مجتمع

القنطرة المرابطية تعاني التخريب والتهميش ووزراة بنسعيد تكتفي بـ”إبداء الرأي”

القنطرة المرابطية بمراكش

بالرغم من إثارة الموضوع في أكثر من مقال وأزيد من خبر، سواء على جريدة “العمق” أو غيرها من المنابر الوطنية، مازالت أقدم قنطرة بالمغرب تعاني التهميش والتخريب ومجموعة من السلوكات التي تهدد سلامتها واستمرارها، في الوقت الذي أكدت وزارة الثقافة والشباب والتواصل باكتفائها بـ”إبداء الرأي”، وأنها تفكر في “تصنيفها ضمن المعالم الأثرية”.

وعن مكانة القنطرة الواقعة على وادي تانسيفت، يقول الوزير الأسبق مولاي امحمد الخليفة في مقال سبق نشره على جريدة “العمق”، “هذه القنطرة بكل جلالها، وعبق تاريخها، وهندستها الأخاذة.. استحقت أن تكون البوابة الطبيعية والمنفذ الوحيد لمدينة مراكش عبر كل أزمنة هذه المدينة الخالدة.. قنطرة وادي تانسيفت الوحيدة بالمغرب التي يكاد عمرها يناهز الألف سنة، إذ يعود تاريخ تشييدها إلى عهد الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين، وأعيد ترميمها للحفاظ على هندستها الرائعة في العصر الموحدي بعد الفيضان الطوفاني الذي كان قد دمر جزءا منها”.

إقرأ أيضا: شيّدها المرابطون.. أقدم قنطرة في المغرب تستغيث من الإهمال والتخريب (1/2)

وفي الوقت الذي تعالت مجموعة من الأصوات منها أجانب مقيمون بالمغرب داعية إلى إنقاذ القنطرة من الانهيار والتصدع وإعطائها المكانة المستحقة، قال وزير الثقافة والشباب والتواصل “إن المصالح التابعة لقطاع الثقافة بجهة مراكش آسفي بصدد إعداد ملف تقييد هذه المعلمة ضمن المعالم الأثرية الوطنية، كما تمت المساهمة في تأطير بعض الأبحاث والدراسات حول القنطرة لفائدة الباحثين في المجال بجامعة القاضي عياض”.


وعن مستوى اهتمام الوزارة بالقنطرة المشيدة سنة 1170 ميلادية، يقول الوزير في جواب على سؤال كتابي للمستشار البرلماني المصطفى الدحماني، “سبق لقطاع الثقافة أن ساهم بإبداء رأيه في بعض الأبحاث والدراسات التقنية والهندسية التي قامت بها وزارة التجهيز والنقل للقنطرة التاريخية من أجل إعادة الاعتبار لهذه المعلمة التي تشكل إحدى رموز المدينة”.

إقرأ أيضا: شيّدها المرابطون.. أقدم قنطرة في المغرب تستغيث من الإهمال والتخريب (2/2)

وقال بنسعيد عن القنطرة المهددة بمرور شاحنات الوزن الثقيل من فوقها، “تعد صلابة هذه القنطرة خير دليل على البراعة والإتقان المعتمدان في بنائها، وأغلب الظن أنها كانت تتكون في عهد الدولة الموحدية من 15 قوسا، ونظرا لاتساع مجرى الوادي أضيفت لها أقواس أخرى، ليصل عددها خلال حكم السلطان العلوي المولى سليمان في القرن التاسع عشر إلى 21 قوسا”.

وأوضح “أن حركة التنقل المفتوحة حاليا عبر هذه القنطرة هي مؤقتة، وتشمل فقط الذهاب من مراكش على أن الرجوع يكون انطلاقا من القنطرة الحديثة المجاورة التي كانت تتكفل سابقا بالمرحلتين – الذهاب والعودة – إلا أن بعض الميلان في الممر المعاكس هو الذي دفع إلى فتح القنطرة التاريخية في وجه حركة النقل”.

وأضاف “ويتم حاليا بناء وتهيئة قنطرة جديدة أخرى غير بعيد عن القنطرة التاريخية، وذلك في إطار المشروع الملكي مراكش الحاضرة المتجددة، مما سيساهم لا محالة في تسهيل حركة التنقل من وإلى خارج مراكش”.

اقرأ أيضا: عمرها تجاوز 9 قرون.. تدنيس أقدم قنطرة في المغرب بمخلفات البناء والأتربة

وكانت جريدة “العمق” قد سلطت الضوء في أكثر من مرة عن التهميش الذي تعانيه القنطرة المذكورة، سواء بسبب سوء الاستعمال والسماح للمركبات الثقيلة الوزن من المرور فوقها، وكذا بغلق مداخلها من الجهتين طيلة فترة جائحة “كورونا”، بركام الأتربة ومخلفات البناء مما يسيء إلى جماليتها ومكانتها دون أي تدخل من ولاية جهة مراكش آسفي أو من مصالح وزارة الثقافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *