وجهة نظر

في عيد الثورة، مغاربة العالم بتطلعات متجددة…

مازال المغرب يعيش إمتــدادات ثورة الملك و الشعب منذ 20غشت من سنة 1953 بنفس روح التضحية و فلسفة التضامن و نكران الذات من أجل مغرب مستقل و موحد، ومازالت الثورات الهادئة لمغرب اليوم مستمرة و متجددة من أجل وطن يتقدم رغم الاكراهات و المعيقات…ومازال العهد والبيعة على الولاء والوفاء يتجدد عند كل احتفال بثورة الأجداد من اجل الاستقلال والكرامة في كل 20 غشت من كل سنة..

ان كل الإنجازات و النجاحات ما كانت لتنجح لولا قوة اللُحمة الوطنية و وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة أينما كانوا ، سواءً في مجالات التنمية أو التصدي لمناورات الأعداء خاصة في ملف الوحدة الترابية…

وهو ما أكده خطاب الذكرى 69 لثورة الملك و الشعب بل و اعتبر ذلك حجر الزاوية في الدفاع عن ملف مغربية الصحراء و الذي عرف ديناميكية متصاعدة تميزت باعترافات دول وازنة في العلاقات الدولية كالولايات المتحدة الامريكية ومحور الدول الصديقة بكل من أوروبا و أمريكا اللاتينية وافريقيا وكذا الدول العربية الشقيقة، كما تميزت بافتتاحها لقنصليات او توسيع اختصاصات العمل القنصلي بكل من العيون و الداخلة بالجنوب المغربي..

الرسالة الثورية الجديدة وهي اعتبار ملف الصحراء هو النًظًـارة التي ينظر بها المغرب للعالم وهو المعيار الواضح و البسيط الذي يقيس به صدق الصدقات و نجاعة الشراكات…

و لان قضية الصحراء المغربية هي قضية كل المغاربة أينما كانوا ، فقد حرص جلالة الملك على توجيه تحية إشادة و تقدير لخمسة ملايين من مغاربة العالم ومئات الالاف من اليهود المغاربة بالخارج لــدورهم في الدفاع عن ملف الوحدة الترابية بدول الإقامة انطلاقا من مختلف مراكزهم ومواقعهم المهنية والاجتماعية بدول الإقامة..

فالإشادة الملكية بأداء الجالية في مجال الدفاع عن المقدسات الوطنية و خدمة المصالح العليا للوطن.. قــد رفعت الارتباط القوي لمغاربة العالم بالوطن إلى مرتبة ” حالة خاصة ” قـد تستعصي على فهمها لدى غير المغاربة…لكن ” كبير العائلة ” سيكشف مكنونها بارتباطها و اعتزازها بالانتماء للمغرب وبـقوة الروابط الإنسانية المتوارثة عن الجيل الأول من المهاجرين الى الأجيال الجديدة…

لقد تعودنا في كل الخطابات الملكية على قوة التشخيص وعُـمق القراءة..لذلك نجد في خطاب الثورة لسنة 2022 دعوة لاعادة قراءة تراكمات سنوات من تدبير ملفات مغاربة العالم، ودعوة لإنتاج أسئلة جديدة تتمحور حول انتظارات مغاربة العالم و ملفات الهوية و التأطير الديني والسياسات العمومية والاطار التشريعي وملف الاستثمار والمساطر الادارية…وغيرها..

وإذا كان مغاربة العالـم شركاء في الدفاع عن مغربية الصحراء ..فإنهم شركاء في مسار التنمية، خاصة وأن الجالية هي خزان قوي لكفاءات عالمية مشهود بها و في مختلف الاختصاصات العلمية و الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية…وهو ما يوجب توفير الظروف والإمكانات من أجل تمكينها من سُـبل الإبداع و تنمية المغرب…

كما عودتنا الخطابات الملكية على ثـنائية التشخيص/ الحلول.. وهو ما بدى جليا من خلال دعوة ” كبير العائلة ” الى إقامة علاقة هيكلية دائمة مع الكفاءات بالخارج بما في ذلك المغاربة اليهود ، و ضرورة إحداث آلية خاصة لمواكبة و دعم مبادرات ومشاريع تلك الكفاءات، ودعوة الشباب وحاملي المشاريع من مغاربة العالم الى الاستفادة من حسنات ميثاق الاستثمار الجدي، بالمقابل ضرورة اعتماد اليات الاحتضان والمواكبة والشراكة من قبل قطاع المال و الاعمال الوطني..

المغرب الجديد هو أيضا تطلعات جديدة و متجددة لمغاربة العالم وهو ما يعني ضرورة تأهيل الفاعل المؤسساتي وتحديث الاطار المؤسساتي الخاص بالجالية من جهة و إعادة النظر في نموذج الحكامة الخاص بكل المؤسسات في اطار الرفع من فعاليتها وضمان تكاملها من جهة أخرى …
لقد بصمت الجالية المغربية على حضورها القوي و الإيجابي في كل الملفات المفصلية للوطن سواء في الشق الاجتماعي التضامني خاصة في زمن الكوفيد 19 ، او في الشق الاقتصادي و الإنمائي من خلال ارقام غير مسبوقة من التحويلات والاستثمارات بالمغرب، او من خلال الشق الوطني والدفاع عن المقدسات الوطنية و الترابية في كل المحافل والساحات العمومية بدول الإقامة..

وهو ما استحق شرف الإشادة والاهتمام الملكي بفئة مغاربة العالم التي وصفها ” بالعزيزة “، وبعلاقة الجالية والوطن والتي رفعها الى مرتبة ” حالة خاصة “…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *