منوعات

حماية النشء(20): دور المهارات النفسية الاجتماعية في المدرسة تجاوزا للظواهر المقلقة (فيديو)

تطرق الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في الحلقة الأخيرة من برنامج “حماية النشء”، إلى أهمية المهارات النفسية والاجتماعية في محيط المؤسسات التعليمية.

وقال الكرعاني إنه بإمكان المدرسة والمربون تعزيز هذه المهارات عند الطفل والمراهق في مختلف مراحل التمدرس.

وأشار إلى أنه عادة ما تكون المدرسة فضاء تستهدفه حملات التوعية والتحسيس بخطورة الظواهر المقلقة من قبيل الإدمان والعنف والمشاكل المرتبطة بالسلامة الطرقية وغيرها من الظواهر، من أجل تبني سلوكات جديدة.

واستدرك قائلا، إن البحث العلمي يقول شيء آخر، بكون الاستراتيجيات التي تعتمد على التوعية والتحسيس تكون ضعيفة الأثر، وأحيان أخرى تأتي بنتائج عكسية، لما تتيحه من فضول عند الأطفال والمراهقين لمعرفة المجهول.

وأضاف المتحدث أنه يمكن لمدرسة يمكن أن تشكل فضاء لبناء المهارات النفسية والاجتماعية، وأن الدول التي اعتمدت في برامجها الدراسية أظهرت أثرا أفضل في الوقاية في مجال الصحة النفسية والسلوك.

ونبه الكرعاني إلى أن هذا الأثر لا يمكن أن يحصل عند التلاميذ بمحاضرات ونصائح جاهزة، لأن كل مرحلة عمرية خصوصية تحتاج بيداغوجية مغايرة، مشيرا إلى أن المهارات النفسية والاجتماعية تنجح مع التلاميذ إذا اعتمد فيها أسلوب الورشات التطبيقية.

وأشار الطبيب النفساني إلى أن دول عديدة سبقتنا في ذلك، واشتغلت مع تلاميذها بدأ من مرحلة الروض والمرحلة الابتدائية وبقيت المراحل الدراسية الأخرى، من خلال الورشات، بحيث أن كل ورشة يكون لها عنوان ويكون لها محور من مهارات النفسية والاجتماعية.

وقال المتحدث إن الطفل الذي يحظى في كل ورشة بمهارة من المهارات التي سبق التطرق لها في الحلقات السابقة بتفاصيل واضحة، تمكنه هذه المهارات من بناء مناعة نفسية وسلوكية من الظواهر التي سبق الحديث عنها.

وأوضح أنه من التجارب التي طبقت في هذا الإطار في فرنسا، مع البروفيسور دانيال بايلي، حيث وضع برنامج لثلاثة سنوات في المرحلة الإعدادية، وفي كل سنة حوالي ست إلى سبعة ورشات، تستغرق حوالي 20 ساعة في السنة خارج المقرر الدراسي، ولا يمتحن فيها التلاميذ.

وقال إن هذه الورشات يشرف عليها الأساتذة الذين تلقوا تكوينا في المهارات النفسية والاجتماعية، وتبين النتائج الأولية على أن مثل هذه التجارب تشجع على الاستمرار في هذا المجال، وتتيح للتلاميذ فرصة تطوير الجانب النفساني وعدم الدخول في العوالم المرتبطة بالسلوكات العنيفة والجانحة والإدمان، لأن عالمهم النفسي يكون أكثر انسجاما ومصالح مع الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *