سياسة

شيات: قيس باع بلاده للجزائر مقابل “شيكات”.. واستقباله “غالي” يضر بتونس قبل المغرب

يرى خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن خطوة الرئيس التونسي، قيس السعيد، التي استقبل فيها زعيم جبهة البوليساريو، مسيئة لتونس ومصالحها قبل أن تكون مسيئة للمغرب، نظرا لحفاظ رؤساء تونس السابقين، على نفس المسافة من ملف الصحراء.

وقال شيات في تصريح هاتفي لجريدة “العمق”، إن الرئيس التونسي “باع تونس للجزائر مقابل شيكات ومبالغ مالية، محولا بلاده إلى حديقة خلفية للجزائر، مقابل تنفيذ أوامر وتعليمات ضد الوحدة الترابية للمغرب”.

وأبرز المتحدث، أن قيس كان بإمكانه تفادي دعوة زعيم جبهة البوليساريو، لحضور منتدى التعاون الياباني الإفريقي، واستغلال رفض اليابان، حضور ممثل الجبهة الانفصالية المدعومة من طرف الجزائر، لهذا المنتدى، وبالتالي تفادي إحراج بلاده.

وأشار المحلل السياسي إلى أنه الرئيس التونسي كما كان بإمكانه، أيضا، عدم استقبال زعيم البوليساريو، بصفة شخصية كرئيس لتونس، وتكليف تمثيلية حكومية أقل.

وأضاف شيات، أن الرئيس التونسي أخلف وعوده الانتخابية تجاه شعب بلاده، ولم يقدم لتونس أي شيء، وأخرج تونس من استقلاليتها تجاه عدد من القضايا الاقليمية، راهنا إياها في قبضة قرارات الجزائر التي لا يهمها شيء سوى الحصول على موقف تونسي حول الصحراء.

وأمس الجمعة، قرر المغرب استدعاء سفيره بتونس، إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بتونس التي تحتضن قمة “التيكاد” الثامنة.

واعتبر المغرب، في بلاغ لوزارة الخارجية، أن ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية، عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية.

وأضاف أن تونس قررت، خلافا لنصيحة اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، دعوة الكيان الانفصالي من جانب واحد.

وفي مواجهة هذا الموقف العدائي والمنحاز للعلاقات الأخوية التي حافظ عليها البلدان على الدوام، يضيف البلاغ، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس يومي 27 و 28 غشت، واستدعاء السفير المغربي تونس للتشاور على الفور.

ونبه المصدر ذاته إلى أن هذا القرار لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي؛ اللذين يربطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك.

وجاء في البلاغ، “بعد أن تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية في الآونة الأخيرة، تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا؛ فإن موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد عداءه الصارخ”.

في سياق متصل، سبق لوزير الشؤون الخارجية الياباني “كونو طارو”، أن اعترض على حضور البوليساريو في “تيكاد 6” بالموزمبيق، حيث قال إن موقف بلاده بخصوص عدم دعوة الكيان الوهمي لحضور أشغال مسلسل تيكاد لم يتغير، مجددا موقف طوكيو الرافض للاعتراف “بالجمهورية الصحراوية” الوهمية.

ورغم رفض اليابان أي حضور للكيان الوهمي، وذلك وفقا للشرعية الدولية والممارسات الجاري بها العمل ضمن تيكاد منذ 1993، سعت السلطات الموزمبيقية، أنذاك، الى فرض حضور هذا الكيان الوهمي، الذي لم توجه له دعوة من قبل الجانب الياباني للمشاركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *