منوعات

مسؤولة في غوغل تستقيل وتتهم عملاق البحث بدعم إسرائيل وقمع المدافعين عن فلسطين

بعد الجدل الذي أثارته أنباء إبرام شركة غوغل قبل شهور لعقد مع إسرائيل حول تزويدها ببرامج مراقبة وذكاء اصطناعي، والاتهامات التي ترتفع بين الفينة والأخرى في وجه عملاق البحث عبر الأنترنيت حول انحيازه للدولة العبرية في توجيه عمليات البحث عبر الأنترنيت وضبط خوارزميات البحث لخدمة إسرائيل وتزوير الخرائط لصالح الاحتلال الاسرائيلي، جاءت الاتهامات القوية هذه المرة من المديرة التسويقية للشركة لتؤكد درجة كبيرة من انحياز غوغل لإسرائيل.

وتواجه غوغل معارضة داخلية من موظفيها حول التوجهات المنحازة إلى إسرائيل، ويضم هؤلاء الموظفون المعارضون يهودا وعربا ومسلمين.

وضمن هؤلاء المعارضين توجد مجموعة “الشتات اليهودي في التكنولوجيا” التي تضم يهودا ينتقدون انحياز الشركات التكنولوجية لإسرائيل.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بخطابات الانتقاد والتنديد بانحياز غوغل لإسرائيل.

المديرة التسويقية تتهم

وجهت أرييل كورين المديرة التسويقية للمنتجات التعليمية في شركة “غوغل” (Google)  الأميركية انتقادات حادة إلى الشركة بعد إعلان استقالتها بسبب ما وصفتها بالسياسات القمعية والتمييزية ضد الموظفين الفلسطينيين والمؤيدين للقضية الفلسطينية، خاصة بعد إبرام “غوغل” عقدا مع الحكومة الإسرائيلية لتزويدها ببرامج مراقبة وذكاء اصطناعي متطورة، حسب الجزيرة نت.

وفي تغريدة نشرتها كورين على حسابها في تويتر الثلاثاء قالت الموظفة اليهودية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، حسب نفس المصدر، “سأغادر غوغل هذا الأسبوع بسبب الانتقام والعداء ضد الموظفين الذين يعبرون عن رأيهم”.

ونددت كورين بالصفقة الضخمة الذي أبرمتها غوغل مع حكومة تل أبيب في عام 2021 بقيمة مليار دولار ضمن مشروع “نيمبوس” (Nimbus) الذي يوفر خدمات الذكاء الاصطناعي والمراقبة على نطاق واسع للجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وقالت المسؤولة السابقة إن غوغل تنفذ ممارسات “إسكات” لزملائها الفلسطينيين أو الداعمين لحقوق الفلسطينيين، إذ يتلقون باستمرار تحذيرات من قسم الموارد البشرية في الشركة، وتخفيضات في رواتبهم، وتقييم سلبي لأدائهم الوظيفي.

15 موظفا

ونقلت كورين رسائل 15 موظفا يعملون في شركة غوغل وشركائها اختاروا الحديث عما يتعرضون له (دون الكشف عن هوياتهم) من “تحيز مؤسسي داخل غوغل، والذي يساعد الشركة في تبرير وحماية عقد مشروع نيمبوس”، ووصفت كورين تلك الممارسات بـ”أزمة ضمير” تعاني منها غوغل.

ومن بين الرسائل التي بثت في مقطع مسجل منشور في يوتيوب قالت موظفة فلسطينية في غوغل “أصبح من المستحيل التعبير عن أي رأي بعدم الموافقة على الحرب ضد الفلسطينيين دون دعوتنا إلى اجتماع للموارد البشرية حيث نتلقى تهديدات بالانتقام”.

وعبرت موظفة فلسطينية أخرى عن استيائها من مشروع “نيمبوس”، وقالت “كان العمل في غوغل حلمي حتى علمت بمشروع نيمبوس، أشعر أنني أكسب قوت يومي من اضطهاد عائلتي في الوطن”.

وأشار فلسطيني آخر إلى السياسات العقابية التي تتبعها غوغل ضد الداعمين لحقوق الفلسطينيين بالقول “ازداد شعوري بالتهميش فقط عندما بدأت أرى توجيه تحذيرات بحق زملائي في العمل، فقط لتعاطفهم مع الفلسطينيين”.

الشتات اليهودي في التكنولوجيا”

وفي وقت سابق السنة الماضية، حسب ما نشرته منصة “ميغافون” الإعلامية على حسابها على التويتر، اعترضت مجموعة من اليهود موظفي شركة غوغل تحمل اسم “الشتات اليهودي في التكنولوجيا” على انحياز الشركات التكنولوجية لإسرائيل، موجهة رسالة إلى غوغل للضغط من أجل اتخاد تدابير تناصر الفلسطينيين.

وركّزت المجموعة، حسب نفس المصدر، على رفضها إدراج الخطاب المضادّ للصهيونية الذي ينتقد إسرائيل تحت خانة العداء للسامية، واستهلّت رسالتها بالقول “إنّنا كيهود لا نؤيّد آراء أولئك الذين كتبوا إليكم سعياً لحشد الدعم الحصري للأعمال المؤيدة لإسرائيل والصهيونية”

كما طالبت المجموعة بخطواتٍ عملية من غوغل، أبرزها تمويل إغاثة الفلسطينيين الذين تعرّضوا للقصف الإسرائيلي، والاعتراف بالعنف الواقع ضدّهم في بيانٍ رسمي من الشركة، إلى جانب مراجعة عقود وشراكات غوغل مع المؤسسات الداعمة للجيش الإسرائيلي.

مواقع التواصل

وحسب الجزيرة نت، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعلات ناقدة لغوغل وسياساتها القمعية ضد الموظفين المعارضين للاحتلال الإسرائيلي ومشروع “نيمبوس”، وأشاد المتفاعلون بشجاعة كورين في تقديم استقالتها احتجاجا على ممارسات غوغل.

وكتبت الحقوقية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز “إنني منزعجة من عدد الشكاوى والإخطارات التي أتلقاها بشأن إسكات النضال من أجل العدالة في وحول فلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وذكرت الناشطة الأميركية والمرشحة البرلمانية السابقة رنا عبد الحميد في تغريدة “منذ أكثر من عام رأيت بنفسي الطريقة التي عانت منها أرييل من الانتقام لمجرد وقوفها مع حقوق الإنسان الفلسطيني، هذا الانتقام والعداء غير مقبول”.

وقالت الناشطة سلمى النمس في تغريدة “العار على غوغل، الغرب يتشدق بحقوق الإنسان إلا عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين والعرب والمسلمين”، فيما غرد الوجه الإعلامي المعروف مهدي حسن قائلا “سياسة تكميم الأفواج ومنع حرية التعبير لن تجدي نفعا في ظل وجود قصة أرييل كورين”.

يشار إلى أن مئات الموظفين في شركتي “غوغل” و”أمازون” (amazon) طلبوا في رسالة وقعها في أكتوبر/تشرين الأول 2021 نحو 400 موظف من الشركتين إدارتيهما بوقف العمل على تزويد الجيش والحكومة الإسرائيليين بالتكنولوجيا الحديثة التي تستخدم لإلحاق الضرر بالفلسطينيين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *