ميارة: تمكين الشباب مرتبط بتوفرهم على عمل لائق وقار ومقاعد البرلمان “ليست محجوزة لأحد”

أكد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أنه ” بدون عمل لائق وقار سيصعب الحديث عن تمكين الشباب دونما الولوج إلى سوق الشغل”.

واستحضر ميارة، في كلمة خلال افتتاح الدورة التأسيسية لملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي، بعض أرقام منظمة العمل الدولية التي أفادت أنه في الربع الأول من عام 2020 فقد ما يزيد عن 5 في المئة من ساعات العمل العالمية (مقارنة بالربع الأول من عام 2019) وهو ما يعادل 155 مليون وظيفة بدوام كامل.

واعتبر ميارة أن الشباب لا يحظون بقدر كافٍ من التمثيل في المؤسسات السياسية، إذ أنّ نسبة البرلمانيين ما دون الـ30 من عمرهم في جميع أنحاء العالم لا تتعدى، على حد قوله، 2 في المائة، كما أن سنّ الترشح للبرلمانات الوطنية، لا سيّما للمناصب العليا لا يتوافق دائمًا مع السن الدنيا للتصويت”.

ودعا المتحدث ذاته فعاليات هذا الملتقى “لاستحضار بعض معطيات الاتحاد الدولي للاتصالات أيضا، ومفادها “أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً يمثلون ربع العدد الإجمالي تقريباً للأفراد الذين يستخدمون الإنترنت في العالم، مضيفا أنه في 2017، كانت نسبة 70,6 بالمائة من السكان الشباب في العالم يستخدمون الإنترنت، وأن الشباب هم “أول معتنقي” تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.”

و”يُستنتج من تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان المقدم في الدورة 40 لمجلس حقوق الانسان الأممي، يؤكد ميارة، أنه “لدينا اليوم أكبر جيل من الشباب في التاريخ، وهم مصدر هائل من الموهبة والإبداع والطاقة، فهم يملكون، على حد تعبيره، إمكانيات كبيرة من أجل دفع عجلة التقدم الاجتماعي، وتشجيع التغيير السياسي والمضي قدماً في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وفي تعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان.”

وشدد رئيس مجلس المستشارين أن “الشباب يواجه تحديات هائلة في التمتع بحقوق الإنسان الخاصة بهم، مضيفا أن هناك عددا هائلا من الشباب غير الملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب، ما يؤدي إلى مستويات غير متناسبة من البطالة والاستغلال، خاصة أن العديد من الشباب يعاني، على حد قوله، من عملية طويلة وصعبة في الانتقال من المدرسة إلى العمل، ويفتقرون إلى الفرص التعليمية الكافية لبناء مهاراتهم.”

كما طالب ميارة بضرورة “اعتبار المتغير الديمغرافي، كلما تطلبت الظروف ذلك، أثناء سن سياسات عمومية مرتبطة واتخاذ القرارات المترتبة عنها، لأنه من الطبيعي، على حد قوله، أن الفئة الشابة في العشرية الماضية ليست هي نفس الفئة في العشرية الحالية ولن تكون المرتقبة من حيث الخصائص والمسلكيات، مما يتطلب معه، حسب ميارة، إعادة ضبط إيقاع عملنا وخاصة التشريعي منه بمناسبة التعامل مع هذا المعطى.”

ووجه ميارة رسالة للشباب الحاضر في رحاب مجلس المستشارين في هذا الملتقى، وأكد قائلا: “هذه المقاعد التي كنتم تشاهدونها عن بعد عبر وسائل الإعلام ليست حكرا ولا حصريا محجوزة لأحد”.