سياسة

“فورساتين”: البوليساريو تستغل خراب التعليم بالمخيمات لتجنيد الأطفال

أطفال البوليساريو

نبّه منتدى مؤيدي الحكم الذاتي “فورساتين” إلى واقع التعليم المتهالك بمخيمات تندوف بالجزائر، موضحا أن جبهة البوليساريو تستغل خراب المنظومة التعليمية بالمخيمات لدفع الأطفال للالتحاق بمليشياتها المسلحة.

وقال “فورساتين”، في بيان، إن منظومة التعليم بمخيمات تندوف متهالكة، و”قيادة البوليساريو تسعى لخرابها، لدفع الأطفال والتلاميذ الصحراويين للانخراط في ميليشياتها العسكرية، بينما أبناء القيادة يحظون بتعليم جيد ولائق خارج المخيمات”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن التعليم التعليم في مخيمات تندوف ينطلق من رياض الأطفال مرورا بالتعليم الابتدائي ثم التعليم المتوسط، في حين ينعدم التعليم الثانوي والجامعي، باستثناء ثانوية واحدة وهي ثانوية مشتركة مع دولتي فينزويلا وكوبا، والدراسة بها مخصصة للتلاميذ الدارسين للاسبانية في الجامعات الكوبية.

أما الجامعات بالمخيمات، يضيف المصدر ذاته، فهناك جامعة واحدة (جامعة وهمية)، تسمى جامعة اتفاريتي، وهي “ليس إلا مناورة سياسية أكثر منها تعليمية، تحاول البوليساريو ربطها زيفا وبهتانا بجامعات أجنبية، وتسعى لتسويق اسمها: اتفاريتي، لدلالة الاسم، وبحثا عن الارتباط بمنطقة الصحراء على عكس المخيمات المرتبطة بتندوف، لتظل الجامعة مجرد جامعة وهمية لا أقل ولا أكثر”.

وبخصوص الكتب والمقررات الدراسية، قال المنتدى إنها تطبع بالمطابع الجزائرية، و”كل المحاولات للطباعة بالمخيمات تصطدم بالسرقات والبيع، وحتى منها المدعومة من طرف الجمعيات الأجنبية”.

وبالنسبة للتعليم المتوسط (الإعدادي)، يضيف المصدر، يتم تقسيم التلاميذ إلى مجموعتين، مجموعة تدرس التعليم المتوسط بالجزائر ومجموعة تدرس بالمخيمات، وجبهة البوليساريو تقول إن هذا الأمر اختياري للتلاميذ وأهاليهم، لكن الواقع يعكس غير ذلك، حيث يتم التعامل بفرزية واضحة بين التلاميذ.

واسترسل اللبيان أن عدد من التلاميذ يشعرون بالدونية لعدم تمكنهم من مغادرة المخيمات، “لأسباب إقصائية، أو بسبب ضعف ذات اليد للعائلات التي لا تملك أقارب في تندوف أو المدن الجزائرية عموما، لأن مستوى التعليم بها جيد مقارنة مع المخيمات التي لن يعد بها تعليم يذكر، نظير الاعتماد على الخريجين الشباب صغيري السن، عديمي الكفاءات، يدرسون من دون تكوين، زيادة على إشكالية الأجرة الضئيلة التي لا تكاد تذكر، وتمنح على ثلاثة أشهر وأحيانا على 6 أشهر، وقد تسبب ذلك في إضراب شامل من طرف المعلمين بالمخيمات لمدة فاقت في بعض الأحيان نصف الموسم الدراسيط.

أما التعليم الثانوي، فبه المصدر ذاته، إلى أنه غير متوفر نهائيا بالمخيمات، والتلاميذ يكملون تعليمهم الثانوي بالجزائر، مستدركا بأن العائلات الصحراوية لا تستطيع بعث أطفالها نظير العقبات المادية والتقنية، زيادة على ضعف المستوى وتدهوره خلال التعليم المتوسط، ما يحرم عشرات التلاميذ سنويا من إتمام مسارهم الدراسي، وبالتالي الانقطاع عن الدراسة، ثم البطالة، لينخرط غالبيتهم في الشبكات الإجرامية، ويمتهن بعضهم التهريب، فيما يتوجه البعض منهم للتنقيب عن الذهب بمحيط المخيمات فيصبح عرضة للمطاردة والسجن وحتى القتل من طرف الجيش الجزائري.

وأشار المنتدى إلى أن أن جميع مراحل التدريس بالمخيمات، لا تشفع لصاحبها بالنجاة من التجنيد العسكري، “الذي قد يطال حتى الأطفال الصغار، الذين يحملون السلاح ويتدربون عليه علانية بدل الالتزام في صفوف الدراسة”.

وكان مرصد مرصد جنيف الدولي، نبه إلى حالة الأطفال في مخيمات تندوف، حيث يواصل مسؤولو البوليساريو استغلال المدارس والبرامج المدرسية لتلقينهم أيديولوجيات التنظيم، مشيدين بالحرب والبطولات العسكرية ورفع العبارات الداعية إلى العنف والكراهية والمتعارضة مع مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على التربية على مبادئ وقيم الحرية والمساواة والتسامح بما يرسخ شخصية الطفل.

وقال المرصد، في بلاغ له صدر بمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، إن الوضع مقلق في مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار وفلسطين ومخيمات تندوف في جنوب غرب الجزائر، مبرزا أنه “في جميع أنحاء العالم، تتواصل الهجمات على الأطفال بلا هوادة. اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجوم #ProtectEducationFromAttack هو فرصة لرفع النقاب عن الانتهاكات وخطوة أولى ضرورية لإظهار التزامنا العالمي تجاه المتعلمين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *