مجتمع

مختص: انتزاع الاعتراف بأضرار التدخين لم يكن سهلا.. وأرقامه بالمغرب غير واقعية (فيديو)

قال الدكتور والمتخصص في طب الإدمان، هشام خرمودي، إن الحديث عن أضرار التدخين لم يأت من فراغ وليس بالأمر السهل، بل مر من معارك طويلة، منبها إلى خطورة التدخين على المراهقين والنساء، مشيرا إلى أن الأرقام والإحصائيات التي تصدر بالمغرب عند كل مناسبة في الموضوع، غير واقعية.

وأوضح الدكتور خرمودي، في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، أن إظهار أضرار التدخين المتعددة لم يأت من فراغ، لأن منذ اكتشاف نبتة التبغ، في القرن 15، تم التسويق لها واستغلالها لكونها تجارة مربحة منذ ذلك العصر وإلى اليوم، لدرجة أن العديد من الفلاسفة المفكرين والأدباء كان تغزلو بالنشوة التي تحدثها هذه النبتة.

وأضاف المتحدث في ذات اللقاء، أنه حملات التحسيس مكنت من انتزاع اعتراف العالم، والإجماع على أن للتبغ أضرار خطيرة، سواء على صحة الأفراد أو على الأنظمة الصحية، وعلى الدول أيضا.

وتفاعل خرمودي، مع الإحصائيات التي صدرت بمناسبة اليوم العالمي بدون تدخين، والتي ذكرت بأن نسبة المدخنين في المغرب، تراجعت خلال الألفية الثالثة، وتقلصت إلى قرابة النصف خلال سنة 2020 مقارنة مع سنة 2000، بالقول إن “مجمل الأرقام التي تصدر، بعيدة كل البعد عن الواقع، هي أرقام تصدر فقط لضرورة إصدارها لا غير”.

وزاد أن طبيعة هيكلة المنظومة الصحية، إضافة إلى تخلينا عن المقاربة التشاركية وتحسيس كل الفاعلين في القطاع الصحي بخطورة هذا الوضع، “يجعلنا نخوض دائما في أرقام لا تمت بصلة للواقع”.

واسترسل، أن دولا قريبة من المغرب، تشهد تقدما جيدا في مجال رصد وتتبع حالات التدخين، ويمكن الاستفادة منها، مستدركا قوله، “أجد نفسي عاجزا عن تقديم تفسير لماذا لا نتبنى اختيارات مثل هذه”.

هذا ونبه المتخصص في طب الإدمان، لخطورة التدخين، خاصة عند المراهقين ذكورا وإناثا، وعند النساء، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية وصفت التدخين عند النساء بالتهديد الذي يواجه العالم حاليا.

أما بخصوص المراهقين، فيوصي خرمودي بضرورة القيام بدراسات وحملات وقائية من أجل إبعادهم على مخاطر التدخين، لسببين جد خطيرين، أولهما، لمحاربة ما هو شائع؛ كون المراهق لا يصل لمرحلة الإدمان إلا بعد مدة طويلة من الممارسة، في حين أن الدراسات العلمية أبانت أن التعاطي مع التدخين منذ الوهلة الأولى يضعه في مراحل الإدمان.

والسبب الثاني، هو كون تعاطي المراهق في سن المراحل المبكرة للتدخين، يفتح المجال أمامه من أجل الوقوع مستقبلا في تعدد الاستعمالات، والتعاطي لمخدرات أخرى بدرجة أقوى، وستتطور وتفتح الباب أمام مصراعيه لتناول المخدرات الصلبة أو الكوكايين وغيرها من المواد الخطيرة، وبهذا يصبح العلاج والتعافي أمرا صعبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *