منوعات

يمكنها التحدث بصوت شخص ميت .. أليكسا تطور ميزة جديدة أثارت جدلا أخلاقيا بين الخبراء

أن تتصفح صور شخص محبوب قد مات استقد في ثقافة البشر، وأصبع عادة قديمة داخل الأسر، وتكون له عادة نتائج إيجابية تحيي لدى الأحياء ذكريات جميلة تربطهم بمن رحلوا. وتطورت هذه الثقافة عاكسة الثورة التقنية التي عرفها مجال التوثيق، وأصبح بإمكان الأحيا مشاهدة مقاطع فيديو بالألوان، والاستماع إلى مقاطع التسجيل الصوتي لمن رحلوا من محبيهم.

لكن الذي تطرحه شركة أمازون اليوم مختلف تماما عن كل هذا، فالأمر لا يتعلق بتسجيل يمكن إعادة مشاهدته أو الاستماع إليه، بل بميزة جديدة أضافتها لجهاز المساعدة الافتراضية “أليكسا” والذي يمكن أن يتجاوب مع مستخدميه بلغة شخص قد مات.

إعلان شركة أمازون عن الابتكار الجديد الذي تم فيه توظيف الذكاء الاصطناعي، أثار موجة من الانتقادات، ووصف بالمرعب، لكنه أيضا أثار جدلا أخلاقيا لدى الخبراء، حول سوء استخدام تلك الإمكانية من جهة، وعدم موافقة الميت من قبل من جهة ثانية.

إليك التفاصيل.

“أليكسا” بصوت الميت

أعلنت شركة أمازون، حسب قناة الحرة، أنها ستتيح ميزة جديدة في جهاز المساعد الافتراضي “أليكسا” تتمثل في إمكانية التحدث بصوت شخص رحل عن الحياة، بحسب ما نقل موقع “إن بي أر”.

وحسب نفس المصدر، قال النائب الأول لرئيس شركة أمازون كبير العلماء في “ألكيسا”، روهيت براساد، بمؤتمر في لاس فيغاس، الأربعاء، “بينما لا يمكن للذكاء الاصطناعي القضاء على ألم الفقد، فإنه بالتأكيد يمكن أن يجعل ذكرياتهم تدوم”.

وأضاف براساد أن النظام المحدث سيكون قادرا على جمع بيانات صوتية كافية من خلال مقطع لمدة دقيقة واحدة من صوت الشخص المتوفي حتى يمكن تفعيله على “أليكسا”.

ولم يوضح براساد متى يمكن إطلاق هذه الميزة. ورفضت أمازون التعليق على جدول زمني.

وتابع: “نحن نعيش بلا شك في العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت أحلامنا وخيالنا العلمي حقيقة واقعة”.

و”ألكيسا” هو جهاز مساعد افتراضي طورته شركة أمازون الأميركية ويعمل على غرار “سيري” في أجهزة آبل و”غوغل أسيستانت” في أجهزة أندرويد، حيث يوفر “أليكسا” إجابات للمستخدمين من خلال سؤاله بلغات مختلفة، بالإضافة إلى تشغيل الموسيقى وقراءة الأخبار وغيرها من الميزات.

ردود فعل رافضة ومنتقدة

ومع صفة الميزة التي أعطيت للخدمة الجديدة لأليكسا، تراوحت ردود الفعل بشأن هذه الميزة على موقع تويتر من “المخيفة” إلى “المروعة”، فيما رفضها آخرون تماما.

وأعرب العديد على الإنترنت عن عدم ارتياحهم لميزة تعيد صوت شخص في عداد الأموات.

على وجه الخصوص، زاد الجدل بين الخبراء والباحثين حول ما يُعرف باسم التزييف العميق في الفيديو أو الصوت الذي يتم تقديمه باستخدام الذكاء الاصطناعي لجعله يبدو كما لو أن شخصا ما فعل أو قال شيئا لم يحدث أبدا.

وقال أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة ولاية أريزونا، سوباراو كامبهباتي، إنه يأمل أن تعرض أمازون عرضًا توضيحيا لأداة تكرار الصوت تجعل من الجمهور يقظا لاستخدام الأصوات الاصطناعية في الحياة اليومية

وأضاف: “بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالحزن، قد يساعد ذلك في الواقع بنفس الطريقة التي ننظر بها إلى الوراء ونشاهد مقاطع فيديو للأشخاص الراحلين. لكن هذا يأتي مع قضايا أخلاقية خطيرة”

وتساءل: “هل من المقبول القيام بذلك دون موافقة الشخص المتوفى؟”

ما هو بالضبط اليكسا؟

حسب موقع (ar.android-mod.) تعتبر أليكسا Alexa خدمة ذكاء اصطناعي (AI) تدعمها البنية التحتية للحوسبة السحابية الواسعة في أمازون. تم الكشف عنها للعالم في أواخر عام 2014 عندما قدمت أمازون مكبر صوت Echo الذكي من خلال تقديم دعوة فقط لمشتركي Prime، وتم طرحها على الجمهور العام في الولايات المتحدة في العام التالي.

وحسب نفس المصدر، يتوفر Alexa و Echo حاليًا في أكثر من 40 دولة حول العالم، مع اعتبار البرازيل أحدث إضافة في أواخر عام 2018. في أوائل عام 2019 ، أبلغت Amazon عن وجود أكثر من 100 مليون جهاز ذكي ممكّن لـ Alexa في جميع أنحاء العالم – من مكبرات صوت Echo من الطرف الأول إلى أجهزة خارجية.

ويدقق الموقع أنه لا يزال الكثير من الخلط بينه وبين الاختلافات بين اليكسا وصدى موضحا أن أليكسا هي خدمة AI ، في حين أن Echo هو الجهاز الفعلي الذي يستخدمه الشخص للتفاعل مع Alexa. بعبارة أخرى، يشبه Alexa الإنترنت، ويشبه Echo الكمبيوتر المحمول.

وحسب المصدر ذاته يمكن للمستخدمين الاستفادة من قدرات Alexa من خلال إصدار أوامر صوتية للأجهزة “الذكية” مثل مكبر صوت Echo من أجل تحقيق النتائج المرجوة. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من Alexa تشغيل الموسيقى، وتوفير النتائج الرياضية، والتحقق من تحديثات الطقس أو الأخبار، وأتمتة منزلهم وتأمينه، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وأكثر من ذلك بكثير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *