منوعات

تأثيرها عميق .. علماء يكشفون كيف تؤثر عادات بسيطة على الدماغ ووظائفه

تظهر العادات على أنها أنشطة نقوم بها بشكل تلقائي ودون مجهود فكري، وأنها بدون تأثير علينا. غير أن العلماء اكتشفوا أن العادات التي نقوم بها تترك في كل مرة بصمة سلبية أو إيجابية على أدمغتنا، وبالتالي على نمط حياتنا كله.

وبالطبع يختلف تأثير تلك العادات على أدمغتنا بحسب طبيعتها، وفي هذا الصدد أيضا تمكن العلماء من التمييز بين العادات التي لها تأثيرات إيجابية على أدمغتنا وتلك التي لها تأثيرات سلبية عليها.

وفي تقرير نشره موقع “إف بي. ري” (fb.ru) الروسي، ذكرت الكاتبة “كارداشوفا إنغا”، حسب الجزيرة نت، أن العلماء اكتشفوا العديد من العادات التي من شأنها تحسين نمط عيش الإنسان ومضاعفة إنتاجيته، وتوصلوا أيضا إلى بعض العادات التي تبين أن لها تأثيرا سلبيًا على الدماغ ووظائفه.

وفي التقرير التالي ذكر لبعض تلك العادات وطبيعة تأثيرها على نمط حياتنا وأدمغتنا.

نمط الحياة المستقر

قضاء أسبوع كامل دون ممارسة تمارين رياضية أو بذل مجهود بدني لا يؤثر على الصحة فحسب، بل يقلص أيضا من قدرة الدماغ على أداء وظائفه بشكل طبيعي. ويتجلى هذا التدهور في العجز عن القيام بالمهام اليومية المعتادة وضعف الذاكرة والانتباه.

وتجدر الإشارة إلى أن نمط الحياة المستقر من العوامل التي تضاعف خطر الإصابة بالأمراض كالاكتئاب وألزهايمر، بحسب الموقع.

العمل أثناء المرض

وأكدت الكاتبة إنغا على ضرورة البقاء في المنزل عند الشعور بالتعب والإرهاق أو الصداع أو الإصابة بنزلة برد.

حتى في ظل مواجهة بعض المشاكل الصحية، يفضل الكثير من الناس التوجه نحو العمل، متجاهلين تأثير ذلك على الصحة الجسدية والنفسية على حد السواء، وإمكانية حدوث مضاعفات كبيرة. لذا ينصح بالبقاء في المنزل واستئناف العمل فقط بعد التعافي.

السهر وقلة النوم

وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، قال الكاتب أوليفر وانغ إن مراجعة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة “اتجاهات علوم الأعصاب” (Trends in Neurosciences) حول التأثيرات العصبية طويلة المدى للحرمان من النوم لدى كل من الحيوانات والبشر، أشارت إلى أدلة متزايدة على أن قلة النوم تؤدي على الأرجح إلى تلف طويل الأمد في الدماغ، وزيادة خطر الاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.

ويبيّن الكاتب أن فترات الحرمان الشديدة من النوم ضارة بالصحة، فقد استخدم الأرق القسري لعدة قرون أداة عقاب وتعذيب.

وفي أول دراسة تجريبية عن الحرمان من النوم، نشرتها العالمة الروسية ماريا ماناسينا عام 1894، أُجبرت الجراء على البقاء مستيقظة من خلال التحفيز المستمر، وماتت في غضون 5 أيام. وعند فحص أجسادها بعد ذلك، لاحظت ماناسينا أن “الأوعية الدموية نزفت وتآكلت الأغشية الدهنية”، وخلصت إلى أن “الحرمان التام من النوم أخطر من الحرمان التام من الطعام”.

البحث عن التعاطف والشفقة

تقول آشلي إليزابيث، المعالجة النفسية الحاصلة على ماجستير في علم النفس، في مقال لها بموقع “لايف هاك” (LIFEHACK) إنه لا بأس بأن نشعر بالرغبة في البحث عن التعاطف والشفقة بين الحين والآخر، لكن الاستسلام لتلك الرغبة بصورة دائمة هو ما يوقعنا في فخ دور الضحية.

وعقلية الضحية هي سمة مكتسبة، يميل فيها الشخص إلى الشعور بأنه ضحية الأفعال السلبية للآخرين، وهي شكل من أشكال التجنب والهروب، أي الاعتقاد بـ”رفض تحمل أي مسؤولية تجاه النفس”.

عدم تناول فطور الصباح

 

أشار موقع “هيلث آند هيومن” الأميركي إلى أن هناك سببا وجيها لتصنيف فطور الصباح أهم وجبة في اليوم، وتخطي هذه الوجبة يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، وهذا يعد أمرا ضارا للغاية بالدماغ، خاصة إذا كنت تتخطاها باستمرار.

يشار إلى أن عقلك يستخدم الطاقة أكثر من أي عضو آخر في الجسم، حيث يستهلك ما يصل إلى 20% من إجمالي الغلوكوز المتوفر في نظامك يوميا.

وأوضح الموقع أن الدماغ يستهلك حوالي ثلثي “ميزانية الطاقة” لمساعدة الخلايا العصبية على إطلاق إشارات إلى بقية الجسم، أما الثلث المتبقي فيخصصه لترميم الخلايا والرعاية.

ويؤدي حرمان دماغك من التغذية الكافية بانتظام إلى حدوث عجز في ميزانية الطاقة، وبذلك يصبح دماغك أقل استجابة للمنبهات، وتفقد خلايا الدماغ تدريجيا العناية الحرجة التي تحتاجها لتبقى في حالة صحية، ونتيجة لذلك تموت هذه الخلايا بنسق متسارع.

الإفراط في الأكل


كشفت بعض الدراسات العلاقة المدهشة بين السمنة والخرف، ومع أن الأسباب غير واضحة يشك الباحثون في أن السمنة تحدث عندما يكون الطعام الذي نأكله غير مغذ، مما يؤدي إلى الرغبة في الإفراط بتناول الطعام من أجل تلبية حاجة الجسم للفيتامينات والمعادن، لذلك، حتى لو كنت تأكل بشكل مفرط فذلك لا يعني بالضرورة أنك توفر التغذية اللازمة لدماغك.

علاوة على ذلك، لاحظنا أنه بحلول عام 2015 بلغ عدد المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف حوالي 45 مليون شخص، وتضاعف الرقم منذ عام 1990.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت المعدلات الوطنية للسمنة في الولايات المتحدة من 11.1 إلى 30.6%، والأمر يتطلب المزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة، ولكن من الواضح أنها موجودة بالفعل.

الجفاف


أورد الموقع أن أجسادنا تتكون من 70% من المياه، لذلك يعد الماء عنصرا مهما للغاية لكل وظيفة جسدية، بما في ذلك وظائف الدماغ.

ويؤثر الجفاف على عقلك بسرعة فائقة، حيث يؤكد الباحثون أنه إذا أمضيت ساعتين في ممارسة التمارين الشاقة دون شرب الماء يمكن أن يسبب ذلك تدهور إدراكيا، كما بينت الدراسات أن الجفاف يؤثر على بعض الوظائف، مثل حل المشكلات المعقدة والتنسيق والتركيز.

حاول أن تشرب باستمرار طوال اليوم، للحفاظ على مستويات ثابتة من الماء في جسمك ودماغك في صحة جيدة.

الإفراط في استهلاك السكر


أشار الموقع إلى أن أجسادنا وأدمغتنا تحتاج إلى السكر لضمان أداء وظائفها، لكن وجباتنا الغذائية الحديثة تحتوي على الكثير من السكر، وعندما تتناول الكثير منه بشكل منتظم فإن خلاياك -بما في ذلك خلايا الدماغ- تصبح في حالة التهاب مزمن.

ويؤثر ذلك في قدرة جسمك على امتصاص العناصر الغذائية المهمة من الطعام، فيبدأ في تجويع الدماغ وحرمانه مما يحتاج إليه لعملية الإدراك المثلى، وفي نهاية المطاف ستكون معرضا لخطر الإصابة بالخرف.

الضغط النفسي


أشار الموقع إلى أن الإجهاد المزمن يؤثر سلبا على الجسم، فعندما يكون نمط حياتك قائما على الإجهاد المزمن يتراكم هرمون الكورتيزول في الدماغ ويسبب أضرارا دائمة.

ولا يقتصر الضرر على قتل خلايا الدماغ فحسب، بل يتسبب في تقلص حجمه أيضا، وعندما يؤثر الإجهاد على قشرة الفص الجبهي تصبح قدرتك على التعلم والتذكر مضطربة، لذلك فإن من الضروري أن تجد وسيلة للاسترخاء قبل فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *