مجتمع

“مدينة المستقبل” بمراكش غارقة في الظلام منذ شهور وتجاهل لمطالب التدخل

في “مدينة” تامنصورت التي يطلق عليها اسم “مدينة المستقبل”، والتابعة ترابيا للجماعة القروية حربيل بإقليم مراكش، تعيش مجموعة من الأحياء وسط ظلام دامس منذ شهور عدة، وسط تجاهل لمطالب الساكنة بصيانة الإنارة العمومية ومراسلات الجمعيات الحقوقية لمختلف المسؤولين في هذا الصدد.

وتعاني المدينة التي تم تدشينها قبل 17 سنة، من عدة مشاكل في البنية التحتية أبرزها غياب الإنارة العمومية في مجموعة من الأحياء وانقطاع الماء الصالح للشرب في بعض الفترات خصوصا في فصل الصيف، إضافة إلى مخاطر المقطع الطرقي الذي يربطها بمدينة مراكش الذي يشهد حوادث سير بشكل شبه يومي جراء تهالك الطريق وغياب الإنارة في المقطع الرابط بين محطة التصفية ووادي تانسيفت التابع ترابيا لجماعة مراكش.

وفي هذا الصدد، راسلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة كل من والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، وباشا مدينة تامنصورت، ورئيس مجلس جماعة حربيل، والمدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومدير مؤسسة العمران بتامنصورت.

وأثارت الجمعية في مراسلتها، انتباه المسؤولين المذكورين إلى “حالة الظلام الذي تعيشه مجموعة من الأشطر بمدينة تامنصورت وأهم التجمعات السكانية بجماعة حربيل خصوصا دواوير القايد آيت مسعود الزغادنة آيت علي آيت واعزو الغشيوة”.

وقالت الجمعية في المراسلة التي حصلت جريدة “العمق” على نسخة منها، “قد اعتقدنا أن التحركات الأخيرة لمجموعة من المصالح بالمدينة سيؤدي إلى معالجة المشكل ورفع الضرر عن ساكنة الأحياء التي تشكوا الظلام، لكن الواقع يؤكد اتساع دائرة سيادة الظلام وافتقاد الإنارة العمومية بعدة أحياء متفرقة في المدينة، بكل من الشطر الثامن والثالث و الشطر السابع، و الشطرين السادس والخامس وأجزاء من الشطر الثاني والرابع واقامة  الياسمين وحديقة الجوامعية وبالشارع الرئيسي بين مقر إدارة العمران ومشروع مدينة المهن والكفاءات بالحرمل وحديقة الشطر السادس وحديقة الشطر الخامس (العمران)”.

وأبرزت أنه سبق لها توجيه مراسلتين للمسؤولين المذكورين، وذلك بتاريخ 15 دجنبر 2020 و05 أبريل 2022، بخصوص الحالة التي “تثير سخطا في صفوف المواطنات والمواطنين ويخلق نوعا من الركود الاقتصادي بالمدينة”، مطالبة بـ”التدخل الفوري لمعالجة هذا المشكل حفاظا على حق الساكنة في التنقل والأمن، وتفاديا لوقوع حوادث أو كل ما من شأنه المس بحقوق السكان”.

وشددت على أن “انقطاع الإنارة العمومية أرق سكان مدينة تامنصورت، المسماة مدينة المستقبل فور الإعلان عنها، مشكل سبق لها بشأنه مراسلة المصالح المعنية عدة مرات دون أن يجد طريقه للمعالجة الجذرية”، متابعة “فقد كانت تلك المصالح تصدر التصريحات عن قرب المعالجة الشاملة للمشكل، دون أن تقرن القول بالفعل وتكتفي بترقيع الشبكة المتضررة المحدثة منذ 17 سنة تاريخ تدشين المدينة”.

وأشرت الجمعية الحقوقية أن الوضع المذكور “بات يخلق لدى الساكنة الإحساس بانعدام الأمان، مع تنامي ظاهرة السرقة والنشل وتحول المنطقة إلى مرتع للمدمنين والمنحرفين وعصابات سرقة أسلاك الهاتف وأغطية بالوعات الصرف الصحي وسطوة الكلاب الضالة وانتشارها بشكل ملفت للنظر”.

وأضافت “وفي حالة  التبليغ عن الأعطاب المتكررة يتفاجأ السكان بالتماطل وانقطاع الإنارة بصفة نهائية واختفاء تجهيزات مجموعة من المحولات الكهربائية بعدة أشطر وتخصيص محولات لأكثر من تجمع سكاني مما يضعف شدة التيار”.

ووقفت الجمعية الحقوقية، حسب المراسلة ذاتها، على ما اعتبرته “استمرار تجاهل مجلس مدينة مراكش لخطر انعدام الإنارة العمومية بالمقطع الطرقي الخطير بين محطة التصفية العزوزية وقنطرة واد تانسيفت بشكل كلي التابع له إداريا، وتضرر عشرات الأعمدة في اتجاه تامنصورت عبر الطريق الوطنية رقم 7″.

وطالبت بـ”تمكين المدينة من بنية تحتية لائقة بتقوية الشبكة الكهربائية وإعطاء الإنارة العمومية ما تستحق من اهتمام في مجالات التعميم والصيانة والإصلاح والمراقبة الدائمة، في احترام للمعايير العلمية والتقنية المعمول بها في مجال التهيئة الحضرية بعيدا عن الحملات الموسمية والمناسباتية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *