منوعات

دراسة: تغير المناخ يلتهم قرابة 58 ساعة من مدة نومنا في السنة

لا ترتبط تهديدات تغيرات المناخ بما يسببه من اندلاع حرائق الغابات وذوبان الأنهار الجليدية، والتهديد بارتفاع مستوى البحر، وكيف سيقضي على الحياة في البر والبحر، وكيف سيتسبب ذلك في تعزيز النشاطات البركانية، ودوره في ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، … بل تتجاوزه كل ذلك إلى التسبب في “ذوبان” حصة نوم ملايين البشر.

وباستحضار جميع العوامل التي تجعل جودة نومنا ومدته تتراجعان باستمرار عن المعدل الصحي الواجب على كل شخص أن ينامه في اليوم، ندرك خطورة ما كشفت عنه دراسة جديدة تؤكد أن تغير المناخ والاحترار العالمي لوحده يلتهم يوميا ما معدله عشر دقائق من حصة نوم كل شخص عبر العالم.

وقد تبدو تلك الحصة من النوم الضائعة بسبب تغير المناخ قليلة في اليوم، وقد يعتبرها البعض غير ذات قمة، ولكن الدراسة تتوقع أن كل شخص في العالم سيفقد ما مجموعه 58 ساعة من النوم في السنة إذا لم تعالج المشاكل المرتبطة بانبعاثات الوقود الأحفوري.

تغير المناخ والاحترار العالمي ينعكس سلبا على مدة نوم

توصلت دراسة جديدة، حسب الحرة، إلى أن تغير المناخ والاحترار العالمي ينعكس سلبا على مدة نوم ملايين من البشر في العالم.

ووفق الدراسة التي نشرت في موقع “وان إرث”، حسب نفس المصدر، يتوقع الباحثون أنه بحلول عام 2099، سيفقد كل شخص في العالم 58 ساعة من النوم في السنة، في حال لم تخفض انبعاثات الوقود الأحفوري.

وقد تبدو دقائق النوم الضائعة صغيرة على أساس يومي، ولكن على المدى الطويل، تؤثر على صحة الإنسان وإنتاجيته.

وبحسب الدراسة، فإن الأشخاص في المناطق الدافئة يتضررون أكثر من نقص النوم.

وفي الدول ذات الدخل المنخفض، مع قلة المراوح الكهربائية أو مكيفات الهواء، وجد مؤلفون الدراسة أن نسبة فقدان النوم جراء درجات الحرارة الليلية ترتفع.

وتعد الدراسة هي الأولى من نوعها التي تظهر أن درجات الحرارة الأكثر دفئا من المتوسط تؤدي إلى “تآكل نوم الإنسان”، كما يقول المؤلف الرئيسي وعالم السلوك في جامعة كوبنهاغن، كيلتون ماينور

وتستند النتائج إلى بيانات من أجهزة تتبع النوم لأكثر من 47 ألف شخص موزعين على 68 دولة. ثم تمت مقارنة أكثر من 7 ملايين من سجلاتها ببيانات الأرصاد الجوية العالمية

وفي الليالي الدافئة جدا، أكبر من 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت)، وجد المؤلفون أن مدة النوم انخفضت بمعدل 14 دقيقة.

وفي الوقت نفسه، زادت درجات الحرارة الليلية التي تزيد عن 25 درجة مئوية قليلا من احتمال الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم.

وبحسب الدراسة، يمكن أن تؤثر ليلة واحدة فقط من فقدان النوم على رفاهية الشخص العقلية والعاطفية والجسدية.

ويوضح ماينور “أجسامنا متكيفة للغاية للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية مستقرة، وهو أمر تعتمد عليه حياتنا”.

وفي أسوأ السيناريوهات، سيؤدي فقدان النوم جراء الحرارة الليلية إلى أكثر من 15 ليلة قصيرة من النوم سنويا.

كيف تؤثر الحرارة على نومك؟

عندما يستعد الجسم للنوم تتمدد الأوعية الدموية لخفض حرارة الجسم عبر ترك مساحات تتسرب منها الحرارة إلى الخارج. وحسب “نيك أوبرادوفيتش”، المؤلف الرئيسي والمختص في العلوم السياسية، في دراسة تأثير التغير المناخي على النوم، فإن حرارة جسمنا تبقى منخفضة أثناء النوم حتى وقت قليل قبل استيقاظنا. لذا فإن ارتفاع درجة حرارة المحيط تمنع حرارة الجسم من الانخفاض فيؤثر هذا سلبا على نومنا.

وأضاف أوبرادوفيتش، حسب ما نقلته “نون بوست” عن “نيو أطلس”،  أن “القليل من النوم يجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض المزمنة، كما قد يضر بحالته النفسية ووظائفه المعرفية. ما كشفته الدراسة التي قمنا بها؛ لا يتعلق فقط بحرارة المحيط والنوم المضطرب ولكن أيضا بتأثير التغير المناخي، الذي قد يؤثر سلبا على نمط النوم لدى الأشخاص من نقص عدد ساعات النوم العادية”.

وحسب نفس المصدر، بعد مراجعة 765 ألف إجابة من استطلاع عن الصحة العمومية قام به مركز “التحكم في الأمراض ومنعها”، في الفترة بين 2002 و2011، تبيّن وجود رابط بين تقرير قلة النوم وارتفاع درجات الحرارة الليلية.

أهم ما يمكن استنباطه من هذه الدراسة أن ارتفاع درجة الحرارة الليلية بدرجة واحدة عن المعدل الطبيعي، كاف لإدخال اضطرابات في النوم لمدة ثلاثة ليالي لعدد من الأشخاص لا يقل عن 100 شخص في الشهر. بشكل أوضح، إن عممنا هذا الاستنتاج على كامل الشعب الأمريكي فإن هذا يعني وجود 9 مليون ليلة إضافية من اضطرابات النوم في الشهر أو 110 مليون ليلة إضافية من التقلب في الفراش سنويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *