أدب وفنون

مسرح محمد الخامس بالرباط يحتضن أول مسرحية إسرائيلية بالعالم العربي

شهد مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الأربعاء، تقديم فرقة مسرح إسرائيلية عروضا لها، لأول مرة في العالم العربي، وذلك في سياق تتصاعد فيه وتيرة التطبيع بين المغرب وإسرائيل في مختلف القطاعات، على رأسها المجال الثقافي والفني.

ويتعلق الأمر بالعرض المسرحي “أم كلثوم” لفرقة “مسرح يافا العربي العبري” بإسرائيل، وهو الأول له ضمن سلسلة من ثلاثة عروض تنظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، والمجموعة الثقافية “الرباط-يافا”.

وخلال العرض المسرحي، بدا واضحا غياب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، دافيد غوفرين، الذي لا يفوت مثل هذه الفرصة دون أن يحضرها، حيث حضر عوضه “إيال دافيد”، نائب رئيس البعثة بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.

يأتي ذلك بعدما أوردت قناة “i24news” الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت إعفاء غوفرين من منصبه على خلفية تفجر فضيحة “التحرش الجنسي واستغلال نساء مغربيات وإخفاء هدايا ثمينة والمحسوبية” بمكتب البعثة الإسرائيلية بالمغرب، وهو الملف الذي فتحت الخارجية الإسرائيلية بشأنه تحقيقا.

إقرأ أيضا: بسبب فضيحة “التحرش الجنسي”.. إسرائيل تقرر إعفاء رئيس مكتبها بالمغرب

“إيال دافيد”، نائب رئيس البعثة بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، قال في تصريح له على هامس هذا العرش المسرحي، إن هذه أول مرة يقدم فيها مسرح يافا العربي العبري عروضا له في العالم العربي والمغرب.

وشدد الديبلوماسي الإسرائيلي على أن هذه التظاهرة تشكل بداية للتعاون بين البلدين في المجال المسرحي بما يجسد رؤية الملك محمد السادس للنهوض بالعيش المشترك والتعايش بين المسلمين واليهود، حسب قوله.

من جانبه، اعتبر الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، عبد الإله عفيفي، أن هذا الحدث يشكل “لحظة من اللحظات التي تجسد دور الثقافة والفن باعتبارهما جسرا للتلاقي والتفاهم بين الشعوب”، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”.

وقال المسؤول ذاته أن “المغرب يواصل مسيرته الحضارية باعتباره أرضا للقاء والمحبة والسلام، ودعم فرص الاستقرار في كل بقاع المعمور تحت قيادة الملك محمد السادس” وفق تعبيره.

وأوضح عفيفي أن هذا النشاط “سيكون بداية لتعاون أكثر عمقا بين قطاعي الثقافة بالمغرب وإسرائيل، واستثمار الثقافة كمدخل للنهوض بقيم التسامح والتعارف والسلام بالمنطقة”.

وأضاف أن “مسرح يافا العربي العبري يشكل تجسيدا لهذه القيم، مشيدا بالمضامين الفنية للعروض التي سيقدمها في المغرب، والتي تنتفي فيها للحدود بين الفن العربي واليهودي وتفسح المجال للمشترك الإنساني”، حسب المصدر ذاته.

من جهته، أوضح عبد اللطيف أفود، عن المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، في تصريح لـ”لاماب”،  أن هذه أول مرة يقدم فيها فرقة مسرح إسرائيلية عروضا له في العالم العربي، وفق ما جاء في قصاصة “لاماب”.

واعتبر أفود في تصريحه أن الرسالة إلى تمريرها تتمثل في “التأكيد على أن الوقت قد حان لتحقيق التقارب بين الشعوب عبر مدخل الثقافة والرياضة، وتجاوز الخلافات السياسية”، على حد قوله.

يُشار إلى أن عروض فرقة “مسرح يافا العربي العبري” تشمل، إلى جانب مسرحية “أم كلثوم”، مسرحيتين أخريين، الأولى اليوم الخميس بعنوان “فريد الأطرش”، والثانية غدا الجمعة بعنوان “بابا عجينا”.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *