بحالة نفسية صعبة، بسبب توتر اليوم، ويدخل إلى البيت، قد يقع تشنج مع الزوجة، وبعد هذا التشنج، سيدخل إلى الصالون ليدخن سيجارة، ويأخذ كوب قهوة، ثم يسترجع هدوءه”.

وزاد الطبيب النفساني، أن الطفل هنا ينظر إلى هذا المشهد المتكامل، من توتر وتعب، مرورا بشجار، ثم سجارة تعيد الأب إلى حالة الهدوء؛ هنا نموذج سلوكي متكامل، يراه الطفل فعال ويتعلم من خلاله أن تدبير التوتر يمكن أن يكون من خلال سيجارة.

في هذا الإطار نبه الكرعاني لمخاطر النموذج السلوكي عند الآباء والأمهات حينما لا يعون بأنهم بصدد تعليم أسلوب في التعامل مع ضغوط الحياة بطريقة خاطئة، مشيرا إلى أنه لابد لهم أن ينتبها إلى أنهما نموذج سلوكي بالنسبة لأطفالهم.

نفس الأمر، يحدث مع مهارة التقدير الذاتي التي سبق الحديث عنها في حلقات سابقة، فإذا كان عند الأب أو الأم تقدير ذاتي منخفض، فالأمر ينكس على الطفل، لأنه وفق النموذج السلوكي، يعتقد أن الأصل هو أن نشك في قدراتنا وأن لا نقدر ذواتنا.

واسترسل أنه في حالة انتبه الآباء والأمهات لنموذجه السلوكي، فإنه بإمكانهم الاشتغال على ذواتهم أولا، بتصحيح ما يمكن تصحيحه، وبتعزيز عناصر القوة فيها، وبذلك يصنعون نموذج سلوكي جيد في التربية، وينقلون المهارة النفسية والاجتماعية للأطفال من خلال حركاتهم في الحياة اليومية بشكل تلقائي.

وقال الكرعاني إنه بالإضافة إلى هذا، يضاف بالضرورة الإجراءات المقصودة من المهارات النفسية والاجتماعية، وفي هذا الإطار، اقترح الطبيب الاستعانة بالقصة والرواية، لما تتيحه من إمكانية تعليم هذه المهارات والوعي بها، وتساعد على قضاء أغراض تربية موازية تساعد النشء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *