اقتصاد

بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة .. العالم مقبل على ارتفاع كبير في أسعار الحبوب

رغم توقيع أوكرانيا وروسيا على اتفاق يقضي باستئناف صادرات الحبوب للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية، وخاصة في إفريقيا، إلا أن آثار تغير المناخ، مثل الفيضانات والجفاف غير المسبوق والحرارة الشديدة، من شأنه تقليل الإنتاج مما سيؤثر بشدة على توازن أسعار المواد الغذائية الأساسية.

وتجد القارة الإفريقية نفسها الأكثر تضررا من الواقع الجديد الذي بدأت حدته مع الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث يغطي هذين البلدين 30 بالمائة من الطالب العالمي، وهو ما أدخل العالم في موجة ارتفاع أسعار كبيرة أثرت سلبا على ملايين المواطنين عبر العالم، وإفريقيا خاصة، حيث أضحى الكثير من ساكنة القارة مهددين بالمجاعة.

ورغم جرعة الأمل التي انتابت الأفارقة بعد الاستئناف التدريجي لصادرات الحبوب العالقة بأوكرانيا، إلا أن اعتماد القارة على واردات الحبوب لا يصحح حقيقة الوضع الغامض لمستقبل هذه المادة الحيوية، إذ أن بعض دول القارة الأفريقية، كمصر مثلا، تستورد ما يصل إلى 85 في المائة من طلبها المحلي على الحبوب.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذرت من خطر المجاعة في عدة دول أفريقية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير منطقي، في البلدان الأكثر اعتمادًا على الواردات، حيث وصل الارتفاع إلى 70 في المائة بالنسبة للأرز والدقيق.

موجة الجفاف الشديد .. الخطر الجديد

يواجه منتجي الحبوب الرئيسيين في العالم (الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين)، حاليًا موجات حر تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل في هذه البلدان، حيث يُتوقع أن ينخفض الإنتاج وهو ما يعني ارتفاع الأسعار، إذ تشير المعطيات أن الإنتاج العالمي من الذرة وفول الصويا انخفض عن أهداف حملة 2021-2022 البالغة 45 مليون طن تقريبًا.

ومن المتوقع أن تقوم وزارة الزراعة الأمريكية بمراجعة توقعاتها لعوائد الذرة وفول الصويا نزولًا هذا الأسبوع، وفقًا لوكالة بلومبرج، مبرزة أن موجة الحر الشديد والجفاف في الاتحاد الأوروبي، ستؤدي إلى خفض غلة الحبوب بنسبة 5 في المائة، مقارنة بالعام السابق.

وفي المغرب الذي يمر بفترة جفاف تاريخية لم تشهد المملكة مثلها منذ 3 عقود، اتخذت السلطات إجراءات للحد من استهلاك مياه الشرب وتعزيز سياسة محطات التحلية. ومع ذلك، أعلنت وزارة الفلاحة أن الجفاف هذا العام سيخفض غلة الحبوب بنسبة تصل إلى 67 في المائة، على عكس العام السابق، عندما أغنت المكاسب الزراعية خزينة المملكة.

وبالنسبة لبعض البلدان في أفريقيا؛ ككينيا وإثيوبيا والصومال وجيبوتي فهي أيضًا تعاني من أسوأ جفاف منذ 40 عامًا، ناهيك عن عدم الاستقرار الجيوسياسي.

ووفقا لمدير حالات الطوارئ في شرق إفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، فإن رفع الحصار عن الحبوب الأوكرانية والروسية سيساعد في التخفيف من حدة المجاعة إلى حد ما، إلا أن أكثر من 18 مليون شخص في شرق إفريقيا يعيشون حالة طوارئ، فيما يواجه بالفعل 3 ملايين شخص ظروف مجاعة كارثية.

وقال المسؤول الأممي في تصريحات صحفية، إن الخطوة المهمة التالية يجب أن تكون التمويل الكامل للاستجابة الإنسانية في المنطقة لتجنب أسوأ آثار الجفاف ومنع حدوث مجاعة كارثية غير مسبوقة من اجتياح المنطقة بالكامل.

وفقًا لمنظمة الفاو، فإنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن 40 مليون أفريقي سيواجهون انعدام الأمن الغذائي المتزايد بحلول نهاية الصيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *