فريدة من نوعها بالمغرب..استغلال “غير قانوني” لقنطرة طبيعية مصنفة يسائل سلطات أزيلال

تعاني قنطرة امينفري المتواجدة على بعد حوالي 6 كيلومترات عن مدينة دمنات والتي تدخل ضمن الفضاءات المميزة للمتنزه الجيولوجي امكون، المصنف عالميا من طرف منظمة اليونسكو، (تعاني) من الاهمال من طرف القائمين على شؤونها وعدم اتخاذهم إجراءات لحمايتها من الانهيار الذي يتهددها بفعل سلوكيات بعض الأشخاص.
ولعل أبرز الممارسات التي تضر بهذه القنطرة الطبيعية الفريدة من نوعها بالمغرب هي إقامة أكشاك فوقها، وهو الأمر الذي استنكره فاعلون منذ بداية الأشغال.
وقال متتبعون في تصريحات لجريدة العمق إن السماح بإقامة مثل هذه الأكشاك فوق القنطرة هو بمثابة إعلان لبداية نهاية هذه المعلمة الجيولوجية التي يقصدها زوار من مختلف مناطق العالم، بسبب حرمان أحجارها الكلسية من المياه.
وفي تصريح سابق لجريدة العمق، قال رئيس جماعة تفني، عبدالمالك مروان، الذي تقع القنطرة تحت نفوذه الترابي إن مسألة الاكشاك موروثة عن المجلس السابق، مؤكدا على أن مدة الكراء القانونية للمستغل الحالي تنتهي شهر ماي 2022.
وأكد الرئيس الحالي ضمن تصريحاته أن الجماعة ستعمل على إحداث منطقة خضراء فوق القنطرة ولن تسمح بتكرار ما حدث، حماية للقنطرة المصنفة ضمن التراث الثقافي الوطني الواجب المحافظة عليه وفق ظهير 19 مارس 1949 الموافق لـ 18 جمادى الأولى 1368.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر العمق، إن الجماعة رفضت مؤخرا تسلم السومة الكرائية من المكتري والمحددة في 3100 درهم شهريا للمحلات الثلاثة، بسبب انتهاء مدة العقد، مؤكدة على أن تواجد المكتري حاليا في هذا المكان هو تواجد مخالف للقانون.
وقالت المصادر إن الجماعة أنذرت المكتري يناير الماضي بأنها لا تنوي تجديد عقدها معه، مؤكدة على أنه يستغل مساحة أكبر من تلك التي قام بكرائها من طرف الجماعة.
وأوضحت أن المساحة التي قامت الجماعة بكرائها لا تتجاوز 34 متر مربع، في حين أن المساحة التي تستغل الآن هي أكثر من ذلك بكثير، وفق تعبير مصادر العمق.
المصادر التي تحدثت إلى جريدة العمق قالت إن الجماعة ستضطر إلى المسطرة القضائية إذا لم تتخل السلطات لإنهاء هذا الوضع الذي يضر بالقنطرة ويضر أيضا بالسياحة في هذه المنطقة.
وتساءل مواطنون عن دور السلطات التي غضت الطرف عن كل هذه الخروقات طيلة هذه السنوات، أم أن القانون يطبق فقط عندما يتعلق الأمر بالمهمشين، وفق تعابيرهم.
وأضافوا أن إهمال قنطرة امنفري التي تشكلت عبر ملايين السنين بفضل تفاعلات مياه العيون المالحة مع المكونات الجيولوجية للصخور المحيطة بها سيبقى وصمة عار في جبين كل المسؤولين الذين تركوها تموت دون تدخل يذكر، على حد أقوالهم.
تعليقات الزوار
ما عندكم حتى صورة وحدة تديرها مع المقال