منوعات

بسبب الموت أو الخسارة .. إليك كيف تواجه الاشتياق لشخص مفقود

الاشتياق إلى شخص نحبه أمر طبيعي، وسلوك فطري. لكن هذا الاشتياق قد يتحول إلى مشكلة حقيقية حين يستمر بعد أن فقد المشتاق أو خسارته.

وسواء فقدنا أو خسرنا من نشتاق إليهم بسبب الموت، أو الفراق مثل الطلاق، أو الانفصال العاطفي، أو بسبب السفر الطويل أو بأي سبب آخر، فما يحدثه ذلك الاشتياق في نفوسنا من ضغوط وتشويش ليل نهار يرهقنا، ويتطلب المعالجة من أجل حسن تدبيره وتحرير أنفسنا من ضغوطه.

وهذا المقال، حسب الجزيرة نت، سيحاول مساعدتك لتمضي قُدمًا عبر خطواتٍ إرشادية من خبراء علم النفس تساعدك على إجابة نفسك كلّما طاردك سؤال: ماذا أفعل حين أشتاق لشخصٍ ما؟

ما يجب أن تعرفه

البشر مخلوقاتٌ اجتماعيةٌ، مفطورةٌ على التواصل وبناء الروابط والعلاقات الاجتماعية العميقة منذ طفولتنا إلى أن نكبر ويتسع عالمنا. الاشتياق إلى شخصٍ ما هو العجز عن لقائه أو التحدث إليه أو التواصل معه، يعني الاحتياج لشخصٍ تهتمُّ لأمره، تحتاج إليه في حياتك لأنه يُسعدك أو يحسِّن من مشاعرك حيال نفسك أو حياتك، أن تشتاق إلى شخصٍ ما يعني أنكَ وصلت إلى درجةٍ عميقةٍ من التواصل معه، وشعرت بالقرب منه حدَّ أن غيابه سبّب خللًا في اتزان حياتك.

على قدر المحبة يكون الشوق، أي شيءٍ قد يُثير ذكرياتك القديمة مع مَن تفتقده. في البداية تكون المشاعر قويةً حدَّ أنها تُستثار دون محفزات. يمرُّ الوقت وننشغل قليلًا، لكن الأماكن والطعام والموسيقى والروائح أو حتى أشياء عشوائية حميمية مشتركة بينك وبين صديقك أو شريكك قد تُثير شوقك إليه، كل هذا قد يؤدي بك إلى الاستغراق في الحنين إلى ماضٍ مضى وانقضى.

قد تشعر بألمٍ في صدرك، قد ينتابك الحزن والغضب، قد تعجز عن التركيز في أي شيءٍ آخر، قد تعجز عن التفكير في أي شيءٍ سوى ذاك الشخص، قد تفقد الرغبة في كل شيء عدا أن تراه وتتحدث معه. قد تبكي، قد تمسك بهاتفك عشرات المرات وأنت على وشك الاتصال به أو إرسال رسالةٍ إليه، قد تتصل به. كلها مشاعر محيِّرة ومربكة، تغمرك فتشعر بأن ثقلها لن يخف وستظل رابضةً على صدرك إلى الأبد أو حتى عودة مَن تفتقد.

قد تأتي مع غمرة هذه المشاعر تغيرات أخرى، مثل الشعور بالوحدة الشديدة أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي تسرك عادةً، كذلك فقدان الشهية أو الأرق والتشتت، أو تغيرات في نمط تناول الطعام (شراهة حادة أو عزوف تام عنه)، أحيانًا يصل الأمر إلى أعراضٍ جسدية، مثل اضطرابات المعدة والصداع والتوتر العضلي.

كل هذه الأعراض نتائج طبيعية للخسارة، في بعض الحالات تكون عابرة ومؤقتة، متأثرةً ببدايات الانفصال وكثافة مشاعرك، قد تقل بمرور الوقت أو تزيد وتتحول إلى قلقٍ عارم أو نوبة اكتئاب بناءً على مدتها وحدَّتها، لكنَّ الأهم هو تعلُّم ما تفعله حين تهجمُ عليك تلك المشاعر.

ماذا أفعل حين أشعر بالاشتياق لشخصٍ ما؟

  • أولًا: ضع احتمالًا عقلانيًا بأنّ الآخر قد لا يبادلك الشوق

لن يكون شعورًا خفيفًا، إدراك أن شخصًا تفكر فيه ليل نهار لا يفتقدك تمامًا. لكن ما الحيلة؟ تبكي، تكتئب، تتقلبُ في سريرك من الأرق؟ يُمكنك فعل كل هذا، بل هي طبيعيةٌ تمامًا وإيجابية، أنت لست متبلد المشاعر. أن تسمح لنفسك بالتوغل في هذه المشاعر ولا تكبتها هي الخطوة الأولى للمُضي قدمًا، لكن عليك أن تدرك، وتُنفِذ إدراكك إلى أن بعض الأحداث في الحياة تقع خارج نطاق سيطرتنا، ليس في مقدورك أن تجعل شخصًا يفتقدك فقط لأنك تفتقده. أفضل الحلول، وأصعبها، هي ألَّا تنظر إلى الخلف، أن تقرر المضي قدمًا، كأنك تحاول إصلاح آلةٍ صدئة. ستهدأ مشاعرك وسيتلاشى ألمك، رحلة التخطي شديدة الأهمية في العلاقات الإنسانية المُنتهية، حتى تدخل العلاقات الجديدة متحررًا من ثقل ما مضى ومستفيدًا من التجربة.

  • ثانيًا: تنبّه لحجم الخسارة وتعمّد مواجهتها

ما الذي نفقده في الواقع حين نفقدُ شخصًا مهمًّا في حياتنا؟ قد نضيع إن استحال الحب -بشتى أشكاله ومسمياته- إلى ذكرى بعيدة. من الصعب تقبل رحيل شخصٍ ما، سواء كان رحيلًا كليًّا عن العالم، أم رحيلًا عن عالمنا نحنُ بالأخص، تحديدًا إن كانت تلك العلاقة لها صلةٌ بتشكيل هويتنا. كأننا فقدنا بوصلةً من البوصلات التي توجّه حياتنا، ربما نتوه، لا ندرك أي طريقٍ نسلك ولا ماذا نفعل. قد نشعر بالضعف، بالهشاشة، كأن أي نسمة هواءٍ ستسقطنا أرضًا، ونشتاق إلى الأوقات التي كانت علاقاتنا واضحة ومحددة وطريقها ممهد، لكننا نكبر وندرك أن للحياة تقلباتها، الثابت الوحيد -وإن بدا مبتذلًا- هو التغيير.

تتشكَّل خلال الزيجات أو الصداقات علاقاتٌ وثيقة، تذكِّر بقوة الحب بعد خسارته، وتخلق حزنًا طويل الأمد، لكننا من خلال حزننا على خساراتنا يمكننا تجاوزها والتغلب عليها، نحزن لأننا نتذكَّر الأيام الخوالي وهدوءها ونتمنى لو ظلت على حالها.

المواجهة هي المفتاح، مواجهة ذاتك ومشاعرك، لا تهرب منها حين تُهاجمك، قد تفتقد شخصًا مُتوفًّى أو صديقًا مقربًا فيما سبق أو شخصًا رحل ببساطة. أيًّا كانت الحالة، تغيَّر شيءٌ. الخبر السار هو أن الحياة تستمر، لذا عليك تجنيد هذا الاستمرار لصالحك، مع إدراك أن هذه المشاعر لن تدوم إلى الأبد، مع ذلك فامتلاك ذكرياتٍ عزيزة أو جميلة هي صُلب الحياة، لكن أن تدع تلك الذكريات تُعيقك عن سير حياتك هو الحل السلبي الذي يجب أن نتجنبه بشتى الطرق.

من الإيجابي والطبيعي أن تتذكر شخصًا تفتقده، يشفي الزمن آلامك لكن لا يمحوها، أن تتذكر الأوقات اللطيفة التي قضيتمانها معًا، أو المواقف الطريفة، أو العلاقة برمتها، لأن هذه الذكريات هي الدليل على أن شيئًا جميلًا حدث، وليس صعبًا تكراره.

  • ثالثًا: امنح نفسك نهايةً ملائمة

ربما انتهت العلاقة نهايةً مفتوحة، لم تتحدث مع مَن فقدته أيًّا كان السبب، فجأةً وجدت نفسك عالقًا في الهواء، في صداقةٍ أو علاقة مع وقف التنفيذ، قد تهدر وقتًا طويلًا بحثًا عن مبررات وتفسيرات أو بحثًا عن نهايةٍ لقصتكما معًا، من هنا ينبع شعور الاشتياق، أنك كنت موغلًا ومستريحًا في علاقةٍ ثم فجأةً سحب أحدهم البساط من أسفل قدميك. النهايات مهمة، تمنحنا إدراكًا لمشاعرنا وتساعدنا على فهم ما جرى أكثر، لكننا قد لا نحصل عليها أبدًا، لذا تقع المسؤولية على عاتقنا بأن نُنهي العلاقة نفسيًّا حتى نمضي قدمًا.

 

أولًا استوعب مشاعرك، لا تستعجلها أو تلُم نفسك على استغراقك وقتًا طويلًا، اشعر بألم خسارتك دون أن تقلل من شأنها. لا تتظاهر بأن كل شيءٍ على ما يرام وأن مَن فقدته لا يعني لك أي شيء، امنح نفسك وقتًا ومِساحةً لتحلل الأحداث وتستوعبها لكن لا تغرق في هذه المرحلة، لا تسمح لمشاعرك بالتهامك، وذلك عن طريق الكتابة أو أي وسيلة تعبيرٍ تفضلها. اكتب كل ما تشعر به، كل ما تودُّ أن تخبر به الشخص الآخر وجهًا لوجه إن سنحت لك الفرصة، اكتب الأعذار التي قد تمنحها له، اكتب الثغرات التي تجدها، اكتب عن خيبة أملك وحنينك إلى الشخص الذي خسرته. ستمنحك الكتابة متنفسًا للتعبير عن نفسك بحرية، ولن تضطر إلى كبت أي شيءٍ يدور في خاطرك، ولا يتعين عليك إرسال الرسالة أبدًا، أنت تكتبها لنفسك.

تجاوز أسئلة الحلقات المفرغة، مثل: ماذا لو عاد؟ ماذا لو ندم على قراره؟ ماذا لو قابل شخصًا آخر؟ ماذا لو شعر بالملل مني؟ كلها أسئلةٌ ستستهلك وقتك وطاقتك دون الوصول إلى إجابات مرضية. حينها يأتي وقت التقبُّل. تقبّل أن الأمر انتهى، أن الوعود تُخلف، والأحلام والأهداف المشتركة لن تتحقق، ستكون عمليةً مؤلمةً وشاقة، لكنها ضرورية وإلزامية حتى تتفاهم مع وحدتك الجديدة، أن تتقبل أن قيمة ذاتك وحياتك لا ترتبط بمن تشتاق إليه.

  • رابعًا: تجنّب الإفراط والفضفضة السلبية

نحتاج جميعًا إلى الفضفضة لأصدقائنا والتعبير عن مشاعرنا، لكننا نقع أحيانًا في فخ الفضفضة السلبية (Ruminating)، أي الدوران حول الفكرة نفسها مرارًا وتكرارًا سواء في حديثنا أو أفكارنا. لا ننصحك هنا بإنكار مشاعرك أو دفنها، بل نحذرك من أن تستحوذ عليك دون إرادةٍ منك من الغوص فيها بلا فائدةٍ أو تقدم. المشاركة مهمة، وطلب المساعدة أساسي وإلا لن نحصل عليها، لكن عليك تتبع أفكارك والتركيز في حديثك إن كنت قد ناقشت هذا الشعور من قبل أم أنه شعورٌ جديد، هل جدَّ جديدٌ فيما حدث أم أنك ستُعيد ذكر الموضع من بدايته. ستبني وعيًا بمشاعرك وتقدمها أو تراجعها، وكذلك ستتمكن من تشتيت نفسك في حال إدراك أنك تجترُّ أفكارك لدرجةٍ مستنزفة، كذلك نبّه صديقك في حال كررت الحديث نفسه على مسامعه بأن يُساعدك في كسر هذا النمط السلبي.

  • خامسًا: انخرط في تجارب جديدة

سيُفيدك الخروج من منطقة الراحة لأنك ستعرِّض نفسك لأحداث جديدة تحرك رتابة الأيام، وستزيد فرص لقاء أشخاص جدد يشاركونك اهتماماتك، حتى الأنشطة التي ستؤديها بمفردك ستلهمك وتعرِّفك على ذاتك أكثر. اكتب قائمة أفلامٍ تودُّ مشاهدتها، أو أماكن في مدينتك تؤجل زيارتها كثيرًا. جرِّب ألعابًا جديدة مع أصدقائك، ليس بالضرورة أن تكون حركيةً، بل ألعابًا مثل الشطرنج أو الطاولة (تُسمى النرد في بعض الأماكن) أو مونوبولي. استكشف موسيقى جديدة كل يوم بالبحث عن نوعك أو مغنيك المفضل والاستماع إلى إصداراته. ابدأ تصميم “bullet journal” خاصة بك، ستُساعدك في تتبع كثافة مشاعرك وتنظيم أفكارك ومهامك، إضافةً إلى أن تصميمها طريقة ممتعة لتزجية الوقت. اشترك في الصالة الرياضية، أو سجل في دروسٍ لتعليم الطهي أو الكتابة الإبداعية، اقرأ كتابًا خفيفًا، أو ابدأ ناديًا للقراءة مع أصدقائك. جرِّب الاعتناء بنبتةٍ صغيرة، أو تعلُّم رعاية النباتات وزراعة ما يُناسب الموسم. تطوَّع في مؤسسةٍ خيرية محلية في مدينتك، تعلَّم اليوجا أو الرقص مع أصدقائك، كلاهما يتضمن الانتباه وحفظ حركات وخطوات معينة ستُشتتك بينما تتعلم شيئًا جديدًا تمامًا. تبنى حيوانًا أليفًا (قطة أو كلبًا، أو حتى عصفورًا أو سلحفاة)، ابدأ في بناء مجموعتك من العملات الغريبة أو الطوابع البريدية أو الكتب المستعملة أو حتى الحجارة مميزة الشكل.

  • سادسًا: تكيَّف مع طرق التواصل الجديدة

حين تحول الجغرافيا بينك وبين أحبائك، فمن المهم إيجاد وسائل تواصل جديدة ومبتكرة ومحاولة التأقلم معها. لا تبخل التقنيات الحديثة علينا بشتى وسائل التواصل الكتابي أو الصوتي أو المرئي، بالطبع ما من مقارنة بين الكتابة لشخصٍ تُحبه ولقائه على أرض الواقع، لكن التواصل المنتظم سيملأ مساحةً، ولو صغيرة، من الفراغ الذي خلَّفه الشخص الذي تشتاق إليه. سيُخفف الشكل الجديد من التواصل شعور الخسارة والفقد بتقريبك من أصدقائك رغم المسافة، كذلك سيُتيح لهم معرفة أنك تفكِّر فيهم وتفتقدهم كثيرًا.

  • سابعًا: ممارسة اليقظة الذهنية

تمرين اليقظة الذهنية شديد الأهمية، لأن مشاعر الحنين والشوق تستيقظ حين يتوه عقلك ويعود إلى الذكريات القديمة، ولأن تركيزنا يتأثر ويتشتت بأقل الملهيات علينا التدرب لنسيطر عليه ونعيش في اللحظة الآنية. لا تحتاج تمارين اليقظة الذهنية إلى أي شيء، مجرد مساحةٍ فارغة و10 دقائق من الهدوء. لن تهدأ الضجة في عقلك فور بدء التمرين، والهدوء الداخلي ليس الهدف الأساسي هنا. سيتجوَّل عقلك لاشعوريًّا، قد يعود لموقفٍ حدث البارحة أو يراجع المهام التي عليك إنجازها، وهذا ليس أمرًا سلبيًّا، على العكس، هذه طبيعتنا وجوهر اليقظة الذهنية، لأنك كلما قبضت على أفكارك تتجول بعيدًا عن اللحظة الجارية، تعود وتركِّز انتباهك إليها، وهكذا دواليك.

سيحاول عقلك بالطبع التحكُّم بالدفة، في الهدوء سيذكرك الصمت بأخطاء ارتكبتها أو قراراتٍ هوجاء اتخذتها، لكن خلال التمرين لا تحكم على نفسك من خلال أي أفكار تخطر ببالك، لاحِظْها ودعها تمر لأن الأمر كله يتركز على العودة إلى اللحظة وتدريب ذهنك على التركيز، ليس على الحاضر إجمالًا فحسب، بل على ما بين يديك في تلك اللحظة، أن تمارس العودة إليها، مرةً تلو مرة، كأنك تُمرِّن عضلةً خاصة بأفكارك.

اجلس في مكانٍ هادئ ومريحٍ لك، حدد وقتًا قصيرًا في البداية، 5 دقائق أو 10، ستزداد قدرتك على التأمل وقتًا أطول مع التمرين، انتبه لجسدك، لطريقة جلوسك وموضع يديك، وتذكر أنه ليس تمرين لياقة، لذا عليك أن تجلس بوضعية مريحة. راقب أنفاسك حتى تنتظم، حاول أن تجعلها عميقة أكثر قدر الإمكان، انتبه لها ولحركة دخول الهواء إلى رئتيك ثم خروجه منها، سيساعدك هذا الانتباه على منع أفكارك من التجول رغمًا عنك. ثم حين تلاحظ تشتت تركيزك، سواء بعد عدة ثوانٍ أو دقائق، أَعِده إلى أنفاسك من جديد.

كلمة أخيرة من فريق سكون

جميعنا مُعرّضون للخسارات، للفقد ولرحيل أولئك الذين نُحبّ، ولعلّك في هذه الّلحظة تتألّم اشتياقًا وتُسيطر عليكَ هواجسٌ مفادها أنّ هذه الخسارة كان بالإمكان تفاديها، لكن الشعور بالحسرة والندم والغرق فيه، شعور مدمّر، قد يكلّفك خسارة أكبر وآلام إضافية، لأولئك الذين يحبّونك ولا يزالون يُحيطون بك ويتواجدون بالقرب منك. يُؤسفنا في فريق سكون إن كُنتَ تمرّ بهذه التجربة الصعبة، نعلم جيدًا من جهةٍ نفسية وعلمية أنّ الشعور بالاشتياق والحنين ليس شعورًا سهلًا أو هيّنًا. ولهذا نودّ أن نوصيك بأن تكون صديقًا لنفسك حتّى في أكثر الّلحظات ظلامًا وإيلامًا، وأن تُعطي لنفسك الفرصة لاستيعاب هذا الشعور الوجداني بهدوء، ونأمل أن تُعينك الخطوات والإرشادات في هذا المقال على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتك بسلام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *