مجتمع

أدخنة “قرية الفخارة” تخنق أحياء بمراكش وسط مطالب بتدخل عاجل (فيديو)

تشتكي ساكنة عين دادة بجماعة سعادة، على الحدود مع مدينة مراكش، الآثار الجانبية التي تخلفها القرية الصناعة التقليدية الفخارة، جراء أكوام الدخان السوداء السامة المنتشرة بين جدران منازلهم، والتي تسبب لهم مشاكل صحية جمة، ناهيك عن الروائح الكريهة الناتجة عن مخلفات النفايات البلاستيكية والمطاطية.

فالبرغم من استفادة القرية الصناعة الفخارة، سنة 2016، من مشروع أفرنة تشتغل بالغاز، بديلة للأفرنة التقليدية، قيل حينها إن الهدف منها محاربة التلوث وترسيخ الممارسات الجيدة لحماية البيئة والمحافظة عليها، وجعل المجمع موقعا لاستقطاب السياح سواء المغاربة أو الأجانب، إلا أن هناك العديد من الحرفيين لم يستفيدوا من الأفرنة الجديدة، بسبب “اختلالات طالت المشروع”.

وقد وصلت درجة تأثير الدخان المنبعث من أفرنة الفخار بالمجمع المذكور، لحد تدخل مسؤولين من مطار المنارة الدولي، بعدم عدم قدرة الطائرات النزول بسبب الدخان الكثيف الصادر عن الأفرنة، ومن ثم اتخذت السلطات المحلية بسعادة، قرار عدم اشتغال هذه الأفرنة حتى الساعة 19:00 مساء.

وأجمعت الساكنة  في تصريحات مصورة مع جريدة “العمق” على أن انتقادها لهذا الوضع لا يعني أنها ضد الصانع التقليدي، بل ظروف اشتغاله أيضا تخلق له مشاكل صحية عويصة، وتجعله يبذل مجهودا مضاعفا مقارنة مع الحرفيين الذين “ساعفهم الحظ للاستفادة من مشروع أفرنة الغاز”.

محمد بومريس، فاعل جمعوي بجماعة سعادة، قال في تصريح للجريدة، إن جمعيات مدنية بالمجمع الصناعي الفخارة، هي “السبب الرئيسي وراء هذه الأوضاع المزرية”، متهما إياهم بـ”التلاعب” في مشروع أفرنة الغاز.

وأضاف بومريس، إلى أن الساكنة لا تلوم أبدا الصانع التقليدي، لأنه بدوره أيضا لم يجد حلولا يعوض بها الأفرنة التقليدية التي تستنزفه جيبه ومجهوده العضلي.

الساكنة أيضا، عبرت على أنها ليست ضد الصانع التقليدي، ولا تسعى للوقوف أمام أرزاقهم، إلا أن هذه الأوضاع لم تعد تطاق، وتتسبب في مشاكل صحية جمة، مشيرين إلى أن سيارات الإسعاف تأتي عندهم بشكل دوري لنقل مرضى ضيق التنفس إلى المستشفى قصد الحصول على الأوكسيجين.

وجددت ساكنة عين دادة دعوتها لإنقاذ ساكنة عين دادة من التلوث والروائح الكريهة، وإنقاذ الأطفال الصغار، من المشاكل الصحية التي تعاني منها نتيجة الاختناق والمواد السامة.

عبد الله صنديد، فخار وصنايعي بالمجمع المذكور، أقر في تصريح للعمق، أن بعض الحرفيين يستعملون مواد بلاستيكية ومطاطية، وهناك من يستعمل النجارة والخشب، كل حسب قدراته المادية.

وأشار صنديد، بأن هناك حرفيين بين هذه الفئات يعيشون وضعية مادية هشة جدا، لا تسمح له بتوفير قوت يومهم، فما بالك بشراء أفرنة الغاز، مضيفا أن الحرفيين يتلقون كل مرة وعودا من أجل مساعدتهم على اقتناء الأفرنة الغازية، إلا أنهم لم يتحقق أي شيء، ويتم تسويف ومماطلة الاستجابة لطلبات هذه الفئة المغلوبة على أمرها.

جدير بالذكر أنه تم نقل المجمع من قلب مدينة مراكش، دوار عين دادة بجماعة سعادة، المتاخمة لمراكش، سنة 1987، ووجدوا الساكنة تقطن بهذا الحي، وكانوا يعتمدون الطريقة التقليدية في طهي الفخار، إلا أن اليوم هناك منهم من يستعمل المواد البلاستيكية والعجلات المطاطية وبقايا النفايات والأزبال مما دخان سام مليء بالمواد الضارة.

وأوضحت الساكنة المذكورة، أنه طال أمد انتظار وعود المسؤولين المحليين بإيجاد حل لهذه المشكل، سواء من طرف المجلس الجماعي أو المديرية الجهوية للصناعة بمراكش، مطالبين بتدخل المسؤولين الكبار، “أما المسؤولين الصغار فقد فقدنا ثقتنا فيهم”، وفق تعبير الساكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *