سياسة

الشبيبة الاستقلالية: خطوة قيس دعم للانفصال وانقلاب على تاريخ تونس وشعبها

اعتبرت منظمة الشبيبة الاستقلالية، ما قام به الرئيس التونسي بـ”الانقلاب المؤسف والمسيء على تاريخ الدولة التونسية وشعبها، وهو ما لا يمكن اعتباره تدخلا في الشؤون الداخلية لتونس لما يشكله الاستقبال من دعم للانفصال، وتوجها صريحا لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، وتدبيرا يستهدف تمزيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وقالت الشبيبة إن الخطوة غير المسبوقة التي أقدمت عليها الرئيس التونسي “المنتهية شرعيته”، قيس سعيّد”، قد “أسقطت قناعه بإعلانه الواضح العداء للوحدة الترابية لبلادنا واستقباله المبالغ فيه للمدعو إبراهيم غالي زعيم جمهورية الوهم على أرض تونس”.

وأوضح المكتب الوطني للشبيبة في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن تونس لطالما اعتبرت اتحاد المغرب العربي خيارا استراتيجيا يحظى بالأولوية في سياستها الخارجية، وتعمل على تحقيق الوحدة المغاربية وتتخذ كافة التدابير لتجسيمها.

وأشار البلاغ إلى أن قيس “بهذا التصرف المشين وتكرار الاستفزازات والمواقف السلبية اتجاه بلادنا، يسيء لمشترك التاريخ والمصير الذي يربط الشعبين التونسي والمغربي ولمبادئ مؤتمر أحزاب المغرب العربي المنعقد بمدينة طنجة في 3 أبريل 1958 ومعاهدة مراكش لإنشاء اتحاد المغرب العربي”.

وترى الشبيبة أن “قيس بذلك يعلن عن عداء واضح للوحدة الترابية لبلادنا، ويفضح سوء تموقع النظام التونسي في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، والتي ظهرت ملامحه منذ التصويت المحايد في الأمم المتحدة على قرار تمديد بعثة المينورسو السنة الماضية، وما تلتها من مواقف متباينة”.

ولفتت إلى أن ذلك يأتي “في الوقت الذي كانت فيه الجمهورية التونسية عبر التاريخ، مساهمة بإيجاب في تقريب وجهات النظر في عز الأزمات بين المغرب والجزائر، وفاعلة في إزالة أسباب النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

وفي نفس الصدد، رحبت الشبيبة بالقرار الذي اتخذته الحكومة المغربية، باستدعاء سفير المملكة بتونس، ومقاطعة أشغال القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي، مستغربة من مضامين بيان وزارة خارجية النظام التونسي “والذي جاء ليزيد من حدة التوتر باستعمال أسلوب منحط وغير أخلاقي”.

واعتبرت أن استقبال غالي المتابع أمام القضاء الإسباني في قضايا اغتصاب على أرض تونس “إهانة لنضالات الشعب التونسي، وخصوصا الشباب، التواق إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، مؤكدة أن “العلاقة بين الشعبين التونسي والمغربي علاقة أخوية أبدية، لن يستطيع أي نظام محو أصولها بتصرفاته الفاقدة للمصداقية”.

وشدد البلاغ على “الاهتمام والرعاية التي كان يوليها رؤساء الجمهورية التونسية السابقين للشباب المغاربي، وحرصهم على تحقيق التواصل فيما بينهم على أرض تونس واستضافتها لمقر اتحاد طلاب وشباب المغرب العربي، كأول منظمة غير حكومية تتأسس بعد إعلان تأسيس اتحاد المغرب العربي. والذي تشغل فيه منظمة الشبيبة الاستقلالية عضوية الأمانة العامة، حيث احتضنت العاصمة التونسية نهاية شهر فبراير 2020 آخر اجتماع للمنظمات الشبابية والطلابية المغاربية العضوة به، من أجل تفعيله وإعادة هيكلته”.

ودعت الشبيبة “كل أطياف الشعب التونسي وكافة قواه الوطنية الحية وخصوصا الشباب، إلى اتخاذ الحيطة والحذر، والتصدي لكل ما من شأنه زعزعة استقرار وأمن تونس، وزرع الفتن في الفضاء المغاربي، وتنامي انتشار الجماعات الإرهابية والتي تتخذ من مخيمات مرتزقة البوليساريو مركزا لها”.

وقررت تكليف لجنة العلاقات الخارجية بالمكتب التنفيذي للمنظمة، بالتواصل العاجل مع كل المنظمات الشبابية والطلابية الصديقة بتونس، من أجل تحسيسهم بهول الخطوة غير المحسوبة العواقب، مؤكدة عزمها ايفاد وفد من قيادة المنظمة إلى العاصمة التونسية، من أجل اللقاء بهم، والعمل معهم على تجاوز هذا الفعل المشين.

وفي سياق متصل، ثمنت الشبيبة “عاليا مضامين الخطاب الملكي للملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، وتأكيده على مركزية قضية الوحدة الترابية، باعتبارها الميزان الوحيد لقياس علاقات بلادنا مع محيطها الإقليمي والدولي”.

وجددت التأكيد على “تعبئة الشباب الاستقلالي وتجنده الدائم وراء الملك محمد الساد، من أجل الذود عن المصالح العليا للوطن ووحدة وسلامة أراضيه، وردع كل الأعمال العدوانية كيفما كان شكلها ومصدرها. والدفاع الدائم عن قضيتنا الأولى، قضية الوحدة الترابية للمملكة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *