وجهة نظر

المغرب: البؤس السياسي.. من التسول إلى التغول

عرف المغرب تحولا في المشهد السياسي كان المنعطف فيه 08 شتنبر 2021م المحطة التي جمع مهندسو الانتخابات 3 استحقاقات مرة واحدة (جماعية – جهوية – تشريعية) بضربة (K.O) يسقط البيجيدي خارج الحلبة و خارج التاريخ، و تحلق الحمامة بكامل حريتها في كل شبر من الوطن لأن التصويت عقابي ضدا على حصيلة ولايتين وصفت عند الحزب الحاكم بالمشرفة و عند الشعب بالمخزية و العقيمة: تمرير قانون التعاقد – التقاعد – التطبيع – القنب الهندي (الكيف) – رفع الدعم عن المواد الاساسية – رفع الضرائب – الاقتطاعات – تراجع حقوقي خطير وصل حد الردة – وأد الربيع العربي بوعود كاذبة – ترسيم الساعة (GMT+1) – تحرير الأسعار…

وأمام هذا البؤس السياسي يظهر تاجر الدين في كل خروج إعلامي يبكي و يتسول شحاذ و مهرج لفظه المخزن قبل نهاية الحلقة (الفرجة) حاملا معه معاشين سمينين و سيارة فارهة و حماية شخصية و امتيازات لا تحصى مكافأة على الدور الذي لعبه بإتقان ليسدل الستار على حصيلة أو أداء حكومي مفلس. هي الفرصة التاريخية لحزب الحمامة لإصلاح أعطاب المركبة، لكن بعد مرور 100 يوم و في ائتلاف حكومي غير مسبوق من 3 أحزاب (الحمامة – البام – الإستقلال) لإطفاء حرائق “ذو المعاشين” -تاجر الدين- و في انتظار تدخل عاجل و حاسم و إصلاح ما أفسده البهلوان الذي أدخل المغرب نفقا ضيقا و مظلما و لم يخرج من قبعته حمامة و لا أرنبا بل وهما، و في انتظار و ترقب لشعاع أمل بعد ليل طويل متشح بالسواد، لكن ما أبشع الخيبة عندما استيقظ المواطن على مرارة الواقع الذي لا تغيير فيه في الأفق سوى أن الخنجر أدخل اكثر. ليتضح أن تاجرا آخر “تاجر محروقات” لا يعنيه من إصلاح المركبة شيء بل إغراقها و إعادة التربية لشعب يتم جلده بسادية مكشوفة، جلده بلهيب المحروقات و الأسعار و الإجهاز على أحلامه و إجهاض طموحاته المشروعة. لم يتسول مثل سابقه لكنه تغول و اتسعت دائرة أرباحه من: “الحليب و مشتقاته و الماء و الأوكسجين و المحروقات و الإلكترونيات و الضيعات الفلاحية” أرباحا وصفت بالخيالية، و تراكمت ثرواته بملايين الدولارات و أرصدة هائلة كتنين برؤوس متعددة، فما المتوقع من تاجر غير الدفاع عن امتيازاته و المحافظة على زيادة أرباحه في انتهازية مفضوحة، إلى أن نفذ صبر المغاربة الذين أبدوا سخطهم و تدمرهم عبر: #ارحل… فأي بؤس سياسي أعظم من انتقال المغاربة من التسول إلى التغول؟

في وقت كان المواطنون ينتظرون رفع سياط الظلم والقهر والتعذيب من قبل الحكومة الملتحية المتمترسة خلف الترسانة الأيديولوجية: “غرغري أو لا تغرغري – الأيادي النظيفة…” إذا بوضعهم الاجتماعي و الاقتصادي يزداد سوءا بعد سوء يهدد الأمن و السلم و الاستقرار النفسي و الاجتماعي و المعيشي لملايين المغاربة تحت عتبة الفقر.

من المفروض ألا تغيب الحلول أو تتعذر عن مغرب الفوسفاط و البحار و الثروات الهائلة من الذهب و الفضة والموارد الطبيعية و حجم الاستثمارات في الداخل و الخارج والضرائب الجمركية و تحويلات الجالية من العملة الصعبة والمانحين و القروض من صندوق البنك الدولي و السياحة ومقالع الرمال و اكتشاف حقول النفط في البر و البحر (بوذنيب – تندرارة – الصويرة…) من العار على تاجر الدين أو تاجر المحروقات في وطن كهذا أن يتم تدبير الأزمات من جيوب المواطنين من الاقتطاعات و الضرائب و ارتفاع الأسعار، و محاولة زعزعة استقرار المغرب الذي فتح على المجهول في احتقان اجتماعي و آلام و مآسي تنذر بما تنذر…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *