مجتمع

أحياء بقلب مراكش بدون مدارس ومواصلات وإنارة.. وفاعلون: عوامل لاستقطاب الجريمة (فيديو)

تعيش أحياء سكنية تابعة لمقاطعة جليز، بلقب مدينة مراكش، حالة من العزلة، بسبب غياب خطوط حافلات النقل الحضري وسيارات الأجرة الكبيرة، إضافة إلى ضعف الإنارة العمومية وانعدامها ببعض النقط السكنية، الأمر الذي يشكل عوامل في استقطاب الجريمة وتتاخم السرقات والاعتداءات.

وأجمع فاعلون مدنيون وحقوقيون وسياسيون، في تصريحات لجريدة “العمق”، على أن أحياء: أبواب جليز، بساتين جليز، مبروكة، دوار الكدية، حي أكيوض، وأليكرو بالحي العسكري، تعرف جملة من المشاكل التي تستدعي التدخل من أجل إيجاد حلول جذرية لها لها.

انعدام المواصلات

طارق سعود، رئيس جمعية مؤازرة للأعمال الاجتماعية والصحية والبيئية، قال إنه سبق وراسلت جمعيته عمدة مدينة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، ووالي جهة مراكش آسفي، كريم قسي لحلو، في موضوع انعدام وسائل النقل العمومي بهذه الأحياء، دون التوصل بأي رد في الموضوع.

وأوضح سعود، في تصريح مصور مع جريدة “العمق” أن هذا الوضع يسبب مشقة يومية للساكنة، خاصة العاملين والعاملات في الحي الصناعي مثلا، ويجعلهم يتكبدون مشقة التنقل واستعمال وسيلتين للنقل من أجل الوصول لمحل سكناهم رغم قرب المسافة، الأمر الذي يضاعف تكلفة التنقل التي لا تنسجم مع القدرة الشرائية لهذه الفئات.

حكرة وتمييز 

من جهته، قال الفاعل الحقوقي، عبد العزيز الرداد، إن مشكل التنقل والمواصلات في بعض أحياء مقاطعة جليز، يجعل القاطنين بهذه الأحياء من أبناء الطبقات المتوسطة والهشة، يعتمدون فقط على سيارات الأجرة الصغيرة، وكما هو معروف، فإن تكلفتها كبيرة جدا، خاصة في الليل.

وأضاف الرداد أن هذه الأحياء تمارس عليها “الحكرة والتمييز”، خاصة دوار الكدية وأكيوض، لأن أزيد من 80 في المائة من ساكنتها جاؤوا من الهوامش.

تلاميذ بلا إعدادية

يضيف الرداد، في تصريحه “للعمق”، أنه بالإضافة إلى مشكل التنقل، فإن هذين الحيين (الكدية وأكيوض)، يتوفران على مدرسة ابتدائية وحيدة، ويفتقدان لمؤسسة إعدادية، بالرغم من تداول أخبار بنائها منذ 12 سنة، وتواجد العقار المخصص لذلك.

وأوضح الحقوقي ذاته، أن تلاميذ المستوى إعدادي، يضطرون للذهاب إلى إعدادية المجد بشارع عبد الكريم الخطابي بحي جليز، الأمر الذي يصعِّب على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم، مردفا أنه رصد مجموعة من الممارسات المشينة التي يقوم بها التلاميذ والتلميذات، من تدخين و”نفحة”.

وشدد المتحدث على ضرورة بناء إعدادية بحي أكيوض والكدية، مشيرا إلى أنه لو تواجت مؤسسة قريبة من الحيين المذكورين، لما حصلت الحوادث السيئة الذكر التي سبق ووقعت، والتي كان وراءها عدم تواجد إعدادية قريبة لمسكن أولياء التلاميذ، و تسمح لهم بمراقبة فلذات أكبادهم.

استثناء معيب

سفيان أورتو، مستشار بمقاطعة جليز، عن حزب الأصالة والمعاصرة،  بدوره، قال إن العاملات بالحي الصناعي أكبر المتضررين من مشكل عدم توفر وسائل النقل العمومي بهذه الأحياء، مردفا أن هذا الوضع يعرضهم للسرقة والاعتداءات.

وأضاف المنتخب المذكور، أن هذه الأحياء تقع بقلب مدينة مراكش ولا تصل إليها المواصلات العمومية، علما هذه الخدمة تشمل تقريبا كل الأحياء الأخرى.

استقطاب للجريمة

وذهب الفاعل المدنية، طارق سعود، إلى أن العزلة التي تعيشها هذه الأحياء تؤثر سلبا على الحركة الاقتصادية الداخلية، بحكم افتقادها لمجموعة من المنافذ التي تربط بينها وبين الأحياء المجاورة، خصوصا حي تاركة وسيدي مبارك والحي الصناعي سيدي غانم.

وأردف سعود أن ضعف الإنارة العمومية وغياب الأعمدة الكهربائية ببعض الشوارع المهمة والحديقة الرئيسية لأبواب جليز، تعتبر ظروفا مناسبة لانتعاش الجريمة بهذه الأحياء، وتهديد السلامة الجسدية للمواطنين والمواطنات، خاصة فئة النساء اللواتي يضطررن إلى الخروج في ساعات الصباح المبكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *