منوعات

لماذا تستمر بعض الشعوب في أكل لحوم الكلاب والقطط والثعابين والحشرات؟

لا يزال أكل لحوم الكلاب والقطط والجردان والثعابين والحشرات يشكل “صدمة ثقافية” لأغلب شعوب العالم، لكنها لدى شعوب أخرى تستمر بشكل عادي.

وأثارت الظاهرة اهتمام وسائل الاعلام لسليط الضوء عليها، فيما أثارت اهتمام العلماء والخبراء لتفسير الظاهرة.

ولا شك أن عددا من شعوب العالم اضطرت في ظروف خاصة، مثل المجاعات الشديدة، إلى أكل حيوانات لا تدخل ضمن نظامهم الغذائي التقليدي، وشمل ذلك أكل لحم الجيفة والبشر. وحول طول مدة المجاعة ذلك إلى عادة اجتماعية استمرت بعد انتهاء الأزمة، لكن الأمر فيما يبدو لا يتعلق فقط بأزمات، حيث توجد شعوب تأكل خارج المعتاد لاعتقادها بفوائد خاصة في تلك الحيوانات.

التقرير التالي، حسب الجزيرة نت، يستعرض نماذج ثقافية لأكل حيوانات لا تدخل ضمن النظام الغذائي التقليدي للإنسان، ومحاولة وضعها في سياقها التاريخي والثقافي.

المجاعة الكبرى في الصين

تحتل الصين النصيب الأكبر من الوجبات التي غير التقليدية؛ فهناك تؤكل الكلاب والقطط والخفافيش والثعابين حتى اليوم.

وبدأ الأمر، في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، حين أهلكت المجاعة الشعب الصيني؛ فبين ربيع العام 1959 ونهاية العام 1961، مات حوالي 30 مليون صيني جوعا، بسبب إطلاق “القفزة العظيمة للأمام”.

وكان “ماو تسي تونغ” أعلن أن هذه القفزة تهدف إلى إلحاق الصين بالدول الرأسمالية وتحقيق التقدم الاقتصادي الذي حققته العديد من دول العالم في غضون سنوات قليلة بدلا من عقود.

وبحسب دراسة بعنوان “المجاعة الكبرى في الصين: بعد 40 عاما”، منشورة في مكتبة “المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية” (NCBI)، شدد ماو على الدور الرئيسي للصناعة الثقيلة، وجعل إنتاج الصلب محور تلك الفترة وطالب الفلاحين باستخراج معدن الصلب، بدلا من العمل في الحقول.

كما طالبهم الزعيم الصيني بالتخلي عن كل إنتاجهم الغذائي الخاص وصادر أراضيهم، وخفّض مساحات زراعة الحبوب، ما تسبب بمجاعة عانت منها البلاد لأكثر من سنتين.

الأسواق الرطبة مستمرة

يوجد في الصين اليوم ما يعرف بـ”الأسواق الرطبة” (Wet market)، التي يلقي باللوم عليها كمصدر محتمل لتفشي فيروس كورونا الحالي الذي يجتاح العالم.

ويرتبط إنشاء تلك الأسواق بالمجاعة الصينية، حيث تبيع تلك الأسواق الأسماك الحية والسلاحف واللحوم والحيوانات البرية للأكل، وفقا لـ “إن بي آر” (NPR).

وعند المجاعة، أكل الصينيون الطرائد البرية والكلاب والقطط والجرذان والثعابين. وحدثت حينها واحدة من أعظم مذابح الحيوانات البرية في التاريخ، طبقا لـ “سواراجيماج” (Swarajyamag).

ولم يتوقف الأمر عند أكل الحيوانات، وجثثها المتحللة، بل أكل البعض لحوم البشر، وقتل الآباء أطفالهم وأكلوهم، واستخرج الناس الجثث وأكلوها لسد جوعهم، بحسب صحيفة “ذا غارديان” (The Guardian) البريطانية.

لحوم الكلاب للعلاج

رغم انتهاء المجاعة، لم تنته العادات التي اكتسبها الصينيون في الطعام وبقي استهلاك البعض للحوم الكلاب والقطط والخفافيش وغيرها حتى اليوم.

ولم يقتصر الأمر على الصين فقط، ففي عدد من البلدان الآسيوية، لا سيما في جنوب شرق آسيا، لا يزال هناك سوق مزدهر للحوم الكلاب، حيث يدعي الكثير من الناس أنها جزء من تقاليدهم الثقافية.

ويعتقد بعض سكان تلك البلدان، أن لحم الكلاب يمكن أن يعالج أمراضا مختلفة أو ينقل “طاقة” مفيدة. ويتجه آخرون إلى لحوم الكلاب كمصدر للبروتين الرخيص، وفقا لـ”ناشيونال جيوغرافيك” (National Geographic).

طبق تقليدي في كوريا

في كوريا الجنوبية، يعد لحم الكلاب طبقا كوريا تقليديا، وجزءا من المطبخ الكوري لعدة قرون.

ويعتقد الكثيرون وجود فوائد للحوم الكلاب وأن تناولها يوفر القدرة على التحمل وتفيد الرجال، ووصل هذا الاعتقاد إلى حد تربية ما يصل إلى 1.5 مليون كلب كغذاء في المزارع في جميع أنحاء البلاد كل عام.

ومع ذلك، حدث انخفاض كبير في السنوات الأخيرة في شعبية طبق لحم الكلاب في كوريا، خاصة مع محاولة نشطاء حقوق الحيوان في كوريا الجنوبية على حث الحكومة على حظر استهلاك لحوم الكلاب، وأن أكل الكلاب أصبح مثيرا للجدل بشكل متزايد في المجتمع الدولي.

وكانت كوريا الجنوبية في عام 1988، قد أغلقت جميع مطاعم لحوم الكلاب في مدينة سيول طوال فترة الألعاب الأولمبية خشية أن ترسم صورة سلبية لثقافة الطهي المحلية.

وتراجع الطلب بشكل كبير على لحوم الكلاب مؤخرا، كما أغلقت مجموعة من المطاعم والمزارع المعنية بتربية الكلاب أبوابها، بسبب زيادة الوعي بقضايا رعاية الحيوان بشكل عام، وذلك بعد تغير رؤية الكوريين وخاصة الأجيال الشابة للكلاب واقتنائها كحيوانات أليفة في المنازل وليس على موائد الطعام.

البعض يرى الحشرات مفيدة 

في أفريقيا، يعتبر أكل الحشرات تقليدا قديما وشائعا للغاية، وتهيمن دول جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والكاميرون، وأوغندا وزامبيا، وزيمبابوي، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا على أكل الحشرات في القارة.

وتشمل الحشرات الأكثر شيوعا في الأكل اليرقات والنمل الأبيض والصراصير وسوسة النخيل.

ووفقا لموقع “ذا كونفيرزيشين” (The Conversation)، يتم حصاد معظم الحشرات الصالحة للأكل في أفريقيا من البرية. واعتبرت قديما مصدرا غنيا بالبروتين، جعلت السكان الأصليين يتناولونها باستمرار وظل ذلك التقليد متبعا وطبقا رئيسيا في المطاعم حتى اليوم.

في نفس الوقت، قادت منظمة الأغذية والزراعة، التي توقعت ندرة الأراضي الزراعية والمياه وكذلك العناصر الغذائية مع زيادة عدد سكان العالم، حملة دعائية للترويج لفوائد الحشرات باعتبارها غنية بالعناصر الغذائية مثل الأحماض الأمينية، والتي غالبا ما تكون غائبة في الأطعمة التقليدية.

الفئران على الموائد الأوروبية

للفئران أيضا متسع على موائد البشر، فكانت عدة بلدان في أوروبا تستهلك تاريخيا لحوم الفئران كجزء من نظامها الغذائي العادي، بسبب قيمتها الغذائية العالية من سعرات حرارية وبروتين ودهون.

وتوارثت أوروبا تقليد أكل الفئران حتى أصبح عامة الشعب يأكلونه بعد أن كان حكرا على الأثرياء في أجزاء من أوروبا.

ووفقا لموقع “أوتوماتيك تراب” (Automatic Trap) كان الناس يأكلون فطيرة الفئران كعلاج فعال لأثرياء فرنسا وإنجلترا ولم يستهلكه عامة الناس.

وفي منطقة واحدة من الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدا ولاية فرجينيا الغربية، تعتبر يخنة الفئران طبقا محليا تقليديا.

ويتم تقطيع الفئران بعد تنظيفها وإسقاطها في مرق مع البصل والثوم والخضروات المحلية الأخرى، وعلى الرغم من أنها ليست منتشرة بشكل كبير في جميع أنحاء الولاية، إلا أن يخنة الفئران يمكن أن تتواجد على موائد العشاء في فرجينيا الغربية من وقت لآخر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبد اللطيف بنطاني
    منذ سنتين

    بعد أن فشلت كل المحاولات في إدخال رمز التأكيد اوعلي الاصح عدم قبول رمز التأكيد. وبعد أن عيل صبري لجات الي مصلح هواتف فعلا تم فتح الفيس لكن بشكل آخر. وقال