منوعات

إليك المباراة التي عرفت أكبر عدد من البطاقات الحمراء في تاريخ كرة القدم

قبل أزيد من نصف قرن عن اعتماد البطاقة الحمراء في مباراة كرة القدم، كانت هذه الأخيرة مسرحا للعنف الذي يصل حد إحداث جراح وكسور خطيرة باللاعبين.

ولعب نظام البطاقات التي يشهرها الحكم دورا كبيرا في تلطيف لعب أكثر الرياضات شعبية في العالم، وبحكم نتائجها الآنية سمح استخدام البطاقة الحمراء في تراجع العنف بشكل كبير.

ويشير إشهار البطاقة الحمراء ضد لاعب أو أكثر إلى أنه طُرد ببطاقة حمراء ولا يستطيع بذلك إكمال المباراة، حسب ويكيبيديا، كما أن الطرد يمتد إلى إيقاف اللاعب للمباراة التالية أو عدة مباريات وذلك بحسب قرار الحكم أو بحسب لوائح وقوانين كل بطولة، كما أنه لا يسمح بأن يدخل مكانه بديل آخر لأنه مطرود من الملعب.

فما هي وتيرة إشهار تلك البطاقات الحمراء؟ وما هي المباراة الأكثر إشهارا لأكثر بطاقة ترهب اللاعبين؟

كانت المباراة معارك عنف بامتياز

في بعض الأحيان، حسب الجزيرة نت، تعرف مباريات كرة القدم خروج الأمور عن السيطرة، ولا يبقى للحكم الكثير من الخيارات سوى مدِّ يده إلى جيبه وإخراج البطاقة الحمراء.

وحسب نفس المصدر، ذكر موقع “بلانيت فوتبول” (planetfootball) الأميركي -في تقرير له- أنه في حالة الفوضى أو حدوث شجار، فإن بطاقة حمراء للاعب من كل جانب قد تكون كافية لتهدئة الأمور، لكن في بعض الأحيان قد يضطر الحكم إلى طرد عدة لاعبين، وهو ما قد يصل إلى حدّ توقيف المباراة.

يوضّح الموقع أن البداية تكون من الحدث الأهم في كرة القدم، كأس العالم، حيث شهدت النسخ الأولى مقابلات وُصفت بأنها معارك حقيقية، إذ عرفت مباراة البرازيل والمجر في مونديال سويسرا 1954 شجارا عنيفا، حتى أن هناك لاعبين أصيبوا بكسور، وسميت بـ”معركة برن”، نسبة إلى المدينة السويسرية التي احتضنت اللقاء.

غير أن طرد اللاعبين وقتها كان دون البطاقات الحمراء التي لم يبدأ استخدامها إلّا عام 1970، ولهذا جاء الرقم القياسي للبطاقات الحمراء في مقابلة واحدة في كأس العالم بعد ذلك بوقت كبير. ففي مونديال ألمانيا 2006، عرفت مباراة الدور الثاني بين هولندا والبرتغال إشهار الحكم 16 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء، وذلك بعد سلسلة من الأخطاء والاعتداءات.

سابقة في إنجلترا

وعلى صعيد الأندية، في فبراير/شباط 1997، حسب نفس المرجع، عرفت إحدى مباريات الدرجة الثالثة في إنجلترا بين فريقيّ “بلايموث” و”تشيسترفيلد” طرد لاعب من بلايموث بسبب اعتدائه بكلتا قدميه على لاعب خصم، مما دفع الحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء، لكن الأمور خرجت عن السيطرة بعد اندلاع مشاجرة جماعية، مما جعل الحكم يطرد 4 لاعبين، لتصبح الحصيلة 5 بطاقات حمراء لأول مرة في إنجلترا.

كما شهدت إحدى مباريات الدوري الفرنسي بين باريس سان جيرمان ومرسيليا، في سبتمبر/أيلول 2020، رفع 14 بطاقة صفراء و5 بطاقات حمراء، بسبب مشاجرة جماعية كذلك اندلعت في نهاية المقابلة بسبب عبارات عنصرية مزعومة تلقّاها نيمار من لاعب منافس.

لكن يبقى أكبر عدد من البطاقات الحمراء عرفتها مباراة في الدرجات الأولى في أوروبا، هي تلك التي حدثت في الدوري الإسباني في ديربي برشلونة ضد جاره إسبانيول، حيث طرد الحكم 6 لاعبين. وفي إسبانيا أيضًا، لكن في الدرجة السادسة، بلغ عدد البطاقات الحمراء 3 أضعاف بطاقات ديربي برشلونة، حيث شهدت مقابلة “ريكرياتيفو لينينسي” ضد “سالاديو دي ألجيسيراس” في 2009، رفع 19 بطاقة حمراء، وحقّق الحكم حينها رقما قياسيا جديدا، لكن تبيّن لاحقًا أن هناك إحصاءات أخرى في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

ففي إحدى مباريات دوري المجموعات من كأس أميركا الجنوبية (ليبرتادوريس) 1983، بين “غريميو” البرازيلي و”إستوديانتيس” الأرجنتيني، قام الحكم بطرد 4 لاعبين جميعهم من فريق إستوديانتيس، مما جعله يكمل المباراة بـ7 لاعبين فقط -وهو الحدّ الأدنى القانوني المسموح به- ومع ذلك تمكّن من تعديل النتيجة بعد أن كان منهزما 3-1.

وعاد فريق غريميو نفسه ليشارك في مهرجان آخر من البطاقات الحمراء، في المنافسة نفسها، لكنه كان هذه المرة ضحية مناصفةً مع الفريق البرازيلي الآخر إنترناسيونال، بحصيلة 8 بطاقات حمراء، 4 لكل فريق، بسبب شجار استمر 10 دقائق كاملة.

انفراد لأميركا الجنوبية

ومع ذلك، هناك رقم أكبر من تلك الحصيلة. ففي عام 1971، شهدت مباراة “بوكا جونيورز” الأرجنتيني ضد “سبورتينغ كريستال” البيروفي، في كأس ليبرتادوريس أيضا، شجارا عنيفا أسفر عن توزيع الحكم 19 بطاقة حمراء، ونجا من الطرد 3 لاعبين فقط من الموجودين في القائمة التي بدأت المقابلة، لأنهم غادروا الميدان ولم يشاركوا في هذا الشجار.

هذه الحصيلة متساوية مع البطاقة الحمراء التسع عشرة السابقة الذكر التي حدثت في إسبانيا، غير أنها ليست الحصيلة الكبرى بعد. ففي عام 1993، تحوّلت مباراة بين “سبورتيفو أميليانو” و”جنرال كاباييرو” في دوري الدرجة الثالثة في الباراغواي، إلى معركة جماعية، طرد الحكم خلالها 20 لاعبًا، مما يجعلها الحصيلة الكبرى إلى غاية الآن.

لكن، بالرجوع إلى ما قبل اعتماد البطاقات الحمراء، وبالضبط في 20 يونيو/حزيران 1954، شهدت مقابلة في الدوري البرازيلي بين فريقيّ “بوتافوغو” و”بورتوغيزا” شجارًا شارك فيه جميع اللاعبين، مما دفع الحكم إلى طرد جميع اللاعبين الـ22، لكن دون إشهار البطاقة وقتها.

وفي عام 2011، تم تحطيم هذين الرقمين أيضا، إذ بدأت مباراة في الدرجة الخامسة الأرجنتينية بين فريقيّ “كلايبول” و”فيكتوريانو أريناس” بطرد لاعبَين اثنين قبل نهاية الشوط الأول، غير أن الشوط الثاني عرف اندلاع حالة من الفوضى وساءت الأمور أكثر حين خاض جميع اللاعبين -بمن فيهم الموجودون على مقاعد البدلاء والمدربون- في موجة من الركل واللكم، مما جعل الحكم يطرد جميع اللاعبين الـ20 المتبقين على أرض الملعب، بالإضافة إلى 14 لاعبًا ومدربّا، لتكون الحصيلة الإجمالية 36 بطاقة حمراء، وهو رقم قياسي قد يصعب تحطيمه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *