مجتمع

حرائق الغابات تستمر بإقليم العرائش وتقترب من ضريح “عبد السلام بن مشيش” (صور)

تستمر النيران في التهام الغابات بضواحي إقليم العرائش، حيث اندلع حريق جديد، اليوم الإثنين، بغابة قرب ضريح “مولاي عبد السلام بن مشيش” الشهير، وسط مخاوف من توسع رقعة الحريق بعد أيام قليلة من إعلان السلطات السيطرة التامة على مختلف الحرائق التي اندلعت بالشمال.

وأفادت مصادر محلية بعين المكان لجريدة “العمق”، بأن الحريق اندلع اليوم بمحاذاة مركز جماعة تزروت، حيث يتواجد ضريح “مولاي عبد السلام بن مشيش” الذي يقصده الزوار من مختلف المدن.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن فرق الإطفاء وصلت إلى عين المكان، قبل لحظات، من أجل العمل على تطويق الحريق ومنع انتشاره إلى الدواوير المجاورة.

وأول أمس السبت، اشتعلت النيران في غابة دوار “‏صخرة القط أهل سريف‏” بجماعة تطفت قبيلة “آل سريف” بإقليم العرائش، بعد أيام قليلة من إطفاء الحريق الذي ضرب المنطقة ذاتها ودمَّر آلاف الهتكارات في المنطقة وتسبب في احتراق مئات المواشي والمنازل وإجلاء آلاف الأشخاص.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد كشف أن الحرائق التي شبت بعدد من غابات شمال الممكلة، تمت السيطرة عليها، بعدما ألحقت أضرارا بما يناهز 10560 هكتار من الغابات، وذلك بكل من أقاليم العرائش ووزان وتازة والحسيمة وتطوان وشفشاون.

وأوضح بيتاس أن السلطات تمكنت من السيطرة على جميع بؤر الحرائق، والحفاظ على ممتلكات الساكنة وسلامتهم، بفضل كفاءة فرق التدخل وتعبئة الموارد البرية والجوية.

واعتبر بيتاس في ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي، يوم الخميس، أن هذا الرقم لا يخيف نظرا كون الغابات تتميز بإمكانية التجديد العضوي، وفق تعبيره، مبرزا أنها قد تعود لحيويتها بعد سنة أو سنتين في حالة بقاء جذور الأشجار على قيد الحياة.

وشاركت مختلف السلطات من أجل السيطرة على تلك الحرائق، وذلك بأزيد من 2000 عنصر من المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية والإنعاش الوطني، إلى جانب السكان المتطوعين.

وخلال عمليات الإطفاء، تمت الاستعانة بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع، كما تمت الاستعانة خلال هذه العمليات بـ5 طائرات “كنادير” و8 طائرات من نوع “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي.

وأمس السبت، تم الشروع في عملية توزيع الأغنام والماعز على المتضررين من حرائق الغابات بأقاليم الشمال، حيث انطلقت بجماعة تطفت بإقليم العرائش إجراءات التنزيل الفعلي للتدابير الاستعجالية التي جاءت تنفيذا للتعليمات الملكية من أجل الحد من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي والغابات ودعم الساكنة المتضررة منها.

وبحسب السلطات، فسيتم تنزيل هذه التدابير بشكل تدريجي على المديين القريب والمتوسط، حيث انطلقت اليوم عملية توزيع الأغنام والماعز على المتضررين من حرائق الغابات، على أن تتواصل العملية الأسبوع المقبل بتوزيع الشعير المدعم، ثم بعد ذلك تسليم خلايا النحل وشتائل الأشجار المثمرة، والقيام بعملية تشجير للمساحات الغابوية المتضررة.

جاء ذلك بعدما أشرف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الجمعة المنصرم، على مراسيم توقيع اتفاقية لتنزيل مجموعة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثير الحرائق التي اندلعت خلال شهر يوليوز الجاري، على النشاط الفلاحي ‏والغابات، ودعم الساكنة ‏المتضررة منها، خيث تصل كلفة تنزيل هذه التدابير إلى 290 مليون درهم.

وتهدف اتفاقية الإطار التي تأتي تفعيلا للتعليمات الملكية، إلى التخفيف من تبعات الحرائق الأخيرة على الساكنة المتضررة، منها اتخاذ مختلف التدابير على المدى القصير والمتوسط من أجل دعم الساكنة على تأهيل وترميم المنازل المتضررة التي تم إحصاؤها من طرف السلطات العمومية، والقيام بعمليات التشجير في الغابات التي دمرتها الحرائق وإعادة تأهيل ‏الأشجار المثمرة المتضررة من خلال إعادة تشجير حوالي 9330 هكتارا .

 

كما تهدف تعزيز وسائل الوقاية من الحرائق الجديدة ومكافحتها والتخفيف من الآثار الضارة للحرائق على مربي الماشية ومربي النحل بالمناطق المتضررة، مع تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية المتكاملة في المناطق المتضررة،‏ بالإضافة إلى خلق ألف فرصة ‏عمل إضافية لجهة طنجة تطوان الحسيمة موجهة لفائدة المتضررين وأفراد أسرهم للعمل في إطار برنامج أوراش.

ووقع على الاتفاقية الإطار كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس.

واعتبر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن فرق التدخل التابعة للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، تجندت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل إخماد الحرائق ومساعدة الساكنة المتضررة وحمايتهم وممتلكاتهم، كما ثمن أخنوش التعبئة الشاملة لمختلف المتدخلين الذين تعبؤوا من أجل السيطرة على الحرائق.

ودعا رئيس الحكومة مختلف المتدخلين إلى التنزيل الفوري للتدابير الاستعجالية بهدف التخفيف من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي ‏والغابات، ودعم الساكنة ‏المتضررة ‏من الحرائق التي اندلعت خلال شهر يوليوز 2022. ‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *