منوعات

ساعة الكون تقترب .. لكن بعد بضعة مليارات من السنين

منذ أمد بعيد والبشر مهووسون بمعرفة الجواب عن سؤال مصيري هو: متى تقوم الساعة؟ لذلك جاءت الأجوبة على لسان الأنبياء والرسل عبر التاريخ، وجاء القرآن ليؤكد أن علمها عند الله، كما في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي)، ويؤكد أنها آتية وأنها قريبة (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ).

ورغم أن التوقيت المحدد لقيام الساعة التي يبقى وقتها من الغيب، فالعلماء حاولوا مند القدم التعرف على وقت نهاية العالم كمنظومة مادية فيزيائية، وليس على وقت قيام الساعة بمفهومها الديني الغيبي، الذي يمكن أن يسبق ذلك.

وتوالت الدراسات والأبحاث العلمية التي تبحث في موضوع نهاية العالم، لتكشف كشفت دراسة علمية جديدة، حسب الجزيرة نت، أن الكون سيتوقف عن التوسع بعد نحو 100 مليون سنة ثم يبدأ بعدئذ بالانكماش على نفسه في ظاهرة توحي بقرب نهاية العالم.

ومعروف لدى علماء الأكوان، حسب نفس المصدر، أن الكون منذ خلقه الله عز وجل قبل نحو 14 مليار سنة وهو في توسع مستمر، لكن ذلك لن يستمر إلى الأبد، إذ سيتوقف في المرحلة الأولى عن التوسع ويستقر على ذلك فترة ثم يبدأ في المرحلة الثانية الانكماش وبعدئذ قد يندثر أو ينفجر ليتشكل كون جديد.

أسرار الطاقة المظلمة

وحسب الدراسة التي نشرت في دورية “بناس” (PNAS) في الخامس من الشهر الماضي، فإن العلماء توصلوا إلى هذه النتائج بناء على دراسات وملاحظات على “الطاقة المظلمة” (Dark Energy) التي كانت وراء توسع الكون، ووجدوا أن هذه الطاقة ليست أبدية ويمكن أن تتبدّد مع مرور الوقت.

وبصورة أدق فإن الكون سيتوقف عن التوسع تماما بعد نحو 65 مليون عام من الآن، ثم بعد 100 مليون عام سيبدأ بالانكماش بوتيرة بطيئة وذلك خلال مدة يمكن قياسها بمليارات السنوات.

وكان علماء الكون فهموا في السابق وتحديدا منذ 1990 أن توسع الكون في تسارع وأن الفضاء الفاصل بين المجرات أصبح في تمدد سريع لكن ذلك لن يستمر طويلا.

وما زالت هذه الطاقة المظلمة التي كانت سببا في هذا التوسع محل جدال بين علماء الفلك؛ فمنهم من يرى أنها غير متناهية ومن ثم فإن توسع الكون لا نهاية له، ويعتقد آخرون أنها طاقة فانية، وعليه فإن الكون قد يتوقف عن التوسع. ومن بين الذين تبنّوا النظرية الأخيرة بول ستاينهارت مدير معهد العلوم النظرية بجامعة “برينستون” (Princeton University) بمدينة نيو جيرسي الأميركية وهو من بين المشاركين في هذه الدراسة.

وقال ستاينهارت في تصريح لموقع” لايف ساينس ” (Live Science) إن “انكماش الكون سيحدث بصورة بطيئة جدا بحيث لا يمكن لأي بشر على الأرض وقتئذ الشعور بما يحدث، وسيتطلب الأمر بضعة مليارات من السنين ليفقد الكون نصف حجمه الحالي”.

التقلص أو انفجار جديد

وأضاف ستاينهارت أن هناك صورتين متوقعتين لما سيحدث بعد انكماش الكون على نفسه، فإما سيتقلص حتى ينفجر أو يتقلص ليعود إلى حالته الأولى قبل نشأته وهناك قد يحدث “بيغ بانغ” جديد أو انفجار عظيم لنشهد بعد ذلك نشأة كون جديد على أنقاض الكون الحالي.

ومن هذا المنطلق لم يستبعد أصحاب الدراسة أن يكون كوننا الذي نعيش فيه هو الوحيد أو الأول، فيمكن أن تكون هناك أكوان أخرى موازية، أو أكوان سبقت كوننا الحالي قد نشأت واندثرت بالصورة التي رسمتها هذه الدراسة.

وختم ستاينهارت أنه لا يمكن اليوم التأكد بدقة من صحة هذه النظرية التي يعملون عليها لأنه لا توجد حاليا وسائل تمكنهم من قياس الطاقة المظلمة، وأن الزمن هو الكفيل بالإجابة عن كل تلك الأسئلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *