منوعات

قد يسرق طفلك أو يكذب أو لا يبالي بتوجيهاتك .. فما دوافعه وكيف تتعامل معه؟

كثيرا ما يتوقف الآباء والمربون عند فعل السرقة أو الكذب لدى الطفل، او لا مبالاته تجاه توجيهاتهم، ولا ينظرون إلى الدوافع التي قد تكون دفعت الطفل إلى تلك السلوكات.

وفي غياب مقاربة تستحضر الدوافع كثيرا ما تتم معالجة ظاهرة السرقة والكذب واللامبالاة لدى الأطفال بأساليب عنيفة أو غير مجدية، قد يساهم كثير منها في مزيد من لجوء الطفل إلى تلك الممارسات.

المتخصصون، حسب الجزيرة نت، يجدون أن تلك الأمور شائعة وطبيعية بين الأطفال، لكن هناك طرق علمية للتعامل معها وإدارتها حتى تمر بسلام.

طفلي يسرق

تؤكد الكاتبة مروة رخا، المتخصصة في التعليم بطريقة منتسوري، أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يسرق، ربما لأنه لم يدرك بعد حدود الملكية، أو لأنه بطبعه متهور، أو لأنه غير قادر على السيطرة على رغباته، أو لأنه غاضب، أو لأنه لا يشعر بالحب والأمان.

ومن المهم جدا تمييز الفئة العمرية عند التعامل مع ذلك السلوك لفهم السبب والدافع وراء السرقة. ووفقا لمروة فإن:

الطفل أقل من 4 سنوات لا يميز بوضوح الفرق بين ما هو ملكه وما هو ملك شخص آخر، إذا وصلت يديه إلى أي شيء فهو يعتبره ملكا له، ولا يستطيع كبح جماح نفسه حتى لو كررت عليه مرارا أن ذلك الشيء ليس ملكه.

الطفل أقل من 6 سنوات يستطيع فهم أن ذلك الشيء ليس ملكا له، ويكون في حالة جهاد مع النفس، أحيانا ينجح وأحيانا يفشل، وذلك أمر طبيعي.

الطفل 7 سنوات أو أكبر يبدأ في فهم الصواب والخطأ، ويفهم الملكية وقواعدها، ومع ذلك فإن الفهم لا يعني التطبيق، فقد يخلط أحيانا بين السرقة والاستعارة.

لا تخطئي

قد تُصدم بعض الأمهات من قيام الطفل بالسرقة، وتحاول عقابه بشدة حتى لا يكرر ذلك السلوك. تحذر مروة من عدد من الأخطاء التي ترتكبها الأم في تلك الحالة، ومنها:

+ العقاب بدنيا أو نفسيا أو لفظيا

+ إجباره على إعادة ما سرق

+ إجباره على الاعتذار

+ فضحه أمام باقي العائلة أو أصدقائه

طريقة التعامل

تشير مروة إلى أن أول أمر يجب عليك فعله بعد اكتشاف ذلك السلوك هو التحاور مع طفلك، وتوجيه بعض الأسئلة الهامة إليه:

ما الذي بحوزتك؟: الهدف من السؤال هو لفت انتباهه للشيء لأن الكثير من الأطفال يأخذون الأشياء من دون وعي منهم.

أين وجدته؟: بعض الأطفال يعتقدون أن ما وجدوه في الطريق أو على الأرض ليس لديه صاحب ويعد ملكا لهم.

من يملك ذلك الشيء؟ أو من دفع ثمنه؟: هنا قد يفكر الطفل بأن ما حصل عليه ملك لشخص آخر

ما شعور الشخص الآخر؟: يمكن مساعدته في تخمين مشاعر الشخص الذي فقد الشيء، وأن يشعر بتأثير تصرفه عليه.

كيف يمكن مساعدة ذلك الشخص؟: هنا يجب أن تكون فكرة إرجاع الشيء هي فكرة الطفل نفسه، بعد إدراكه الموقف وأبعاده. ويجب هنا دعمه معنويا بأنه يفعل الصواب لأنه طفل جيد، واعرضي عليه الذهاب معه عند إرجاع الشيء لصاحبه.

طفلي يكذب

بما أن هناك أسبابا للسرقة لدى الأطفال، فهناك أيضا أسباب للكذب عند الأطفال، تقول مروة “الخوف هو أول سبب وأكثرها شيوعا، الخوف من العقاب أو الإهانة يجعل الطفل يكذب”.

وتضيف أن هناك أسبابا أخرى للكذب، منها التفاخر والاستعراض، فقد يكذب الطفل كي يثير الاهتمام وأن يعجب به أقرانه.

وقد يكذب تقليدا للآخرين، كأن تطلب الأم أو الأب أو أي شخص آخر منه إنكار وجودها في البيت حين يسأل عنهم أحد، في تلك الحالة يحاكي الطفل سلوك أمه أو أبيه ويعتاد عليه، وهناك سبب آخر للكذب وهو الخيال، في هذه الحالة لا يتعّمد الطفل الكذب، لكن خياله يدفعه لنسج قصص لم تحدث.

كيف تتعاملين مع كذبه؟

الكذب سلوك سيئ، لكن الأسوأ، وفقا لمروة، طريقة التعامل الخاطئة معه، بحجة تعديل سلوكه، وعلى الأم اتباع تلك الطرق للتعامل مع كذب الطفل وإنهاء ذلك السلوك تماما:

التوقف عن العقاب بكل أشكاله، وحين يكذب الطفل في المرة القادمة بدافع الخوف أثبتي له أن مخاوفه لا مبرر لها، وأنك موجودة كسند ودعم له مهما اقترف من أخطاء.

ذكّري الطفل بمزاياه الحقيقية وساعديه على أن يثق بنفسه وقدراته، ولا تسخري منه أبدا ولا تسفهي من آراءه.

توقفي فورا عن الكذب حتى البسيط منه، لأنك قدوة لطفلك وستكونين أول شخص يكذب عليه.

شجعي الخيال لدى طفلك من خلال الرسم أو الكتابة أو التأليف أو التمثيل.

طفلي لا يبالي

عندما يمارس الطفل أي خطأ، وتقوم بمواجهته يتصرف أحيانا باللامبالاة.

تجعل تلك اللامبالاة الأم في حالة ضيق، وربما يتطور الأمر لعقاب الطفل اعتقادا منها أن الموقف سينتهي، لكنها تفاجأ بأن اللامبالاة تزداد وتتعقد الأمور أكثر.

اللامبالاة التي يمارسها الطفل بحقك، تكون بشكل أساسي نتيجة لطريقة تعاملك مع أخطائه.

تقول مروة “قد يخطئ الطفل لأسباب متعددة، منها النسيان، أو عقابا لك على إساءة معاملته، أو لانشغالك عنه، أو لأنه يعلم الصواب ولا يستطيع تنفيذه، وبعد تحدثك معه وتوجيهه أكثر من مرة، يكرر الخطأ نفسه وأحيانا عن عمد، فيصبح العقاب هو الحل، ومع تكرار الخطأ والعقاب يتحوّل الطفل إلى شخص غير مبالٍ، بل يدفعه إلى التعمد والتحدي السافر في تكرار الأخطاء بلا أي مبالاة”

التربية هي الهدف

اللامبالاة نتيجة لكل أخطاء التربية، عليك التفكير في أساس التربية والهدف منها، واتباع تلك النصائح:

+ لا تعاقبيه أبدا

حتى لا يتحول طفلك إلى شخص غير مبالٍ، لا تعاقبيه أبدا مهما أخطأ، سواء بالضرب أو الصراخ أو الحرمان، العقاب دائما يأتي بنتائج عكسية.

ضعي أمامك دائما أن الهدف هو التربية وليس العقاب، ويتحقق الهدف عندما يدرك الطفل عواقب أفعاله، عندما يتعلم أن المكسور لا ينصلح وأن عليه تنظيف بقايا ما سكب، وأن السرقة تجعل الآخرين يشعرون بالحزن.

+ كوني معه

لا تنشغلي طوال اليوم بالعمل أو تصفح الهاتف أو متابعة الشاشات، يفتقدك طفلك لذلك قد يتعامل معك بلامبالاة ويتعمّد الخطأ. اقضي بعض الوقت سويا، سواء في اللعب أو التحدث أو الخروج.

+ راجعي سلوكياتك

هل تهتمي بكل ما يقوله أو يفعله أم أحيانا لا تبالي أو تكترثي بما يفعله؟ يتعلم طفلك منك ويحاكي تصرفاتك ويطبقها عليك.

+ لا تكثري من النهي

قد تفقد “لا” قوتها إذا أكثرت منها، قبل أن تقولي “لا” اسألي نفسك كيف يمكن أن يتحول الموقف لصالح الطفل؟ كيف يمكن أن تضيفي أو تزيلي بضعة عوامل حتى يمكنك قبول طلب طفلك، ولا تدفعيه نحو الرفض المتكرر وعدم الاكتراث؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *