مجتمع

توفيت بالسرطان.. هيئة حقوقية تقاضي شخصا وجه عبارات نابية لـ”شابة ميتة” 

رفعت الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي، شكاية ضد شخص وجه عبارات نابية، للشابة نهاد نعايمي، صاحبة مبادرة “العلاج المجاني لمرضى السرطان”، التي توفيت الجمعة الماضية، بعد معاناة مع المرض.

وظهر الشخص المذكور، في فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو في وضعية سكر ويحمل قنينة خمر، متلفظاً بعبارات خادشة للحياء، في حق نهاد، بعد 3 أيام من وفاتها، وهو الأمر الذي يعتبر سبا وشتما في حق شخص ميت.

واعتبرت الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان، في شكايتها، التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، أن “هذه الأفعال تعد إخلالا بالاحترام الواجب للموتى”، مبرزة أن “هذا التصرف مس بسمعة عائلة الفقيدة وأضر بها أضرارا معنوية”.

والتمس المحامي يوسف لكليلي، من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس، بإعطاء تعليماته للضابطة القضائية من أجل فتح بحث في الأفعال المرتكبة، والاستماع إلى المشتكية والمشتكى به، مع إحالة هذا الأخير إلى العدالة في حالة اعتقال طبقا للقانون.

وكانت الشابة نهاد، التي اشتهرت بلقب “قاهرة السرطان”، قد كشفت  قبل شهور من وفاتها، عن تعرض كبدها لتدمير كلي، إذ أوضحت أن “الأطباء أوقفوا حصص الكيميائي الخاصة بها وأنها ترقد في المستشفى تحت تأثير المسكنات”.

وخلف خبر رحيل صاحبة مبادرة “العلاج المجاني لمرضى السرطان”، في عمر الثلاثينات، صدمةً وحزناً كبيرين بين رواد المنصات الاجتماعية، الذين نعوها بكلمات مؤثرة، وعبروا عن تعازيهم الحارة لعائلتها بمدينة آسفي.

وكتب أحدهم: “توفيت نهاد نعايمي، أشهر محاربة لمرض السرطان بالمغرب، وصاحبة حملة “مبغيناش نموتو بالسرطان”، بعد معاناتها مع المرض لسنوات ومطالبتها بمجانية العلاج للمرضى. شابة ثلاثينية يتيمة الأبوين”.

فيما قال آخر، عبر تدوينة طويلة منشورة في فيسبوك، “انتقلت نهاد من حمل شعار قاهرة السرطان إلى حمل شعار فقدان الأمل حيث دمر كبدها بالكامل وهي التي أعلنت عن رحيلها قبل وفاتها بعد أن أوقف الطبيب حصصها”.

وأضاف: “نهاد ومثلها كثر من أبناء وبنات آسفي عانت الويلات في رحلاتها المكوكية العلاجية بمراكش مع ما صاحبها ذلك من تحمل مشاق السفر ورحلة البحث عن الأدوية المكلفة”.

وتابع بلغة شديدة اللهجة: “عذرا يا نهاد فآسفي ينخرها سرطان الفساد المستدام، عذرا يا نهاد فآسفي تزخر بالفوسفاط والجبص والثروات البحرية والطاقة الحرارية ولم يتمكنوا من توفير مركز لعلاج السرطان، كل ما يفلحون فيه هو احتضان ودعم مهرجانات زمكانية لا أثر ولا وقع  لها إلا في جيوب منظميها”.

وكانت نهاد نعايمي، قد أطلقت عام 2019، حملة “مبغيناش نموتو بالسرطان عطونا حقنا في العلاج المجاني”، مطالبة الحكومة بتوفير علاج مجاني لمرضى السرطان بالمغرب، في ظل ارتفاع تكاليف العلاج الكيميائي.

وشاركت نهاد آنذاك، مقطع فيديو، يوثق معاناتها اليومية مع مرض السرطان، مشيرة بالقول: “فهاذ البلاد ايلا مرضتي هز الكفن ديالك وحطو حداك وتسنى الموت ايلا ما كانش عندك الفلوس”.

ومع رحيل الشابة نهاد، طالب عدد من الآسفين، عبر المنصات الاجتماعية، المسؤولين بتشييد مستشفى خاص بمرضى السرطان بآسفي، لتخفيف معاناتهم مع التنقل نحو مدن أخرى، قصد الاستفادة من العلاج الطبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *